اتّفقت وزارتا الصحة والزراعة الأردنيتان، بالتعاون مع منظمتَي الصحة العالمية والأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، في اجتماع اليوم الأحد، على العمل معاً للتوعية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات ورفع مستوى المعرفة العام بها، وذلك في إطار الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات (18 - 24 نوفمبر/ تشرين الثاني) تحت شعار "الوقاية معاً من مقاومة مضادات الميكروبات".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد ارتفعت معدّلات مقاومة مضادات الميكروبات في مختلف دول العالم، الأمر الذي أسفر عن تزايد حالات عدم قابلية علاج الأمراض الشائعة ومخاطر التدخلات الطبية المهمة للمحافظة على الحياة، مثل العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي الخاص بالسرطان.
وأعلن المكتب القُطري التابع لمنظمة الصحة العالمية في الأردن، بالتعاون مع المكاتب التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، أنّه سوف يمدّ يد العون إلى الأردن في تنفيذ خططه من خلال نهج "الصحة الواحدة لمنع مقاومة مضادات الميكروبات، نظراً إلى أنّ المسبّبات الرئيسية لحدوث مقاومة الميكروبات للأدوية وانتشارها تحدث في قطاعات صحة الإنسان والحيوان والغذاء والنبات والبيئة".
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن جميلة الراعبي إنّ "التحدّي المتمثل في التصدي لخطر مقاومة مضادات الميكروبات هو أمر حيوي وعاجل"، داعية إلى "ضمان التعاون عبر القطاعات للحفاظ على فعالية هذه المنتجات المهمة".
من جهتها، أوضحت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية في الأردن، رائدة القطب، أنّ بلادها أكملت وضع خطة عمل وطنية بشأن قضية مقاومة الميكروبات، مشيرة إلى أنّ البيانات في الأردن تُظهر أنّ ثمّة مقاومة كبيرة للميكروبات، وأنّ ما نسبته 40 إلى 50 في المائة من المكوّرات العنقودية الداخلية يصعب علاجه بسبب مقاومة المضادات الحيوية، والتي يكون معظمها منتشراً بين المرضى في المستشفيات والمراكز الصحية.
وأشارت القطب إلى أنّ ثمّة زيادة في استخدام المضادات الحيوية من قبل المواطنين عند المقارنة بين عامَي 2019 و2020، مشدّدة على أهمية رفع مستوى التنسيق بين المؤسسات الوطنية والدولية لمواجهة ذلك.
أمّا ممثل منظمة فاو في الأردن نبيل عساف، فقال: "تُمثّل مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً عالمياً وتشمل عواقبها الإخفاق في معالجة الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدّل الوفيات والإصابة بأمراض خطرة أو طويلة الأمد، وإحداث خسائر في الإنتاج وتقليل سبل العيش والتأثير على الأمن الغذائي. ويضطلع كلّ فرد بدورٍ في نشر الوعي وإيقاف المقاومة".
وفي السياق نفسه، قال وزير الصحة الأردني فراس الهواري إنّه "على الرغم ممّا حقّقه الأردن من إنجازات على صعيد التصدّي لظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية، منذ انضمامه إلى النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2018، فإنّ كثيراً من الجهد والعمل ما زالا مطلوبَين لمجابهة هذه الظاهرة من خلال زيادة الوعي بها، والتعريف بمدى خطورتها، والدور الذي يتوجّب على الأطراف المعنية القيام به، وكذلك تطبيق الإدارة الرشيدة لمضادات الميكروبات عبر استحداث آليات وإجراءات تضمن التوازن ما بين إتاحة مضادات الميكروبات"، إلى جانب "الحرص على مراقبة استخدامها وفعاليتها من أجل صحة الإنسان والحيوان والغذاء".
وشدّد الهواري على أهمية دور المنظمات الدولية في دعم جهود الأردن للتصدّي لهذه الظاهرة، من خلال التعاون المشترك تحت شعار "نهج الصحة الواحدة"، وتقديم الدعم الفني اللازم للوزارات والمؤسسات الأردنية المعنية للحدّ من عبء هذه الظاهرة محلياً والتصدي لها بشكل أفضل.
وبحسب ما أوضح وزير الزراعة خالد حنيفات، فإنّ الوزارة تعمل على "تشجيع الاستخدام الحكيم وإدارة منتجات مضادات الميكروبات في الحيوانات، ومراقبة الأدوية البيطرية لجهة صناعتها واستيرادها، ومراقبة نوع واستخدام المنتجات المضادة للميكروبات في الحيوانات. كذلك تعمل على تحسين الوعي لدى المزارعين وتشجيع تطبيق المعايير الدولية لتجنّب خطر مقاومة مضادات الميكروبات".
وفي الاجتماع، وُقّع بروتوكول تعاون بين وزارتَي الصحة والزراعة في الأردن لتنسيق العمل بهدف مجابهة الأمراض حيوانية المصدر. ويشمل ذلك ورشة عمل وتمرين محاكاة لتعزيز نظم رصد الأمراض المشتركة وتبادل البيانات بين الوزارتَين.