الصحة العالمية: فحوص جديدة "تغير اللعبة" ضد كورونا في أفريقيا

22 أكتوبر 2020
زيادة الفحوص قد تؤدي إلى زيادة الإصابات المؤكَّدة (لويس تاتو/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولو منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إنّ بدء فحوص التشخيص السريع لكوفيد-19 قد يكون "تغييراً لقواعد اللعبة" في معركتهم ضدّ فيروس كورونا، لكنهم حذّروا أيضاً، اليوم الخميس، من أنّ زيادة الفحوص قد تؤدي إلى زيادة الإصابات المؤكَّدة في قارة شهدت تراجع عدد الإصابات أو ثبوته مع ارتفاع الأعداد في الغرب.
ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أنّ أفريقيا تفتقر حتى الآن إلى القدرة على إجراء فحوص على نطاق واسع بما فيه الكفاية، ولا سيما في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها، وبالتالي فإنّ عدد الإصابات فيها لا يعكس الواقع ويعوق تتبّع الفيروس.
وقالت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: "تستعد البلدان الأفريقية لتقديم فحوص التشخيص السريع القائمة على الأجسام المضادة على نطاق واسع، وسيكون هذا بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، كما نعتقد، في مكافحة كوفيد-19".
وأضافت: "ستساعد هذه الفحوص السريعة عالية الجودة، في تلبية الاحتياجات الضخمة غير الملباة للفحص في أفريقيا".
وقالت مويتي التي كانت تتحدث من برازافيل بالكونغو، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إنّ منطقة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، التي تضم، أفريقياً، جنوب الصحراء، بالإضافة إلى الجزائر، شهدت انخفاضاً من المتوسط اليومي لأكثر من 15 ألف إصابة في يوليو/ تموز إلى أقل من 4000 في الشهر الماضي، ما دفع بعض الحكومات إلى التراجع عن إجراءات الاحتواء الأكثر صرامة.
وتابعت قائلة: "في الوقت الذي تخفّف فيه الدول القيود على الحركة، من المتوقع حدوث بعض الزيادة في الإصابات، لكن منع الارتفاع المتسارع أمر بالغ الأهمية".

منذ وقت مبكر من الوباء، عبّر المسؤولون في مقرّ منظمة الصحة العالمية في جنيف، وبينهم المدير العام الإثيوبي لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن مخاوفهم من أن يكون لكوفيد-19 تأثير كبير في الأنظمة الصحية الأضعف، مثل تلك الموجودة في أفريقيا.
ومع ذلك، فإنّ البلدان المتقدمة التي لديها أنظمة صحية عالية المستوى، كانت حتى الآن من بين أكثر البلدان تضرراً من تفشي الفيروس.
وسجّلت المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية، التي تضم 54 دولة، 927 ألف إصابة في أحدث إحصاء أسبوعي لها، وهو رقم قياسي جديد.
وفي هذا الصدد، أشارت سوزان نديد نابادا، رئيسة خدمات المختبرات الصحية الوطنية الأوغندية والمختبر المركزي للصحة العامة، إلى أنّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت لضمان التراخيص المناسبة وعملية عالية الجودة قبل إجراء فحوص التشخيص السريع على نطاق أوسع لأنه "لم يعد هناك حقيقة الكثير من حالات الطوارئ" في أفريقيا.
استشهدت نابادا بتقارير تشير إلى أنّ تحديد إصابات كورونا زاد في غينيا، بمجرد أن بدأت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بطرح فحوص التشخيص السريع، مشيرة إلى أنه "قد نرى المزيد من الأرقام القادمة" عندما تُنشَر الفحوص على نطاق أوسع.
وقالت إنّ النقص النسبي في الفحوص بأفريقيا يمكن أن يكون أحد الأسباب التي جعلت عدد الإصابات الأفريقية أقل منه في البلدان المتقدمة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الشهر الماضي، أنها اتفقت مع شركائها الرئيسيين على خطة لإطلاق 120 مليون فحص تشخيص سريع لكوفيد-19 لمساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على سدّ فجوة الفحوص مع الدول الغنية.
تهدف الفحوص التشخيصية السريعة المستندة إلى الأجسام المضادة التي أصدرت منظمة الصحة العالمية قائمة استخدام الطوارئ لها، إلى توفير وصول فحص أفضل إلى المناطق التي يصعب فيها توزيع فحوص "بي سي آر" المستخدمة غالباً في العديد من الدول الأكثر ثراءً.
تبحث الفحوص السريعة عن الأجسام المضادة أو البروتينات الموجودة على سطح الفيروس. وتعتبر بشكل عام أقل دقة، على الرغم من أنها أسرع بكثير من فحوص "بي سي آر"، وهي اختبارات جينية عالية الدرجة. وتتطلب فحوص "بي سي آر" معالجة باستخدام معدات المختبرات المتخصّصة والمواد الكيميائية، وعادةً ما يستغرق تسليم النتائج للمرضى عدة أيام.


(أسوشييتد برس)

المساهمون