السيسي: تطوير مساجد آل البيت وتعويض أصحاب العقارات المحيطة بها

12 مايو 2024
مسجد السيدة زينب في القاهرة مضاءً وسط احتفال ديني، 12 مايو 2015 (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوجه بتعويض أصحاب العقارات المحيطة بالمساجد المستهدفة في خطة التطوير الكبيرة، مشيرًا إلى دور طائفة البهرة في تطوير المساجد وأضرحة آل البيت والصالحين.
- السيسي يعبر عن اعتزازه بالتاريخ الديني لمصر واستقرار آل بيت النبي محمد فيها، مع التأكيد على الأمن والأمان الذي وجدوه، ويُشير إلى جدل حول مقام السيدة زينب.
- تطوير مسجد السيدة زينب يحظى بتقدير سلطان البهرة، مفضل سيف الدين، ويُنفذ بواسطة الهيئة الهندسية للجيش المصري. البرلمان يقر تعديلات لنزع ملكية العقارات للمنفعة العامة، مما يعكس جهود تحسين البنية التحتية الدينية.

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القائمين على محافظة القاهرة بالبحث في موضوع تعويض أصحاب العقارات المحيطة بالمساجد التي تعمل الدولة على تطويرها، من قبيل مساجد آل البيت والصالحين والصحابة وأضرحتهم، مشيراً إلى أنّ لدى الحكومة خطة كبيرة لتطوير هذه المساجد، بما في ذلك من أعمال توسيع وإزالة للعقارات القديمة.

وقال السيسي، في كلمة له بمناسبة افتتاح مسجد السيدة زينب بعد تطويره في قلب القاهرة، اليوم الأحد، إنّ مخطّط التطوير يتضمّن مساجد الرفاعي والسلطان حسن والسيدة نفيسة، متوجّهاً بالشكر إلى طائفة البهرة (من الشيعة الإسماعيلية) في الهند لمشاركتها ومساهمتها المالية في تطوير مساجد آل البيت في مصر.

ورأى السيسي، في كلمته التي ألقاها صباح اليوم، أنّ "الله أكرم مصر بأن يستقرّ آل بيت النبي محمد فيها"، إذ "كانوا يبحثون عن الأمان والحماية فوجدوا فيها الأمن والأمان المنشودَين"، من بينهم "السيدة زينب حفيدة الرسول الكريم التي استقرّ مقامها في مصر". لكنّ العلماء يجمعون على أنّ زينب بنت علي بن أبي طالب ليست مدفونة في مصر، ومن غير المعلوم أنّها توجّهت إليها في الأساس، إذ رجعت إلى المدينة المنوّرة بعد مقتل الحسين، ومن المرجّح أن تكون قد دفنت مع أهلها في المدينة.

ولا يُعرَف على وجه الدقّة تاريخ إنشاء مسجد السيدة زينب الذي يُعَدّ إلى جانب مسجد الإمام الحسين من أبرز مساجد آل البيت في القاهرة، غير أنّ المسجد جُدّد في عهد الأمير المملوكي عبد الرحمن كتخدا في عام 1768. وفي عام 1940، هدمت وزارة الأوقاف المصرية المسجد القديم وأقامت الحالي الذي يضمّ ضريحاً منسوباً إلى السيدة زينب محاطاً بسياج من النحاس الأصفر وتعلوه قبة.

من جهته، قال سلطان البهرة في الهند مفضل سيف الدين، الذي حضر افتتاح المسجد، إنّه سعيد بوجوده في مقام السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء كريمة النبي محمد، بعدما أُجيز له تجديد هذا المقام الرفيع وتطويره. أضاف سيف الدين أنّ "للسيدة زينب مقاماً كبيراً في قلوب المسلمين عموماً والمصريين خصوصاً، هي التي شهدت في كربلاء ذبح أخيها سيّد الشهداء الإمام الحسين، والتي اختارت أرض مصر سكناً لها، وتحدّثت عن فضل مصر ودعت لأهلها".

وقد توجّه سلطان البهرة بالشكر إلى "كلّ من ساهم في أعمال تطوير مسجد السيدة زينب"، خصوصاً الهيئة الهندسية التابعة للجيش المصري بوصفها الجهة المسؤولة عن تنفيذ أعمال التطوير. يُذكر أنّه، منذ تولّي السيسي الحكم في عام 2014، لا سلطات رقابة إدارية أو مالية على ما تأتي به الهيئة الهندسية في الجيش، علماً أنّها واجهت في السنوات الأخيرة اتّهامات متكرّرة بالفساد ونهب أموال الدولة، من خلال تكليفها بمشاريع تطوير الطرقات والجسور والأسواق والمساجد بـ"الأمر المباشر"، من دون اتّباع إجراءات المناقصة للحصول على أفضل العروض.

تجدر الإشارة إلى أنّ البرلمان أقرّ تعديلاً على قانون نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة في عام 2020، يقضي بمنح رئيس الجمهورية أو من يفوّضه سلطة تقرير المنفعة العامة تسريعاً لوتيرة إجراءات نزع الملكية من المواطنين بطريقة جبرية، للانتهاء من مشاريع التطوير الجاري تنفيذها، بالإضافة إلى منح المحافظ المختصّ سلطة إصدار قرارات الاستيلاء المؤقّت على عدد من العقارات المملوكة للمواطنين في حالات الضرورة.

المساهمون