السويداء السورية.. العصابات سلاح النظام ضد الأهالي

28 ابريل 2023
فوضى أمنية وانتشار للسلاح في السويداء (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محافظة السويداء في الجنوب السوري أعمالاً انتقامية مسلحة وفوضى أمنية يُشعل فتيلها اقتتال عائلي وانتشار للعصابات منذ 18 من مارس/آذار، عقب حادثة خطف واحتجاز شاب وتسليمه لجهة أمنية. 

وفي أحدث فصول التوتر الأمني، قطع مسلحون طريق دمشق السويداء، اليوم الجمعة، احتجاجاً على توقيف فتاة من أهالي قرية الجنينة الواقعة في الريف الشرقي من السويداء. وكانت السلطات أوقفتها أثناء تواجدها في مستشفى السويداء العام بتهمة محاولة تسميم أخيها، مما اضطر مجموعة من أبناء القرية، وبمؤازرة من الفصائل المحلية، لقطع مدخل مدينة السويداء والتهديد بالتصعيد. 

وحول الواقعة، أوضح أحد المحتجين، لـ"العربي الجديد"، متحفظاً عن ذكر اسمه، أن "الفتاة تعاني من مرض نفسي مزمن، والجميع يعلم أنها يتيمة الأبوين، لكن السلطات الأمنية وجدت فيها لقمة سهلة لتوقيفها، فيما تجار المخدرات والسلاح، وأفراد عصابات الخطف والسرقة، يسرحون ويمرحون في المحافظة".

من جهته، أكد الناشط المدني هاني عزام، في حديث لـ"العربي الجديد": "نقاوم مخططات أمنية تسعى لإعادة المحافظة إلى حظيرة النظام"، مشيراً إلى أن "هذا الفلتان الأمني والتجييش للاقتتال العائلي ليس سوى مخطط أمني فشل سابقاً وسيفشل الآن".

وخلال الأيام الماضية، نصبت على نحو مقلق حواجز في السويداء رافقها قطع للطرقات أخذ منحى عائلياً في ظل تقاعس السلطات القضائية والشرطية التابعة للنظام السوري عن حل أي مشكلة وترك المواطنين يحلونها بالسلاح بعد تحجيم وكبح دور المرجعيات وتشويه صورتها.

ويرى أهالي المنطقة أن النظام السوري شجع العصابات للقيام بدور الشرطي وقطع الطرقات بحواجز مؤقتة وتفتيش المارة من أجل إثارة الرعب والخوف بين الأهالي. 

ووجدت السلطات المحلية طريقها لتقوية بعض العصابات المحلية في المدينة بعدما فقدت قبل أشهر حليفها الأقوى راجي فلحوط، الذي صدر بحقه قرار من السلطات البريطانية بالحجز على أمواله مع مجموعة من كبار تجار المخدرات والسلاح من آل الأسد وغيرهم. 

بدوره، نوه الإعلامي مرهف الشاعر إلى أنها "المرة الأولى التي ينجح فيها السلاح المنفلت من خلق فتنة عائلية لا تحمد عقباها إذا لم تتسارع القيادات الشعبية والدينية لوقفها قبل أن تسيل الدماء". 

وأضاف أن "الانفلات الحاصل يبدو عادياً من وجهة نظر البعيد عن الصورة، لكن الحقيقة باتت واضحة في الانقسامات الداخلية التي جعلت عائلة من مدينة السويداء تجتمع لتقرر طرد عائلة أخرى، وكأننا ذاهبون إلى عصور الإقطاع". وحذر أن الأمر "في غاية الخطورة، ويكشف زيف وخداع السلطة التي تستقوي بالعصابات على حساب الأهالي".

وشهدت السويداء توتراً خلال الأيام القليلة الماضية تمثل بحواجز مؤقتة وتفتيش على بطاقات المارة، مما يؤكد أن هذه الحواجز تديرها جهات أمنية وتهدف لخلق مناخ من الخوف والهيمنة وإثارة القلق لدى المطلوبين للفروع الأمنية بتهم سياسية أو تخلف وفرار من الخدمة الإلزامية، بحسب مراقبين.

المساهمون