يواجه الخمسيني خالد صالح المحمد فصل الشتاء القادم بخيمة صغيرة تهتز مع نسمات الهواء الخفيفة، وبداخلها سرير واحد فقط في مخيم على أطراف مدينة إدلب شمال غربيّ سورية.
يستلقي صالح المحمد على السرير منذ ستة أشهر بسبب طلقة نارية طائشة أصابته في عنق عظم الفخذ خلال زيارة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي.
ولعل ضيق الحال وقساوة حياة الخيمة وتهجيره من قريته بريف حماة الشرقي ليست الظروف الأكثر سوءاً في حياة خالد، فهو يعيش وحيداً دون معيل أو أنيس بعد ترحيله من الأردن التي لجأ إليها لمخالفته قوانين العمل، ليجد نفسه مبعداً عن عائلته المكونة من ثلاث بنات وثلاثة شباب وزوجته التي انفصل عنها بعد تهجيره عام 2014.
يقول خالد لـ"العربي الجديد": "حالي كحال الملايين من الشعب السوري، نزحت من قريتي مع بداية الثورة السورية عام 2012 إلى الأردن، التي رُحِّلتُ منها عام 2014 بسبب بعض المشاكل، فدخلت سورية عبر معبر نصيب، ووصلت إلى إدلب بعد مروري بالعديد من المناطق السورية بطريقة التهريب، والآن أعيش وحيداً بعد افتراقي عن عائلتي وفشلي في محاولة الزواج الثانية".
ويضيف خالد: "حياة الخيام من مأساة لأخرى، إن كان فصل الشتاء أو الصيف، خصوصاً أن خيمتي لا تحوي شيئاً من عوازل للأمطار أو فرش أواجه به البرد".
يرتجف صوت خالد عند حديثه عن برد الشتاء المتوقع. فقبل وقوع المنخفضات الجوية والعواصف، فإن خيمته لن تقيه برد ليالي فصل الشتاء، كذلك إن شعور الوحشة والخوف يزداد عند النظر لأطراف الخيمة الفارغة من أي شيء، وخصوصاً مع شحّ المساعدات المقدمة من منظمات المجتمع المدني.