أنهت فرق الدفاع المدني السوري أو "الخوذ البيضاء" العمل على إصلاح الطريق الوحيد الذي يسلكه مئات من سكان مخيّم للنازحين واقع غربي محافظة إدلب في شمال غربي سورية، والذي كان ينقطع عند تساقط الأمطار فتتوقّف بالتالي حركة السير، لا سيّما إسعاف المرضى وانتقال التلاميذ إلى مدارسهم والعاملين إلى أماكن عملهم في خارج المخيّم.
والطريق الذي أعادت تأهليه فرق الدفاع المدني يصل مخيّم في تجمّع "شامنا" الواقع بالقرب من قرية مورين في ريف إدلب الغربي بالمناطق الأخرى، علماً أنّه يُعَدّ الطريق الوحيد الذي كانت تسلكه أكثر من 105 عائلات تقطن في المخيّم والمناطق المحيطة به، بالإضافة إلى مزارعي القرية أثناء توجّههم إلى المزارع والأراضي الزراعية.
يقول مسؤول القطاع الغربي في الدفاع المدني، عبادة الذكرى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سكان المنطقة اشتكوا من سوء حال الطريق، لا سيّما عند هطول المطر، فلبّت فرق الدفاع المدني مطلبهم وأصلحته على مراحل عدّة استمرّت خمسة أيام، وقد عملت خلالها عشرات الآليات الثقيلة، وفُرش الرمل عليه وتمّت تسويته كي يناسب حركة السيارات". يضيف الذكرى أنّ "العملية جاءت بهدف تخفيف معاناة المدنيين وتسهيل تنقّلهم"، لافتاً إلى أنّ "الطريق سوف يخدم نحو ألف مستفيد من سكان مخيّم شامنا، يعانون من صعوبة الخروج في أثناء المنخفضات الجوية".
من جهته، يقول مدير المخيّم في تجمّع "شامنا"، مدين الظاهر، لـ"العربي الجديد": "لقد كنّا نعاني من نقل المرضى، إذ نضطر إلى حملهم مسافة تقرب من 100 متر، بسبب تعذّر وصول السيارات. وكان السائقون يتكبّدون مصاعب كثيرة بسبب وعورة الطريق وكثرة الحفر لينقلوا المرضى إلى المستشفيات القريبة. وفي الوقت نفسه، كان الأطفال يخوضون يومياً في مياه الأمطار والوحول في طريقهم إلى المدارس الواقعة في خارج المخيم".
ويشير الظاهر إلى أنّ "إصلاح الطريق سوف يخفّف من معاناة المرضى الذين كانوا يتلقّون علاجات دورية في المستشفيات القريبة، كذلك سوف يسهّل في الوقت نفسه خروج أطفال أكثر من 100 عائلة إلى مدارسهم، وسوف يستفيد منه مزارعو قرية مورين الذين كانوا يصلون إلى أراضيهم بصعوبة. بالإضافة إلى ذلك، سوف يكون في الإمكان الوصول إلى مقبرة القرية الواقعة بالقرب من المخيم، بعدما كان السكان يضطرون إلى عبور الأراضي الزراعية والطرقات الترابية لبلوغها".
وينفّذ الدفاع المدني مشاريع خدمية عديدة للمخيمات الواقعة في الشمال السوري، إلى جانب نشاطه في عمليات الاستجابة والإنقاذ، وهو كان قد فتح طرقات وأصلح أخرى وأعاد تأهيل منشآت حيوية ومدارس ومراكز صحية.
وقد تأسّس الدفاع المدني أواخر عام 2012 كفرق من المتطوّعين بهدف الاستجابة لتبعات القصف الجوي على الأحياء، وبسبب سحب الخدمات الحكومية الأساسية من العمل، مثل الإطفاء والرعاية الصحية وخدمات الطوارئ. وتتألّف فرقه من نحو ثلاثة آلاف متطوّع ينشطون في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، شمالي سورية، وكان لهم دور بارز في إنقاذ مدنيين من هجمات عسكرية مختلفة.