الحميات الغذائية المُقيدة وانعكاسها على الأطفال

08 اغسطس 2021
الأطفال يفضلون الأطعمة المليئة بالسكر (ييغور ألييف/ Getty)
+ الخط -

في نظام الحياة العصرية، جذبت حمية نظام "كيتو" الغذائي التي تعتمد على خفض الكربوهيدرات (الأطعمة التي تتحول إلى غلوكوز، أي سكر، بعد هضمها)، مع تعديل نسبة البروتين من دون التقيد بتناول الدهون، اهتمام كثيرين حتى باتت أسلوب حياة بالنسبة لهم. لكن خبراء التغذية لا يتفقون جميعهم على أن هذا النظام مناسب للأطفال، حتى أن بعضهم يقولون إن "النظام يشكل إساءة في معاملة الأطفال".
وفيما ترى كورتني غليك، أخصائية تغذية الأطفال في مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك، أن إخضاع الأطفال لنظام غذائي مقيّد لهم مثل كيتو قد يتسبب في آثار سلبية على الصحة الجسدية والنفسية للطفل، ينقل موقع "نيويورك بوست" عن أم تدعى آبي دورليفانغر من سكان ماريلاند قولها إن "ولديها سعيدان وبصحة جيدة بفضل النظام الغذائي المنخفض السكر الذي يطبقانه بسهولة. فالحقيقة أن النظام عزز اتخاذهما خيارات أفضل للطعام من دون أن يحرمهما من الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية".
وتشرح دورليفانغر أن حمية "كيتو" حققت نتائج جيدة لولديها، منذ أن توقفت قبل ثلاث سنوات عن شراء الكعك وشرائح الجبن التي تسخن في جهاز المايكروويف، في مقابل التركيز على إطعامهما بروتينات خالية من الدهون مثل الديك الرومي، وأيضاً أغذية غنية بالدهون مثل منتجات الألبان والمكسرات.

وأخيراً، حققت مقاطع فيديو لوجبات "كيتو" تعدها دورليفانغر لابنتها بينيلوب (11 عاماً) وابنها هكسلي (5 سنوات) مثل لفائف خس الدجاج، ومزيج من التوت وشرائح الجبن الطازجة، أكثر من 8.9 ملايين مشاهدة على تطبيق "تيك توك".
لكن هذه المقاطع أغضبت أيضاً مدافعين عن خيارات الطعام الطازج، وعرّضت الزوجين دورليفانغر لتهديدات بالقتل، وجعلتهما يتلقيان اتصالات تعهدت بتقديم شكاوى إلى مركز خدمات حماية الطفل.
وردّت دورليفانغر الأم بأن ممارساتها الغذائية "حصلت بموافقة طبيب الأطفال الذي يشرف على ولديها ويتابعهما"، منتقدة طريقة تصرف أشخاص كثيرين معها كأنها تعطي أطفالها الكحول بدلاً من الأطعمة، وعدم ترددهم حتى في مطالبتها بأن تقتل نفسها بسبب طريقتها في إطعام عائلتها.
وتشير جمعية القلب الأميركية إلى أن "كل طفل في الولايات المتحدة يستهلك أكثر من 25 كيلوغراماً من السكر سنوياً، وتؤكد أن اتباع نظام غذائي مليء بالسكر والوجبات الخفيفة المليئة بالنشاء مثل الصودا ورقائق البطاطس والبسكويت قد يزيد خطر الإصابة بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة الطفولة". لذا تشدد دورليفانغر على أنها تفعل الشيء الصحيح لولديها، وتقول: "إذا قررا أن يكبرا ويُدمنا على السكر، فلا بأس. لكن على مدار 18 عاماً التي سأتحمل فيها مسؤولية نظامهما الغذائي، لن أقدم لهما أطعمة ضارّة".

المساهمون