لا يكاد يمر يوم من دون اشتعال حريق في خيمة أو منزل شمالي سورية. والأسباب كثيرة بحسب المتطوع في الدفاع المدني السوري حسن الحسّان.
يقول الحسّان لـ"العربي الجديد" إنه نتيجة الظروف الصعبة، يضطر المدنيون لاستخدام مواد خطرة للتدفئة أو الطهي. كما أن ضعف تجهيز شبكات الكهرباء والطاقة الشمسية والبطاريات في المنازل والخيام المبنية من القماش والبلاستيك يجعل من أي تماس كهربائي كارثة تصعب السيطرة عليها، عدا عن غياب إجراءات السلامة وقلة الوعي. وباتت الحرائق كابوساً يومياً يضاف إلى أخطار أخرى تلاحق المدنيين من قصف وأمراض وسيول وغيرها من المخاطر.
ويوضح الحسان أن الدفاع المدني يسعى إلى الحد من هذه الحرائق من خلال حملات توعية وتدريبات حول كيفية التعامل مع الحرائق ومنع حدوثها والحد من الأضرار على الأفراد والممتلكات.
وتستهدف التدريبات الأشخاص الأكثر قدرة على التعامل مع الحرائق في بدايتها، كالعمال والمعلمين ومسؤولي الحماية في المنشآت والمخيمات في مناطق ومخيمات شمال غرب سورية. ويقدم المتطوعون خلالها التدريبات النظرية ومعلومات عن الحرائق وأنواعها ومسبباتها وكيفية استخدام أجهزة الإطفاء اليدوية والإخلاء السليم في حال حدوثها. أما خلال التدريبات العملية، فيكون هناك مناورات حية لحرائق أسطوانات الغاز وغيرها.
ولدى سؤاله عن المخاوف من انتشار الحرائق في مخيمات الإيواء، يوضح الحسان أننا "استجبنا لعدة حرائق في مخيمات ومراكز إيواء منكوبي الزلزال. ومن أقسى الحوادث ذاك الذي أدى إلى وفاة 3 أطفال إثر حريق اندلع في 27 فبراير/ شباط الماضي في خيمة لجأوا إليها بعد الزلزال على مقربة من بلدة عزمارين. ويقول إن غالبية الخيام في مراكز الإيواء متلاصقة في ظل غياب إجراءات السلامة، مع الإشارة إلى أن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة يزيد من احتمال حدوث حرائق.
وخلال الربع الأول من العام الحالي، أخمدت فرق الدفاع المدني 412 حريقاً بينها 183 حريقاً منزلياً، و48 في المخيمات، و33 في محطات تكرير وقود بدائية، و6 في أفران، وأدت هذه الحرائق إلى وفاة 8 مدنيين وإصابة 44، وكان من بينهم نساء وأطفال.
ويوضح الحسان أننا "نعمل بشكل دائم على رفع قدرات فرق الإطفاء، وتقييم حالات الاستجابة لمعرفة نقاط الضعف، ووضع خطط تتضمن السرعة والفعالية منها نقاط للتزود بالمياه وتجهيز طرقات".
يضيف: "لدى اندلاع حريق، ننصح أهلنا المدنيين بإخلاء الخيمة أو مكان الحريق في المنزل ومحيطه وإجلاء الأطفال وكبار السن، وإبلاغ فرق الدفاع المدني السوري على الفور، وعزل الخيمة التي تحترق عن باقي الخيام لوقف امتداد النار من خلال إزالة وإبعاد العوازل والأقمشة القريبة وترطيبها بالماء إن أمكن، واستخدام الطفايات اليدوية في حال توفرها في المكان من قبل أشخاص مدربين على التعامل مع الحرائق الأولية. كما ننصح بعدم ترك المدفأة أو مواقد الطهي مشتعلة أثناء الخروج من المنزل وفي ساعات النوم، وتثبيتها بشكل جيد، وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال بالقرب من المدفأة وفي متناول الأطفال". ويلفت إلى أن "حرائق المخيمات تبقى كابوساً يخطف الأرواح ولا تمكن مواجهته إلا بعد انتهاء مأساة المهجرين قسراً وعودتهم إلى منازلهم".
بدوره، يقول الناشط عدنان الطيب لـ "العربي الجديد" إنه "من أبرز أسباب الحرائق في المخيمات والبيوت شمالي سورية، توصيلات الكهرباء الخاصة ببطاريات ألواح الطاقة الشمسية". يضيف أنه "من خلال الاطلاع على واقع الأهالي في المخميات والمنازل، يتبين أن غالبية الحرائق تنجم عن توصيلات خاطئة في منظومة الطاقة الشمسية، إذ تلتصق الأسلاك بعضها بالبعض الآخر وتؤدي إلى اشتعال حرائق". يضيف: "أعمل على تفقد الطاقة الشمسية بشكل دوري خوفاً من حدوث أي خلل".
من جهته، يوضح المهجّر من ريف حمص الشمالي سامي محمد في حديثه لـ "العربي الجديد" أنّ "الأسلاك الخاصة بالبطاريات في البيت الذي أقيم به ضمن المخيم، تمر بمحاذاة باب البيت الحديدي، وفوقها ستارة. شممت رائحة تشبه البلاستيك المشتعل، وسارعتُ على الفور إلى معرفة مصدرها، ووجدت الأسلاك متآكلة ويصدر عنها دخان خفيف. قطعت التوصيلات على الفور واستعنت بأحد المتخصصين في هذا المجال لإصلاحها. ولو لم يكن أحد في البيت لكانت النار قد اشتعلت فيه". يضيف: "اعتدنا على حرائق المخيمات، وما من وسائل لإيقافها".