كشفت مديرية الدفاع المدني العراقية، مساء الثلاثاء، عن تراجع تسجيل الحرائق في عموم محافظات البلاد بنسبة 20 بالمائة عمّا سُجِّل خلال موسم الصيف في العام الماضي، مؤكدة وضع خطط لتطوير قدرات المديرية بمواجهة الحرائق وتحجيمها.
يأتي هذا في الوقت الذي تُسجّل البلاد حرائق يومية، يعود أغلبها إلى إهمال إجراءات السلامة في الدوائر الحكومية والأهلية، ووُثِّق أكثر من 4 آلاف حريق في البلاد خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2023، في إحصائية تشير إلى استمرار أزمة الحرائق من دون حلول.
وفي الأشهر السابقة، توجهت مديرية الدفاع المدني العراقية نحو تشديد العقوبات على المخالفين لشروط السلامة في المباني والمؤسسات الأهلية والحكومية، الذين يسبّبون الحرائق، مُهدّدة بغرامات مالية كبيرة رادعة للمخالفين.
ومساء أمس الثلاثاء، وفقاً لمدير مديرية الدفاع المدني في محافظة النجف، العميد رشيد ثابت، فإن "نسبة الحرائق في النصف الأول للعام الحالي، مقارنة بالحرائق التي حصلت في العام الماضي، انخفضت بحدود 20 بالمائة"، مؤكداً، في تصريح لقناة "العراقية" الإخبارية الرسمية، أنه "تم في النصف الأول في عموم المحافظات تسجيل 10 آلاف و697 حادثاً حتى الأول من يوليو/تموز الحالي".
وأكد ثابت أن "أسباب أكثر هذه الحوادث هو التماس الكهربائي، الذي سجل نحو 40 بالمائة من تلك الحوادث، فضلاً عن أسباب أخرى"، مشيراً إلى أن "المديرية لديها خطط بديلة ومعالجات آنية، وأنها قامت بالتوسع بعمل مراكز الدفاع المدني وفتحت لكل مركز بالمحافظات مفرزتين، في مسعى لتغطية كل الرقع الجغرافية بكل المحافظات، التي بات يوجد فيها مفارز للدفاع المدني للسيطرة على الحرائق".
وأشار مدير مديرية الدفاع المدني في محافظة النجف إلى أن "الحكومة مهتمة بالملف، وتركز على تطوير وبناء قدرات مديرية الدفاع المدني، وهناك خطة لتعزيز أسطول الدفاع المدني بعشرات الآليات الحديثة، وأن هذا المشروع سيتم خلال الأشهر المقبلة".
وكانت مديرية الدفاع المدني قد أكدت مطلع العام الجاري أن عدد الوفيات جراء الحوادث التي شهدتها البلاد خلال ثلاث سنوات بلغ 855 شخصاً، محذرة من أن العام الجاري 2023 سيشهد المزيد من الحرائق، وستكون أبرزها في الأبنية الآيلة إلى الانهيار، وستزداد الخسائر إذا لم تُعالَج.
وسبق أن أقرت المديرية بصعوبة التحديات التي تواجهها فرقها نتيجة الحوادث اليومية المختلفة التي تسجل في البلاد، مؤكدة أن هناك نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها، وضعفاً عاماً في المؤسسة، فيما أشارت إلى أن إهمال المؤسسة يصعّد من حجم مخاطر الحوادث اليومية.
ويُسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية وفي المنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير القلق حول الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وخلّفت عشرات القتلى والجرحى.