الجوع لا يزال يعصف بغزة رغم زيادة المساعدات قبل عيد الفطر

09 ابريل 2024
أطفال في غزة ينتظرون الحصول على الطعام من المنظمات الخيرية، 5 إبريل (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في قطاع غزة، النازحون يواجهون ظروفاً قاسية بسبب الحرب ويحاولون الاستعداد لعيد الفطر بمساعدات غذائية محدودة، مع تدفق بعض المساعدات الإضافية التي لا تكفي لتخفيف معاناتهم.
- النازحون يعانون من نقص في المواد الغذائية والمساعدات، وغياب مواد التنظيف الأساسية، مما يؤدي إلى ظروف صحية سيئة وطوابير طويلة للحصول على الغذاء.
- المستشفيات تواجه أزمة بسبب نقص الأدوية والمضادات الحيوية، مع تسجيل وفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية والجوع، مما يضع السكان في وضع صحي حرج.

وسط مخيم للنازحين في قطاع غزة، شق صبي فلسطيني يوم الاثنين طريقه وهو يحمل صندوق مساعدات غذائية قبيل عيد الفطر وذلك بعد ستة أشهر من الحرب التي دفعت القطاع إلى حافة المجاعة، على الرغم من أن بعض المساعدات الإضافية بدأت في التدفق.

وقال الفلسطينيون في غزة إن الإمدادات الإضافية لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لتخفيف الظروف القاسية مع نزوح جميع سكان المنطقة الصغيرة المزدحمة تقريبا من منازلهم. وتحتفل غزة بعيد الفطر الأربعاء، لكن لا دلائل على بهجة لدى الفلسطينيين هذا العام.

وحصل الصبي على صندوق المساعدات من مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط القطاع، حيث وقفت طوابير طويلة من الناس لتقديم أوراق الهوية مقابل صناديق تحتوي على أغذية معلبة.

وقال فايز عبد الهادي، أحد المقيمين في المخيم: "المساعدات كلها ما بتكفيش، حتى مواد التنظيف، احنا عايشين في منطقة كلها أمراض. مواد التنظيف ما بنستلم أبدا، ما استلمناش مواد تنظيف إطلاقا، لا صابونة لا كلور ولا مطهر، ولا أي حاجة من هذا النوع".

ومضى يقول: "المواد الغذائية مش كافية بالمرة لأن أنا من قبل شهرين ما استلمتش كوبونة ولا أي كرتونة، ولا استلمت أي علبة. الحين، انبارح (أمس) بالظبط، اجتنا (جاءت لنا) كرتونة بها 18 علبة، لا بتكفي لا أنا ولا أولادي ولا التمنتاشر (18) نفر اللي معايا... يعني بيطلع للواحد علبة لو بياكلها في اليوم... ما بتكفيهم".

وقالت أم محمد حمد، وهي امرأة في المخيم نزحت من منزلها في بيت حانون شمال غزة، إنها تعيش في ملجأ للأمم المتحدة هناك منذ شهرين تقريبا. وأضافت: "إيش الوكالة بتعطيه؟ ولا حاجة... علبة الفاصوليا وعلبة البازيليا (البازلاء)... زهدنا البازيليا، زهدنا الفاصوليا... فاصوليا، بازيليا، حمص... فاصوليا، بازيليا، حمص، الأطفال بدهم... إحنا بدنا ناكل... عندي هشاشة في العظام وعندي غضروف وجوزي نفس القصة. أنا نزلت، كان وزني 106 كيلو (غرام)، أنا 80 كيلو(غرام) من ايش (ما السبب)؟ مفيش أكل الولاد كانوا بياكلوا تلات طقات (وجبات) في النهار، تلات وجبات، اتقلصوا في وجبتين".

ومضت تقول: "بالنسبة للمساعدات اللي بنتلقاها (نحصل عليها) في المدارس مفيش مساعدات إلى الحين، يمكن قربنا على الشهرين مخدناش ( لم نحصل) إلا يمكن أربع بصلات، كيلو بصل، وكل نفر خد بيضة... مفيش شيء ولا خدنا كراتين ولا خدنا أي مساعدة، لسة اليوم طلعوا الكراتين لسة الأسماء بنزلوا فيها".

المستشفيات

ورصدت بعض المستشفيات وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجوع منذ الشهر الماضي، وحذرت من وفيات أخرى يمكن تفاديها إذا توفرت الإمدادات الطبية. وفي مستشفى كمال عدوان شمال غزة، قال المسؤول الإعلامي وسام السكني إن الشحنة التي وصلت الأحد لم تكفِ لتلبية احتياجات المرضى، وخاصة المضادات الحيوية لعلاج الإصابات الشائعة في منطقة الحرب.

وأوضح أن الافتقار إلى الطعام المتنوع الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة هو المشكلة الأكبر. ومضى يقول: "وصول شحنة الأدوية بالأمس لا يكفي مقارنة بحاجة المواطنين الماسة وذلك بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية بين المواطنين وانقطاع بعض المواد الغذائية والأدوية عن هؤلاء الأطفال. 

وفي جناح الأطفال حديثي الولادة، لم يكتسب الطفل عاصم النجار، البالغ من العمر أربعة أشهر، أي وزن منذ ولادته، كما تقول والدته، ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية لثقب في القلب، وهو أمر من المستحيل إجراؤه في غزة الآن.

وتتواصل الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، مخلفة دمارا هائلا، وأكثر من 33 ألف شهيد وأكثر من 76 ألف جريح.

 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون