في الصباح الباكر، يقوم أولاد غازي عبيد الذين كانوا يقطنون في منطقة ربيعة غرب محافظة نينوى، برعاية الإبل في مراعي إقليم كردستان العراق، مخالفين ما هو معروف عن حياة الإبل في الصحراء، إذ أنها تعيش اليوم بين جبال محافظة دهوك.
ويروي غازي عبيد لـ"العربي الجديد" قصة انتقاله من ربيعة إلى محافظة دهوك: "كانت لديّ في السابق 50 رأس إبل أرعاها في منطقة ربيعة والبعاج والحضر. لكن بسبب الجفاف، قضى منها 39 وتبقى 11 فقط. لذلك، فكرت في نقلها إلى محافظة دهوك بإقليم كردستان، وتحديداً في قرية باجلور شمال محافظة دهوك المطلة على سد دهوك، للحفاظ على ما تبقى منها، بالإضافة إلى 400 رأس غنم لإتمام رعيها في السهول والمناطق الجبلية بمساعدة أولادي الـ18 وزوجتي".
وعن طبيعة تربية الجمال في مراعي هذه المناطق، يقول: "هناك صعوبة في تربية ورعي الابل هنا لأن أكثر هذه المناطق وعرة وما من أعشاب وحشائش تتغذى عليها بشكل كافٍ. لكن بشكل عام، هذه أفضل من المنطقة التي كنا فيها. لهذا، تمكنت من الحفاظ على الإبل والماشية التي أملكها".
يتابع الراعي: "هناك الكثير من رعاة الماشية وتحديداً من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى يأتون إلى مراعي دهوك على مدار السنة لرعي ماشيتهم وتأجير بعضها في مقابل مبالغ معينة، ثم يعودون إلى مناطقهم الأصلية. أما البعض الآخر، فقد استقر هنا مثلي وأصبح يرعى ماشيته بشكل دائم". يضيف أن الظروف المناخية هي التي قلبت الموازين وجعلتنا ننتقل من مناطقنا الأصلية إلى مناطق جديدة ربما لم تألفها الإبل".
يضيف: "هذا تراث أهلنا وتوارثناه أباً عن جد. الجفاف الذي مر على العراق خلال ثلاث سنوات سبب لنا خسائر كثيرة من المواشي والإبل، الأمر الذي دفعنا للانتقال إلى جبال محافظة دهوك".
غازي عبيد وعائلته من البدو الرحل، يتنقلون بين محافظة دهوك ونينوى بين الحين والآخر. ويقول: "جلبت الأغنام من جزيرة نينوى، أي البعاج وفوكو ومنطقة الحضر إلى جبال دهوك، وتحديداً قرية باجلور المطلة على سد دهوك بسبب الجفاف، وقد مات الكثير منها".
وعن استقراره في كردستان، يقول: "نسير بحسب مصلحة الحيوانات. في الماضي، كنا نتوجه إلى الدول المجاورة مثل السعودية وسورية وتركيا. لم تكن هناك حدود للرعاة. أما اليوم، فنتجول في مناطق العراق، وحالياً كردستان، ولا ندري متى يتغير كل شيء".
ويتحدث عن أهمية البعير قائلاً: "غلاه من غلا أطفالنا. يمكن للناس أن تستغرب الأمر. الأغنام والبعير والماعز رزقنا".
ويعاني العراق من الجفاف نتيجة عوامل عدة سياسية وبيئية. وتحولت مساحات كبيرة من أراضي بلاد الرافدين الخصبة إلى أراضٍ قاحلة ساهمت في هجرة رعاة الحيوانات إلى مناطق مختلفة.