الجزائر تفتتح رسمياً ثالث أكبر مسجد في العالم

25 فبراير 2024
يتميز جامع الجزائر بأكبر مئذنة في العالم يفوق علوها 265 متراً\ص (العربي الجديد)
+ الخط -

 دشن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رفقة كوكبة من العلماء وكبار شيوخ الدعوة الإسلامية من عدة دول، اليوم الأحد، رسمياً جامع الجزائر الذي يُعد الأكبر في أفريقيا وثالث أكبر مسجد بعد الحرمين الشريفين.

وتقرر تدشين الجامع ووضع كامل مرافقه الدينية والعلمية والثقافية قيد الخدمة، بمناسبة منتصف شهر شعبان، بعد ثلاث سنوات من افتتاح قاعة الصلاة فقط، وسيتم للمرة الأولى تأدية صلوات الجمعة والتراويح في شهر رمضان المبارك المقبل.

 وأقيم جامع الجزائر في منطقة المحمدية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، على أنقاض كنيسة ومدرسة تبشيرية كان قد أقامها الاستعمار الفرنسي تحت قيادة المبشر الكارجينال لافيجري الذي سُميت المنطقة باسمه قبل أن تتعمد السلطات الجزائرية تغيير اسمها بعد الاستقلال إلى المحمدية، نسبة إلى الرسول الكريم.

جامع الجزائر وترسيخ قيم الوسطية

وقال الرئيس تبون خلال مراسيم التدشين إن جامع الجزائر يتعين أن "يلعب دوراً في ترسيخ قيم الوسطية ونبذ التطرف والغلو، والحد من الأفكار الخارجة عن ديننا الحنيف وتقاليدنا ووسطية أجدادنا ومشايخنا، من خلال استغلال كل مرافقه في تنظيم ملتقيات وندوات فكرية، والمساعدة على التكوين في الصيرفة الإسلامية والاقتصاد والقانون".

ودعت الرئاسة الجزائرية بهذه المناسبة عدداً من كبار العلماء والدعاة من دول عربية وإسلامية وأفريقية وغربية، أبرزهم رئيس الاتحاد العام للعلماء المسلمين علي قرة داغي ونائبه عصام البشير، والشيخ الموريتاني محمد ولد الددو، والشيخ محمود ديكو من مالي، والدكتور علي الصلابي من ليبيا، ومفتي روسيا الشيخ نفيع الله عشيروف، ومفتي الديار العراقية رافع طه الرفاعي، والمفتي العام لموريتانيا الشيخ تحمد الشنقيطي والشيخ محمود علوان من أستراليا وغيرهم.

وكان مقرراً أن تحضر هذه الشخصيات إلى مؤتمر للفكر الإسلامي، الذي قررت السلطات إعادة بعثه بعد توقف دام ثلاثة عقود، وكان مقرراً تنظيمه بمناسبة افتتاح الجامع، قبل أن يتقرر تأجيله لتزامنه مع احتضان الجزائر لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز التي تبدأ في 29 فبراير حتى الثاني من آذار مارس المقبل، ويحضرها رؤساء دول وحكومات.

وقال رئيس اتحاد العلماء المسلمين علي قرة داغي في تصريح للصحافة على هامش التدشين، إن افتتاح هذا الجامع في هذا المكان يحمل رمزية دينية وتاريخية، حيث إنه المكان نفسه الذي أراد الاستعمار الفرنسي أن يكون كنيسة، لكن إرادة الشعب انتصرت، وها نحن نشهد تحول المكان إلى جامع ومركز إشعاع ديني وإسلامي".

 وتقول السلطات الجزائرية إن إنجاز هذا الجامع يستهدف تعزيز قيم الوسطية والاعتدال وتطوير قيم التسامح، وترسيخ المرجعية الدينية الوطنية وإحياء التراث الديني، والحفاظ على مقومات الأمة الجزائرية.

ويحوي الجامع الذي يديره عميد مسجد برتبة وزير دولة، الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20 ألف متر مربع، وتتسع لأكثر من 120 ألف مصلّ، مستوحاة من الإرث المعماري الإسلامي والأندلسي، وزينت بشكل بديع، وتحتوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير تم إنجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة. وتم تزيين قاعة الصلاة ومختلف مباني الجامع بفن الخط العربي، واعتمد التصميم الهندسي على معايير مضادة للزلازل.

ويضم الجامع، متحف الحضارة الإسلامية الثقافي، وقاعة المحاضرات ومكتبة للعرض ومكتبة تستوعب مليون كتاب، ومخبراً لترميم المخطوطات، والمدرسة العليا للعلوم الإسلامية "دار القرآن" التي سجلت هذا العام انتساب 82 طالب دكتوراه، على أن تتسع في السنوات المقبلة لـ 1500 مقعد للطلبة الجزائريين والأجانب لما بعد التدرج في العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية.

  ويتميز هذا الجامع  بأكبر مئذنة في العالم يفوق علوها 265 متراً (كانت 267 لكن الهيئة الدولية للطيران طلبت تقليصها مترين لقربه من المطار)، وتتشكل المئذنة من 43 طابقاً خصص 15 منها فضاءً لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و 10 طوابق مركزاً للبحوث، بالإضافة إلى محلات تجارية، ووُضع منظار في القمة ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة، كما جُهز الجامع بفضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع لأربعة آلاف سيارة مبنية على طابقين اثنين، في الطابق السفلي ساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.

المساهمون