الجزائر: أحكام إعدام بحق 49 متهماً في جريمة "الأربعاء الأسود"

24 نوفمبر 2022
جمال بن إسماعيل الذي قتل وحرق في أغسطس/آب 2021 (تويتر)
+ الخط -

أصدرت محكمة جزائرية، الخميس، أحكاماً بالإعدام في حقّ 49 متهماً بالتورط في جريمة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل في أغسطس/آب 2021، والتي تعرف بجريمة "الأربعاء الأسود"، التي وقعت خلال موجة حرائق مهولة شهدتها منطقة القبائل شرقي الجزائر.

وأصدرت محكمة الدار البيضاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، اليوم، حكماً بالإعدام في حق 49 متهماً من بين 102 متهم في القضية، بعد ثبوت تورطهم المباشر في تدبير وتنفيذ هذه الجريمة المروعة التي أثارت بشاعتها حينها، الاهتمام المحلي والدولي، وثبوت إدانتهم بتهم القتل والتنكيل بجثة وبث الرعب والانتماء إلى حركة إرهابية والاعتداء على مركز الشرطة وهيئة نظامية، لكن السلطات الجزائرية لن تنفذ أحكام الإعدام، بسبب التزاماتها السياسية وفقا للاتفاقات الدولية، إذ أوقفت السلطات تنفيذ الإعدام منذ سبتمبر/ أيلول 1993.

وقضت المحكمة بإدانة 16 متهماً، موقوفين في القضية، وجّهت لهم المشاركة في الجريمة، إذ صدر في حقهم حكم بالسجن لعشر سنوات، فيما تم الحكم بالسجن لخمس سنوات في حق ستة متهمين آخرين، وثلاث سنوات في حق أربعة متهمين في القضية، وصدر حكم بالسجن لعامين في حق متهمة واحدة، وحصل 17 شخصا بينهم سبعة كانوا غير موقوفين وتحت نظام الرقابة القضائية، على أحكام بالبراءة.

وفي وقت سابق كانت النيابة العامة قد التمست إصدار أحكام بالإعدام في حق 74 متهماً بالتورط في هذه القضية، وعشر سنوات سجناً نافذاً في حق 23 متهما آخرين حضروا في مكان الجريمة دون إنكارها وجهت لهم تهم القتل العمد والتنكيل بالجثة وحرقها، والتحريض على القتل، والاعتداء على مركز شرطة والانتماء إلى منظمة إرهابية وأعمال تخريب تمس أمن الدولة، والمساس باستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، والقيام  بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية.

وتعود وقائع القضية إلى 11 أغسطس/آب 2021، عندما أقدمت مجموعة من الشباب الغاضبين، في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، بولاية تيزي وزو في منطقة القبائل شرقي الجزائر، على إخراج الشاب جمال بن إسماعيل، وهو فنان هاو، من داخل سيارة شرطة، للاشتباه خطأ في تورطه في إشعال حرائق مهولة في غابات المنطقة، على الرغم من أنه قدم إلى المنطقة للمساعدة في الإطفاء وتقديم يد العون، وقامت المجموعة الغاضبة بقتله بطريقة وحشية، وإحراق جثته في الشارع، وهو ما أثار غضباً كبيرا في الجزائر، وبلغ مجموع المتهمين في القضية مائة متهم، 95 منهم موقوفون في السجن، بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى سبعة متهمين كانوا قيد الرقابة القضائية.

وخلال جلسة المحاكمة التي جرت على مدار الأسبوع الماضي، سمحت هيئة المحكمة ببث تسجيلات فيديو تظهر كل أطوار الجريمة، بداية من توقيف سيارة الضحية إلى غاية قتله وحرق الجثة، وشوهدت في التسجيلات المصورة، محاولات عدد من المتهمين فصل رأس الضحية عن الجسد، والتلفظ بعبارات عنصرية ضد العرب.

ووجّهت المحكمة إلى عدد من المتهمين، تهمة الانتماء إلى حركة (الماك) الانفصالية والتي تصنفها السلطات الجزائرية منذ مايو/أيار 2021 كتنظيم إرهابي، إذ أقر ثلاثة من المتهمين بصلتهم بهذه الحركة.

وتحولت هذه القضية إلى قضية رأي عام، وخلفت في تلك الفترة احتقاناً كبيراً وفتنة بين المكون العربي والأمازيغي في الجزائر، لولا تدخل والد الضحية، نور الدين بن إسماعيل، وهو شقيق رئيس التنسيقية الجزائرية لمناهضة التطبيع الصهيوني، الذي دعا إلى التهدئة، قبل أن يتوجه وفد من سكان منطقة القبائل برئاسة رجل الدين الشيخ سعيد بويزري، إلى عائلة الضحية في منطقة عين الدفلى، لتقديم واجب العزاء ودية مالية تقدر بـ220 ألف دولار جمعها سكان القبائل، والمساهمة في إطفاء الفتنة.

المساهمون