نشرت وزارة التجارة الجزائرية، الاثنين، أرقاما مزعجة حول مستويات إهدار الخبز في المدن بسبب سلوكيات استهلاكية غير رشيدة، ما يكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات التي تنفق على القمح المستورد.
وكشفت بيانات نشرتها الوزارة أن "التبذير في الخبز بلغ مستوى 535 طنا خلال الفترة ما بين 13 و24 إبريل/نيسان الحالي، ما يمثل 2.1 مليون خبزة، وبمعدل 45 طنا من الخبز يوميا، وتم جمع تسعة أطنان من الخبز الذي يرمى في القمامة في العاصمة الجزائرية وحدها خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان.
وأوضحت البيانات الرسمية أن "ثماني ولايات تأتي على رأس الأكثر إهدارا للخبز، هي ولاية البليدة التي سجلت إهدار 321 ألف خبزة، وولاية بشار (جنوب) بـ161 ألف خبزة، وولاية تلمسان (غرب) بـ150 ألف خبزة، ثم ولاية عنابة بإهدار 150 ألف خبزة، وولاية تبسة (شرق) بـ115 ألف خبزة، وولاية وهران (غرب) بـ108 آلاف خبزة".
وذكرت الوزارة أن قيمة الخبز الذي تم إهداره تبلغ 1.5 مليون يورو، بينما تخسر الجزائر سنويا 340 مليون دولار أميركي بسبب تبذير الخبز.
وقال حميد كرليفة، الذي يملك مخبزا في منطقة تيبازة في قلب العاصمة الجزائرية، إن "ظاهرة إهدار الخبز تبدأ في الغالب من المخبزة، حيث يطلب المواطن عددا من الخبزات تفوق حاجة البيت ومتطلبات العائلة"، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "هناك عائلات، لا يتعدى عدد أفرادها الأربعة، تطلب خمس إلى ست خبزات يوميا، وهذا معدل ينتج عنه التبذير، كما أن العادات الاستهلاكية لدى الجزائري تتغير بشكل كبير في شهر رمضان، فيقبل على شراء أنواع عديدة من الخبز، وعدد أكبر من الخبزات التي لا يستهلكها".
وفي السياق، أطلقت الحملة الوطنية للقضاء على تبذير الخبز، والتي تحفز الجمعيات والمؤسسات على دعم تخفيف مستويات التبذير الكبير لهذه السلعة الحيوية التي تدعم الحكومة سعرها، وتشارك في الحملة جمعيات كالاتحاد العام للتجار، والجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، وجمعيات الخبازين.
وتتضمن الدعوة "عقلنة الاستهلاك، وضرورة تحلي المواطنين بالوعي والمسؤولية من خلال اقتناء ما يحتاجون إليه فقط من الخبز، وحث العائلات على إعداد أطباق غذائية شعبية من الخبز المسترجع".
واستوردت الجزائر، بين سنتي 2017 و2019، كميات كبيرة من القمح الموجه لصناعة الخبز، بما قيمته 4.3 مليارات دولار أميركي، على الرغم من أن عدد السكان لا يتجاوز 45 مليون نسمة.
واقترح بعض الفاعلين في قطاع المخابز رفع الدعم الحكومي عن سعر الخبز، لدفع المواطنين إلى اقتناء حاجياتهم من الخبز والحد من ظاهرة التبذير، كما شن أئمة المساجد حملات لتوعية المواطنين بحرمة تبذير الخبز.