الجامعات الإيرانية "قوية" في عالم ما قبل رفع العقوبات

19 مايو 2022
نجحت مؤسسات التعليم الإيرانية في الاستمرار (منى حبفخر/ فرانس برس)
+ الخط -

فيما تجد إيران نفسها اليوم وسط مناخ من التفاؤل من نتائج مفاوضاتها مع الغرب في شأن تجديد العمل بالاتفاق النووي، وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، من البديهي أن تتطلع جامعاتها إلى مستقبل أكثر إشراقاً. هذا ما يؤكده أكاديميون لموقع "تايمز هاير إيديوكيشن"، الذين يتحدثون عن أن التعليم العالي في إيران "مزدهر" في مجالات كثيرة بعدما نجحت مؤسسات التعليم في الاستمرار في تجهيز أفضل الخريجين لميادين العمل، رغم أنها عملت في ظل هجرة الأدمغة، والعقوبات التي ارتبطت خصوصاً بتراجع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن صفقة الاتفاق النووي بعد توليه السلطة عام 2018.
ويفيد موقع "ستيغمو" للإحصاءات بأن "التعاون البحثي والعلمي الدولي في إيران ارتفع من أقل من 20 في المائة عام 2017، إلى أكثر من 31 في المائة عام 2020، فيما يوضح الأستاذ في الفكر العالمي والفلسفات المقارنة بجامعة لندن، أرشين أديب مقدم، أنه "بين عامي 1999 و2015 فقط، تضاعف معدل الالتحاق بجامعات إيران بنسبة ناهزت 72 في المائة، التي اعتبرت حينها أعلى من إيطاليا أو اليابان أو المملكة المتحدة، كما زاد التعاون الدولي، ونما إنتاج البحوث".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

واللافت أن عدداً كبيراً من أفضل خريجي الجامعات البارزة في إيران، وخصوصاً في اختصاصات الطب والهندسة، تقبلهم جامعات ذائعة الصيت في الولايات المتحدة وبريطانيا. لكن ذلك لا يمنع الأستاذ المساعد في الاقتصاد بجامعة واشنطن والمحاضر السابق في جامعة طهران، أمين محسني شراغلو من الحديث عن "مزاج عام متشائم لدى طلاب الجامعات الإيرانية الذين يشعرون بانفصال كبير بين ما يتعلمونه وسوق العمل الذي يواجه بطالة تراوح بين 40 و50 في المائة، وعمالة جزئية حادة تدفع الطلاب أحياناً إلى متابعة تعليمهم في الخارج".
وتعلق عميدة جامعة ولاية أريزونا، بارديس مهداوي، بالقول: "يعتبر القطاع الجامعي كبيراً في إيران، لكن مرحلة ما بعد التخرج والدراسات المتقدمة تعتمد على الخارج بنسبة 95 في المائة، خصوصاً بالنسبة إلى النساء اللواتي يحظر متابعتهن دراساتهن العليا في مواد محددة في بعض المؤسسات الإيرانية".
أما عباس قنباري، الأستاذ المحاضر في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران، فيقول: "في كل الأحوال، لا تستعجل الجامعات الإيرانية توقع عالم ما بعد العقوبات، فهي تنتظر تطورات نتائج الانتخابات النصفية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".

المساهمون