البابا يندد بالعنف القبلي وباستغلال غير عادل للموارد في بابوا غينيا الجديدة

07 سبتمبر 2024
البابا فرنسيس يشاهد عرضاً في إحدى مدارس بور مورسبي، 7 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حضّ البابا فرنسيس قادة بابوا غينيا الجديدة على وقف العنف القبلي الذي يعوق التنمية ويمنع العيش بسلام، مشيراً إلى زيادة حدة المواجهات القبلية في السنوات الأخيرة.
- دعا البابا إلى تنمية مستدامة وعادلة للموارد الطبيعية والبشرية، مشدداً على ضرورة توزيع العائدات بشكل عادل لتحسين ظروف السكان المحليين، خاصة وأن 10% فقط من الأسر تحظى بالكهرباء.
- زيارة البابا أثارت حماسة كبيرة بين السكان، حيث توافد المؤمنون إلى العاصمة بور موريسبي، وسيلقي البابا كلمة ويرأس قداساً كبيراً خلال زيارته.

حضّ البابا فرنسيس، السبت، قادة بابوا غينيا الجديدة على "وقف دوامة" العنف القبلي المتواصل منذ قرون والتركيز على تنمية الثروات الطبيعية الكثيرة في البلد الفقير الواقع في جنوب المحيط الهادئ. وصل البابا البالغ 87 عاماً الجمعة إلى بابوا غينيا الجديدة في زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى هذا البلد المتعدد الأعراق ذي الغالبية المسيحية وهو من أقل دول جنوب شرق آسيا وأوقيانيا استقراراً.

بعد ظهر السبت بالتوقيت المحلي، استُقبل البابا على وقع الأناشيد والطبول، برقصات تقليدية أدتها قبائل أتت من كل أرجاء البلاد خلال لقاء مع نحو ألف شاب وشابة من أطفال الشوارع في مدرسة للبنات في العاصمة بور موريسبي تديرها جمعية كاريتاس الخيرية الكاثوليكية.

دعا البابا إلى "وقف دوامة" العنف القبلي الذي أدى إلى مقتل أعداد لا تحصى وتشريد عشرات الآلاف في البلاد

في وقت سابق السبت خلال أول خطاب له أمام السلطات والسلك الدبلوماسي في العاصمة بور موريسبي، دعا البابا إلى "وقف دوامة" العنف القبلي الذي أدى إلى مقتل أعداد لا تحصى وتشريد عشرات الآلاف في البلاد. وأكد الحبر الأعظم أن هذا العنف "لا يسمح بالعيش في سلام ويعوق التنمية" فيما ازدادت هذه المواجهات المزمنة المستمرة منذ قرون حدة في السنوات الأخيرة. ورغم جهود الحكومة للجم هذا العنف، ترتدي بعض هذه الممارسات قدراً كبيراً من العنف مع تقطيع الضحايا بالسواطير وحرقهم والتمثيل بجثثهم أو تعذيبهم.

أجواء احتفالية

كذلك، تحدث البابا عن الموارد الطبيعية والبشرية في البلاد، داعياً إلى "تنمية مستدامة وعادلة تعمل على تعزيز الرفاهية للجميع من دون استثناء" فيما تحظى 10% فقط من الأسر بالتيار الكهربائي في بلد يبلغ عدد سكانه 11,8 مليون نسمة. وتمتلك بابوا غينيا الجديدة احتياطاً كبيراً من الذهب والنحاس والنيكل والغاز الطبيعي والخشب، استقطب استثمارات من شركات عالمية.

وقال البابا "إن بلدكم، إضافة إلى الجزر واللغات، غنيّ أيضاً بموارد في الأرض والمياه. وهذه الخيرات يوجهها الله إلى المجتمع بكامله. ولو تطلّب استثمارها إشراك مهارات واسعة ومشروعات عالمية كبيرة، فمن العدل، في توزيع العائدات وفي استخدام القوى العاملة، أن تؤخَذ في الاعتبار حاجات السكان المحليين، وذلك لتحقيق تحسن فعلي في ظروفهم المعيشية".

وينطق سكان باوبوا غينيا الجديدة بأكثر من 800 لغة ولهجة للشعوب الأصلية.

وأظهرت دراسة نشرها البنك الدولي قبل فترة قصيرة، أن إجمالي الناتج المحلي للفرد في البلاد زاد بأكثر من الثلث بين العامين 2009 و2018 بفضل فورة الموارد الطبيعية. لكن خلال الفترة نفسها بقيت نسبة الأشخاص الذين يعيشون مع أقل من دولارين في اليوم، شبه مستقرة. ورأى تقرير البنك الدولي أن "الفقر لم يتغير تقريباً خلال الفترة نفسها".

وأيد جوناثان كايس وهو من محافظة مانوس الصغير (في الجزيرة الشمالية) وأحد أبناء القبائل الكثيرة في البلاد، كلام البابا. وأكد الشاب البالغ 22 عاماً الذي وضع سواراً مصنوعاً من الأصداف لوكالة فرانس برس "حتى الآن الخدمات التي نتلقاها في بلداتنا من جانب قادتنا ليست بجيدة (مقارنة) بما يجنونه من موارد البلاد".

زيارة تاريخية إلى بابوا غينيا الجديدة

عصر السبت، يلقي البابا الزعيم الروحي لنحو 1,3 مليار كاثوليكي في العالم، كلمة أمام رجال الدين المحليين. والأحد سيرأس قداساً كبيراً في أحد الملاعب وسيقوم بزيارة سريعة لفانيو في أقصى شمال غرب البلاد. وبعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لجاكرتا، وصل البابا فرنسيس مساء الجمعة إلى بور موريسبي حيث تثير زيارته حماسة كبيرة كما كان الحال في إندونيسيا.

وقد توافد المؤمنون جواً وبحراً وسيراً على الأقدام إلى العاصمة في الأيام الأخيرة. وقد نُظفت الشوارع المغبرة وطُلب من الباعة الجوالين المغادرة، فيما رفعت أعلام الفاتيكان الصفراء والبيضاء على أعمدة الإنارة.

والبابا فرنسيس هو أول حبر أعظم يزور هذه المستعمرة الأسترالية السابقة منذ يوحنا بولس الثاني الذي استقطب حشوداً كبيرة جداً في 1984 و1995. ويدين 98 % من السكان بالمسيحية، 25% منهم كاثوليك. إلا أن هذه الأرقام لا تعكس غنى المعتقدات والتقاليد في هذا البلد الذي يضم أكثر من 850 مجموعة إثنية-لغوية. بعد هذه المحطة، ينتقل البابا إلى تيمور الشرقية ومنها إلى سنغافورة حيث يختتم جولته الممتدة على 12 يوماً وهي الأطول والأبعد مسافة منذ بدء حبريته في العام 2013.

(فرانس برس)

المساهمون