ترّأس البابا فرنسيس الأول، اليوم الأحد، قدّاساً شاركت فيه حشود كبيرة في بودابست، حثّ في خلاله المجريين على عدم صدّ المهاجرين وأولئك الذين يصفونهم بأنّهم "أجانب أو ليسوا مثلنا"، وذلك في دعوة تتعارض مع سياسات رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان المناهضة للهجرة.
واحتشد عشرات آلاف الأشخاص في ساحة كوسوث لايوس خلف مبنى البرلمان على ضفاف نهر الدانوب، وكذلك حول تلك الساحة، لرؤية البابا فرنسيس في اليوم الثالث والأخير من زيارته إلى البلاد. وتابع بابا الفاتيكان حديثاً بدأه في اليوم الأوّل من زيارته، أوّل من أمس الجمعة، عندما حذّر من خطر تصاعد النزعة القومية في أوروبا، لكنّه وضع الأمر في سياق الإنجيل، مشدّداً على أنّ الأبواب المغلقة مؤلمة وتتعارض مع تعاليم المسيح.
وحضر القدّاس رئيس الوزراء الشعبوي أوربان الذي يعدّ نفسه حامياً للقيم المسيحية، علماً أنّه سبق أن شدّد على أنّه لن يسمح بتحويل المجر إلى "دولة للمهاجرين غريبة على شعبها الأصلي مثل دول أخرى في أوروبا".
How sad and painful it is to see closed doors: the closed doors of our selfishness, of our indifference towards those who are suffering, towards those who are foreigners, different, the migrant, the poor. Let's open those doors, please! https://t.co/BjlyF4PyPj
— Pope Francis (@Pontifex) April 30, 2023
وفي عظته اليوم، قال البابا فرنسيس، البالغ من العمر 86 عاماً، إنّه في حال أراد المجريون اتّباع تعاليم يسوع المسيح، عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن "أبواب فردانيّتنا المغلقة وسط مجتمع يعاني من العزلة المتزايدة؛ الأبواب المغلقة المتمثلة في عدم اكتراثنا بالمحرومين ومن يتعرّضون للمعاناة والأبواب التي نغلقها في وجه الأجانب أو من ليسوا مثلنا في وجه المهاجرين أو الفقراء".
ويرى البابا فرنسيس أنّه ينبغي الترحيب بالمهاجرين الفارين من الفقر ودمجهم في المجتمع، إذ إنّهم يستطيعون إثراء البلدان المضيفة ثقافياً وزيادة عدد سكان أوروبا المتضائل. وبالنسبة إليه، فإنّه في حين يحقّ للدول حماية حدودها، لا بدّ من توزيع المهاجرين في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أنّ حكومة فيكتور أوربان القومية أقامت سياجاً فولاذياً عند حدود المجر مع صربيا، والهدف من ذلك منع دخول المهاجرين الذين سبق أن تعرّضوا لعمليات صدّ عنيفة. كذلك، احتجزت الحكومة المجرية لاجئين في "مناطق العبور" التي باتت مغلقة، وقيّدت تقديم طلبات اللجوء في السفارات في الخارج.
وفي الإطار نفسه، كان البابا فرنسيس قد دعا إلى "استئصال شرور اللامبالاة"، وذلك خلال لقاء جمعه بلاجئين أمس السبت في ثاني أيام زيارته إلى المجر.
وبحسب بيانات السلطات المحلية في العاصمة المجرية، فقد حضر 50 ألف شخص قدّاس البابا فرنسيس، وسط إجراءات أمنية مشددة. الطالب الجامعي ليفينتي كيس (21 عاماً) واحد من هؤلاء، وقد قال لوكالة "فرانس برس" إنّ "مشاهدة البابا من مسافة قريبة أمر استثنائي". من جهته، قال فيرينتس توث (43 عاماً)، بعد مرور البابا بعربته، إنّ "مشاعر الفرح تغمرني. هو مهم جداً في حياتي".
Video highlights of Pope Francis' Sunday Mass in central Budapest, during which he urged Hungarian Christians to spread the joy of the Gospel with open hearts.#PopeInHungary pic.twitter.com/K9OQwmL3mn
— Vatican News (@VaticanNews) April 30, 2023
وبعد ظهر اليوم الأحد، في الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، سوف يلقي البابا فرنسيس كلمة أخير في جامعة كاثوليكية خاصة في بودابست أمام أكاديميين وموظفين في قطاع الثقافة. ومساءً، سوف يعود إلى روما وسوف يعقد مؤتمره الصحافي التقليدي على متن الطائرة التي تقلّه في طريق العودة، أمام الصحافيين الذين يرافقونه.
يُذكر أنّه في خروج عن سياساتها المعتادة المناهضة للاجئين، استقبلت حكومة فيكتور أوربان عدداً من الفارين من الحرب في أوكرانيا، غير أنّ ناشطين في هذا المجال ينتقدون نظام الدعم المقدّم لهؤلاء. كذلك، فإنّ تمسّك أوربان بالعلاقات مع موسكو لا يشجّع اللاجئين على البقاء في المجر.
(رويترز، فرانس برس)