الاحتلال ينقل الأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان وليد دقة إلى سجن جلبوع

17 نوفمبر 2023
تظاهرة سابقة في بيت لحم للمطالبة بالإفراج عن الأسير وليد دقة (وسام الهشلمون/الأناضول)
+ الخط -

أكّدت المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، مساء اليوم الجمعة، أنَّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي أقدمت، أخيراً، على نقل الأسير وليد دقة (62 عاماً) من باقة الغربية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والمصاب بسرطان نادر في النخاع العظمي، من "عيادة سجن الرملة" إلى سجن جلبوع في بيسان المحتلة، أحد أكثر السجون الذي ترد منه معطيات من خلال شهادات لأسرى أفرج عنهم مؤخراً، حول تنفيذ قوات القمع لعمليات تعذيب وتنكيل جماعية بحق الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.

وفي ضوء هذه الخطوة، أفادت مؤسسات الأسرى، في بيان لها مساء اليوم، بأنّ المخاطر والمخاوف على مصير وليد دقة تتضاعف وبشكل أكبر من أي وقت مضى، وذلك في ظل عرقلة إدارة السجون زيارات المحامين، والتضييق على عمل الطواقم القانونية من مختلف المؤسسات المختصة، وعدم تمكِّن المؤسسات نتيجة لذلك من متابعة ما آل إليه الوضع الصحي للأسير دقة والمئات من الأسرى المرضى والجرحى، وكذلك مستوى تلقيه العلاج اللازم، خاصة بعد رحلة طويلة استمرت سنوات، واجه خلالها دَقَّة جريمة "الإهمال الطبي" التي أوصلته إلى مرحلة صحية خطيرة، تفاقمت بشكل أساسي خلال العام الجاري.

وقالت مؤسسات الأسرى: "إن الأسير دَقَّة المعتقل منذ 38 عاماً، والذي يعاني من بنية صحية ضعيفة للغاية، ويحتاج إلى طعام خاص، يواجه اليوم الجوع إلى جانب جملة من الإجراءات الانتقامية، حاله حال الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال ومنهم المرضى".

وتابعت: "لقد قلّصت إدارة السجون وجبات الطعام، التي تحوَّلت فعلياً إلى لقيمات يومية سيئة كماً ونوعاً، والتي ستؤثر فعلياً على حياة الأسير دَقَّة بشكل مباشر وعلى حياة كافة المرضى في حال لم يتم توفير الغذاء اللازم والضروري لهم، وبما يتناسب مع أوضاعهم الصحية".

وشدّدت مؤسسات الأسرى على أن الأسير دَقَّة والمئات من الأسرى المرضى والجرحى، الذين واجهوا على مدار عقود جريمة القتل البطيء التي تمثلت بشكل أساسي في المماطلة في تقديم الحد الأدنى من العلاج اللازم لهم، يواجهون اليوم تضييقاً مضاعفاً على إمكانية تلقيهم العلاج اللازم لهم وبالحد الأدنى منه، عدا عن أن جزءاً من المرضى قد تعرضوا لعمليات تنكيل وتعذيب مؤخراً، وذلك في إطار جرائم الانتقام الجماعية التي تنفَّذ بحقِّهم منذ أكثر من أربعين يوماً، وبشكل غير مسبوق.

وقالت مؤسسات الأسرى: "في ضوء كافة المعطيات التي ترد حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، واستشهاد خمسة أسرى في غضون شهر، فإن احتمالية استشهاد أسرى آخرين في السجون تتضاعف مع استمرار عمليات التعذيب والتنكيل، واستمرار عزل الأسرى بشكل مضاعف وبكافة الأدوات المتاحة، وخاصة في ظل عدم معرفة مصيرهم، أو حتى أماكن نقلهم، وعمليات النقل الكثيفة التي تجرى في مختلف السجون".

وطالبت المؤسسات مجددًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمراجعة دورها بعد كل المطالبات التي وُجّهت لها على مدار أكثر من شهر، والتحرك الفوري لزيارة الأسير المريض وليد دَقَّة وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، لضمان تلقيهم العلاج اللازم قبل أن تؤدي الجرائم الممارسة بحقهم إلى عواقب كارثية.

ووجّهت المؤسسات مطالبها لكل أحرار العالم الذين ساندوا الأسير دَقَّة خلال الفترة الماضية، وكافة الأسرى في السجون، ومن خرجوا في كافة الميادين أمام الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالاستمرار في إعلاء صوت الأسرى حتى تحريرهم وتقرير المصير الفلسطيني.

المساهمون