استمع إلى الملخص
- **تدهور الأوضاع الإنسانية:** يعاني الأهالي من نقص الغذاء والأدوية، وانقطاع الماء والكهرباء، مع منع دخول المساعدات الإنسانية.
- **نداءات عاجلة:** أطلقت مؤسسات جنين نداءً عاجلاً للمساعدة الدولية، لكن دون استجابة، مع استمرار الحصار والاشتباكات وارتفاع عدد الشهداء والإصابات.
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عائلات في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية على إخلاء منازلهم والنزوح إلى خارج المخيم، في العدوان والاجتياح المتواصل لليوم الرابع على التوالي في مدينة ومخيم جنين. ويؤكد منتصر أبو الهيجاء، عضو الهيئة التنظيمية لحركة فتح في مخيم جنين، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت مركز تحقيق ميدانياً بالقرب من دوار الحصان شرقي مخيم جنين، حيث تُجرى عمليات تحقيق ميدانية مكثفة مع الشبان الفلسطينيين، تخللتها اعتقالات لبعضهم.
وبالتزامن مع عمليات الإخلاء القسري، تشهد مناطق أخرى من المخيم، لا سيما حي الحواشين، مداهمات واسعة من قبل قوات الاحتلال التي أمرت الأهالي في ذلك الحي بإخلاء منازلهم ومغادرة المخيم. ويوضح أبو الهيجاء أن الاحتلال، وبعد إخلاء المنازل من أصحابها، لجأ إلى قصف تلك المنازل بقذائف "إنيرغا" الحارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران في ثلاثة منازل بشكل كامل، وجعلها غير صالحة للسكن في المستقبل، مشيراً إلى أن هذا النهج يعزز الشكوك حول نية الاحتلال تهجير أهالي مخيم جنين قسرًا، محذرًا من احتمالية استشهاد المواطنين ووقوع إصابات خطيرة نتيجة لهذه العمليات.
ووفق أبو الهيجاء، فإنه حتى الآن أجبرت قوات الاحتلال 20 عائلة على إخلاء منازلها ومغادرة مخيم جنين، وسط مخاوف متزايدة من اتساع عمليات التهجير خلال الساعات القادمة. حيث يشعر أهالي مخيم جنين بقلق بالغ من أن يستمر الاجتياح مدة طويلة، ما يزيد من معاناتهم بشكل كبير، فيما يوضح أبو الهيجاء أن الاحتلال يمنع دخول الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني إلى المخيم، ما فاقم معاناة الأهالي وزاد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي بدأت تظهر ملامحها بشكل خطير، لافتا إلى أن الأهالي نقلوا بعض الإصابات خارج المخيم بالتنقل من منزل إلى آخر.
مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم جنين
ومع فترة اجتياح مدينة ومخيم جنين، تزداد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث يشير أبو الهيجاء إلى بدء نفاد مخزون الغذاء، بينما يعاني أصحاب الأمراض المزمنة من نقص الأدوية الضرورية، بالإضافة إلى حاجة المسنين والأطفال إلى العلاج الخاص والحليب، ما يعرض حياتهم للخطر الشديد، موضحا أن الوضع يزداد سوءًا مع انقطاع شبكات الماء والكهرباء نتيجة عمليات التجريف التي طاولت الشوارع والبنية التحتية.
ويؤكد أبو الهيجاء أن كل هذه الإجراءات تبدو جزءاً من استراتيجية ضغط على الأهالي لدفعهم نحو النزوح القسري، مشيرا إلى أن مؤسسات مدينة ومخيم جنين أطلقت نداءً عاجلاً إلى المؤسسات الدولية للتدخل وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية، ولكن حتى اللحظة، لم تجد هذه المناشدات أي استجابة، ما يزيد من احتمالية تفاقم الأوضاع بشكل كبير، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة الأهالي. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبت، أمس الجمعة، ما لا يقل عن 20 عائلة فلسطينية باخلاء منازلها، فاضطرت إلى ترك ممتلكاتها والانتقال، نساء ورجالا وأطفالا ومسنين، عبر الجبال للوصول إلى أقاربهم وإلى قرى وبلدات في محافظة جنين.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة مخيم جنين والحي الشرقي من مدينة جنين، وتداهم المنازل، وتدمر البنية التحتية والشوارع وسط خشية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة أن الأهالي لم يكونوا مهيئين لاجتياح مثل هذا.
وتداهم قوات الاحتلال الإسرائيلي المنازل وتجري حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية، بينما تندلع من حين إلى آخر اشتباكات مسلحة وتُفجّر عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال، فيما تشهد مدينة ومخيم جنين معاناة كبيرة وسط تفاقم معاناة المرضى، كما تعيق قوات الاحتلال عمل طواقم الإسعاف وتقوم بتفتيشها وإطلاق النار عليها في بعض الأحيان، ما أدى، أمس، إلى إصابة طبيب وضابطي إسعاف بجروح بالرصاص.
وكانت قوات الاحتلال بدأت، مساء الثلاثاء الماضي، اجتياحا لمدن ومخيمات طوباس وطولكرم وجنين شمالي الضفة الغربية، وانسحبت من طوباس بعد يوم ومن طولكرم بعد يومين، ولا يزال الاجتياح مستمرا في جنين، بينما وصل عدد الشهداء خلال تلك الاجتياحات إلى 22 شهيدا حتى الآن، إضافة إلى أكثر من 20 إصابة.