الاحتلال دمر 70% من آليات الخدمات في مدينة غزة ويواصل إغلاق المعابر

15 يناير 2024
تكدست أطنان من القمامة في غزة بسبب القصف المتواصل (الأناضول)
+ الخط -

قال رئيس بلدية مدينة غزة يحيى السراج، اليوم الاثنين، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر نحو 70 بالمائة من الآليات الثقيلة والمتوسطة للبلدية منذ بداية الحرب على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأفاد السراج بأن "الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 90 من أصل 130 من الآليات الثقيلة والمتوسطة التي تعمل في خدمات البلدية جراء القصف المتعمد في وقت تعاني فيه البلدية من نقص كبير بهذه الآليات"، مضيفاً أنّ "الأوضاع في قطاع غزة ومدينة غزة بالتحديد صعبة جداً"، مناشداً الجميع إدخال الكثير من الآليات المخصصة لإزالة الركام وفتح الشوارع وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للمواطنين.

الصورة
تراكم القمامة في غزة بسبب الحرب (الأناضول)
تراكمت القمامة من دون قدرة على إزالتها (الأناضول)

وتابع: "التأثير طاول جميع مرافق بلدية غزة والمكاتب الإدارية التي يعمل بها الموظفون، حيث تم تدمير العديد منها ولم يبق سوى القليل، مشيرا إلى أن المعاناة الكبيرة تتمثل في "نقص الوقود وتأثيراته على الخدمات، حيث لم يصل أي لتر من الوقود منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي".

وأردف: "حتى الآن لا نستطيع توفير المياه بالشكل المطلوب والمياه التي تصل للمواطنين شحيحة وأيضا كميات قليلة وغير مناسبة للشرب والمياه تكاد تكون معدومة في المدينة".

بلدية غزة عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية

وفي السياق، أكد السراج على عدم قدرة البلدية على "تقديم الخدمات الأساسية في المدينة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "تكدس أطنان كثيرة من القمامة في المدينة، والتي يتم حرقها فتخرج غازات سامة تؤثر على صحة المواطنين"، ولفت إلى وجود ركام المباني المدمرة في طرق عدة، ما يصعب على البلدية فتحها أمام حركة المواطنين وسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ والطوارئ.

وقال: "حالياً تصلنا شكاوى متعددة يومياً ولا نستطيع تلبية حاجات المواطنين من خدمات المياه أو الصرف الصحي أو حتى النظافة"، موضحاً أنّ مياه الصرف الصحي تفيض في الشوارع والمدارس ومركز الإيواء وبعض المستشفيات أيضاً في مدينة غزة، بفعل التدمير الذي طاول البنية التحتية".

مسؤول أممي: معاناة غزة تتضاعف

من جهة أخرى، أكد منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة المؤقت جيمي ماكغولدريك أن إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استخدام معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة يعرقل عمليات الإغاثة، ولا يمكن الوفاء بالاحتياجات من معبر رفح فقط.
وطالب ماكغولدريك، في تصريح صحافي، بضرورة فتح المعابر في أماكن أخرى، مشيراً إلى أن 200 شاحنة مساعدات دخلت إلى قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من 2.2 مليون نسمة من معبر رفح، يوم الجمعة الماضي، وهو أكبر عدد من الشاحنات على الإطلاق التي تدخلها الأمم المتحدة إلى القطاع من خلال هذا المعبر.

الصورة
الاحتلال استهدف تدمير البنية التحيتية في غزة (الاناضول)
الاحتلال استهدف تدمير البنية التحيتية في غزة (الأناضول)

وقال المسؤول الأممي: "إن هناك حاجة للوصول إلى مناطق أخرى في القطاع إضافة للجنوب، وإن القتال يتسبب في منع المنظمات المعنية من إدخال مساعدات إلى الشمال وبعض مناطق وسط قطاع غزة"، مشددا على أن المجتمع الإنساني في غزة يواجه مهمة ضخمة، في ظل انعدام الحد الأدنى من المتطلبات التشغيلية الضرورية له في القطاع.
وأضاف: "نحتاج للوصول إلى مناطق أبعد وأعمق بكثير، بما في ذلك إلى الجزء الشمالي من القطاع، لكن العمليات العسكرية المستمرة تمنعنا حتى من التحرك في بعض المناطق الوسطى".
وتابع ماكغولدريك قوله: "من الصعب جداً تحريك القوافل، ليست لدينا القدرة على إرسال قوافل بسرعة إلى الشمال لخدمة ما يقدر بنحو 250 إلى 300 ألف نسمة هناك"، مؤكداً أهمية زيادة العمل الإنساني، ودعم الجهات المانحة، وإعادة تفعيل الشحنات التجارية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفاً و968 شهيداً، فضلاً عن 60 ألفاً و582 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وأدت إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

 

(الأناضول، قنا، العربي الجديد)