اتهم فلسطينيون جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بتعذيبهم أثناء اعتقالهم في قطاع غزة، مؤكدين تعرّضهم إلى "الضرب" لفترات طويلة.
واعتقل الاحتلال الإسرائيلي مئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، وأفرج لاحقاً عن قرابة عشرين منهم، والذين أدخلوا لمستشفى النجار في مدينة رفح بجنوب القطاع المحاصر.
وقال مدير المستشفى مروان الهمص إن هؤلاء "يعانون من كدمات وآثار الضرب، ووصلوا المستشفى للعلاج اليوم".
وأوضح أحد المفرج عنهم، ويُدعى نايف علي (22 عاماً)، أنه اعتقل من حي الزيتون في شرق مدينة غزة، قائلاً إن جنود الاحتلال "أخذوا النساء على جنب والرجال على جنب آخر. ووضعونا في بيت استوطنوا فيه في المنطقة. قيّدونا ليومين بالضبط وراء ظهورنا. دون الحصول على مياه ولا طعام ولا حمام ولا أي شيء. فقط ضرب"، مؤكداً أن جندياً "واصل ضربي بكل قوة" حتى بعدما أبلغته بإصابتي.
وأضاف: "وضعونا في شاحنات وأخذونا إلى مكان لا نعرفه. منطقة باردة مثل الثلج"، متابعاً: "كانوا يسكبون علينا مياهاً باردة (..) ثم أخذونا إلى السجن، وتعرضنا للتعذيب والضرب. ممنوع الكلام. ممنوع نزع عصبة العينين. وممنوع فك الأصفاد"، مشيراً إلى أن الإسرائيليين "كانوا يرمون الخبز ولا يقبلون إطعامنا إياه. جعلونا نموت من الجوع".
وأوضح: "أزالوا الأصفاد الحديدية ثم قيدونا بأصفاد بلاستيكية. في الحافلة كنت مجبراً على إنزال رأسي وممنوع رفعه. ثم رمونا على الحدود مع مصر، وبقينا نمشي لحين وصولنا معبر رفح" الحدودي.
من جهته، جلس خميس البرديني (55 عاماً) على سرير في المستشفى، بينما بدت آثار الأصفاد والكدمات على جسده، قائلاً: "لثلاثة أيام. لا تعرف أين أنت وإلى أين تذهب. طوال الليل (يسكبون) مياهاً باردة فوقك وبالنهار ضرب وضرب"، مضيفاً: "ذهبنا بعدها إلى السجن ولم نعرف أي سجن وما اسمه".
وتعرّض جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة لانتقادات إثر انتشار صور لعشرات الموقوفين في قطاع غزة لا يرتدون سوى ملابس داخلية تحت حراسة جنود إسرائيليين، وهم معصوبو الأعين ومكبّلو اليدين، ويجلسون أو يركعون على الأرض في أحد شوارع غزة.
يذكر أنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت، حتى اليوم الأحد، 20 ألفاً و424 شهيداً فلسطينياً و54 ألفاً و36 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)