الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة تعمّ المدن والبلدات الجزائرية

01 نوفمبر 2021
من متحف متنقّل بمناسبة الذكرى 67 لانطلاق الثورة (بلال بنسالم/ Getty)
+ الخط -

 

عمّت الاحتفالات بذكرى انطلاق ثورة التحرير الجزائرية السابعة والستين منذ ليل أمس الأحد، كامل المدن والبلدات الجزائرية. فنُظمت مواكب تكريم للشهداء والمجاهدين كذلك معارض ثقافية وتاريخية تبزر نضالات الشعب الجزائري من أجل الحرية وسط قسوة الاستعمار الفرنسي، إلى جانب استذكار الشهداء ومحطات نضالية تاريخية.

وتقدّمت فرق الكشافة مواكب الاحتفالات بالثورة الجزائرية التي انطلقت في الأوّل من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، ووضعت باقات من الزهور على النصب التذكارية ومقابر الشهداء في كامل البلديات البالغ عددها 1541، وأدّت كذلك أناشيد وطنية بمرافقة فرقة العزف العسكرية. وفي بلدة أحمر العين بولاية تيبازة، إلى الغرب من العاصمة الجزائرية، نظّم فوج الكشافة (الأنوار) موكباً استعراضياً في المناسبة. وقد سارت فرق الكشافة في تناسق تام مع فرقة العزف العسكري، قبل أن تصلا إلى الموكب الرسمي الذي ضمّ مسؤولين والوجهة النصب التذكاري بهدف رفع العلم. بعد ذلك، كان التوجّه إلى مقبرة الشهداء حيث وضعت أكاليل من الزهور على قبور الشهداء. 

ومنتصف ليل أمس الأحد، أطلقت القوات البحرية 21 طلقة مدفعية كتقليد احتفالي، كذلك رُفع العلم الجزائري في مقام الشهيد، النصب التذكاري المعروف في أعالي العاصمة الجزائرية، بحضور آلاف المواطنين. وقد أدّت وحدة من الحرس الجمهوري التحيّة الشرفية والنشيد الرسمي، فيما نُظمت صباح اليوم الإثنين مواكب سيارات قديمة ترفع الأعلام الجزائرية، وقد طافت الشوارع الكبرى للعاصمة.

الصورة
نعوش شهداء في الجزائر في ذكرى انطلاق الثورة (العربي الجديد)
صلاة على نعوش شهداء قبل إعادة دفن رفاتهم (العربي الجديد)

وسبقت الاحتفالات الرسمية عمليات إعادة دفن رفات عدد من الشهداء عُثر عليها في الجبال وفي خلال حفر بعض الإنشاءات والآبار. وكان مواطنون قد عثروا قبل أيام على رفات شهداء مع أغراض لهم مدفونين في مناطق خنشلة والمسيلة وتلمسان، فجُمعت ونُقلت إلى مقابر شهداء الثورة لدفنها في مراسم رسمية. وقال وزير المجاهدين (قدامى محاربي الثورة) العيد ربيقة، في تصريح صحافي نقله التلفزيون الرسمي، إنّ السلطات قرّرت هذا العام إطلاق الحملة الوطنية لدفن وإعادة دفن رفات الشهداء عبر الوطن.

من جهتها، قرّرت وزارة التربية الوطنية منح التلاميذ عطلة بمناسبة الذكرى حتى يوم غد الثلاثاء، للسماح لهم بالمشاركة في الأنشطة والاحتفالات التي تنظّمها البلديات والجمعيات الثقافية. فالأجواء احتفالية في البلاد، إذ رُفعت الأعلام الجزائرية في الشوارع وعلى الشرفات، كذلك زُيّنت السيارات بالأعلام، وأتاحت شركة مترو الجزائر رحلات مجانية في المناسبة. وفي الإطار نفسه، أقرّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عفواً رئاسياً لمصلحة السجناء، استفاد منه أكثر من ثلاثة آلاف سجين يقضون عقوبتهم في قضايا لا تتعلّق بالقتل والإرهاب وغيرهما.

وتأتي الاحتفالات بذكرى الثورة هذا العام في ظرف سياسي خاص، على خلفية الخلافات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا حول ملفّ الذاكرة والتاريخ. وقد سعت السلطات الجزائرية إلى إعطاء بعد دولي لاحتفالات هذا العام، وهو ما تُرجم بمشاركة وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي بالاحتفالات، وكذلك رئيس المجلس التشريعي الانتقالي مالك دياو ممثلاً الرئيس الانتقالي لمالي الكولونيل إسيمي غويتا، ووزير الخارجية والتعاون الدولي في مالي عبد اللاي ديوب.

المساهمون