الاتحاد الأوروبي: 2023 الأكثر دموية للعمل الإنساني ومأساة في غزة

18 اغسطس 2024
مأساة إنسانية سُجّلت في الأشهر العشرة الأخيرة بقطاع غزة، 15 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

عشيّة اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق غداً الاثنين، أفاد مسؤولَان في الاتحاد الأوروبي بأنّ 2023 كان العام "الأكثر دموية" على الإطلاق بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني. جاء ذلك في بيان أصدره، اليوم الأحد، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل ومفوّض إدارة الأزمات فيه يانيز لينارتشيتش.

وأوضح بوريل ولينارتشيتش، في هذا الإطار، أنّ "مأساة إنسانية تقع أمام الأنظار في الأشهر العشرة الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في القطاع المحاصر، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتناول المسؤولان في الاتحاد الأوروبي "الأهمية البالغة" لعاملي الإغاثة الإنسانية في مناطق الصراعات، وأكّدا أنّ عام 2023 صار "بشكل مأساوي العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني"، مضيفَين أنّ "من المحتمل أن يستمرّ هذا النسق المحزن في عام 2024".

وشدّد بوريل ولينارتشيتش على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني "مهما كلّف الأمر"، شارحَين أنّ ذلك "التزام بموجب القانون الإنساني الدولي". ودعوَا إلى التحرّك من أجل ضمان أمن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية. وبحسب المسؤولَين في الاتحاد الأوروبي "فقد شهدنا في السنوات الأخيرة ميلاً واضحاً لدى بعض الدول إلى عدم احترام القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني في الصراعات التي تنخرط فيها"، وأوضحا أنّ "هذا الوضع يتطلّب من المجتمع الدولي ككلّ اتّخاذ إجراءات حاسمة دفاعاً عن القانون الإنساني الدولي الذي يمثّل أساس النظام الدولي القائم على القواعد".

في سياق متصل، كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في 16 أغسطس الجاري، عن مقتل 207 أفراد من العاملين في الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 15 أغسطس/ آب 2024. يُذكر أنّ 290 منشأة تابعة لوكالة أونروا تضرّرت من جرّاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الفترة الزمنية نفسها.

بالنسبة إلى الأمم المتحدة فإنّ تصنيف عام 2023 "الأكثر دموية" على الإطلاق بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني، إنّما يكشف عن "حقيقة صارخة، ألا وهي أنّ العالم عاجز عن مساعدة العاملين في المجال الإنساني، وبالتالي الأشخاص الذين يخدمونهم". أضافت الأمم المتحدة أنّ "على الرغم من القوانين الدولية المقبولة عالمياً لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحدّ من تأثيره، فإنّ انتهاكات هذه القوانين مستمرّة بلا تحدّ ولا رادع". وتابعت أنّه "بينما يدفع المدنيون، بما في ذلك العاملون في مجال الإغاثة، الثمن النهائي، يواصل الجناة التهرّب من العدالة".

وطالبت الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2024 المدرج على رزنامتها للأيام العالمية بتاريخ 19 أغسطس، بـ"إنهاء الانتهاكات (في هذا الإطار) والإفلات من العقاب"، مشدّدة على أنّ "الوقت حان لأصحاب السلطة لإنهاء الإفلات من العقاب والعمل من أجل الإنسانية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون