الإصابة بكوفيد تزيد الإصابة بارتفاع ضغط الدم

08 سبتمبر 2023
خلال علاج مرضى كورونا في السجن (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة أميركية حديثة أن فيروس كورونا يلعب دوراً في بعض حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وأظهرت الدراسة التي نُشرت في "المجلة الأميركية لارتفاع ضغط الدم" في أغسطس/ آب الماضي، أن 1 من بين كل 5 مرضى تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 أدخلوا إلى المستشفى، و1 من بين كل 10 مصابين لم يتم إدخالهم المستشفى، أُصيبوا بارتفاع ضغط الدم بعد ستة أشهر من تشخيصهم بالمرض. 
وبالمقارنة مع الأشخاص المصابين بالإنفلونزا، فإن المصابين بفيروس كوفيدـ19 الذين دخلوا إلى المستشفى كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بمقدار الضعف. وبحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتحدد أحدث الإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأميركية والكلية الأميركية لأمراض القلب، معدل ارتفاع ضغط الدم على أنه قراءة 130 على 90.
وفي الدراسة التي أجريت في مدينة نيويورك بين عامي 2020 و2022، قام الباحثون بمراجعة السجلات الطبية لأكثر من 45 ألف مريض بكوفيد-19، ولم يكن لديهم تاريخ مرضي لارتفاع ضغط الدم. وخلال المتابعة لمدة ستة أشهر، تتبع الباحثون الأشخاص الذين لديهم إصابات وحالات جديدة لأمراض القلب وضغط الدم.
ووجدت الدراسة أن المصابين الجدد بارتفاع ضغط الدم بعد دخولهم إلى المستشفى بسبب كوفيد-19 بلغوا 21 في المائة من المرضى، مقارنة بـ 11 في المائة من المرضى الذين لم يدخلوا المستشفى لنفس السبب، وهو ما يقارب الضعف. وأشار الباحثون إلى أن ارتفاع ضغط الدم كان أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، أو كانوا من ذوي البشرة الداكنة أو لديهم حالات مرضية سابقة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو مرض الشريان التاجي أو مرض الكلى المزمن، كما كان المرضى الذين عولجوا بأدوية للأوعية الدموي أو الكورتيكوستيرويدات (لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الأمعاء الالتهابي والربو والحساسية والكثير من الحالات الأخرى)، أكثر عرضة للخطر أيضاً.

إلا أن الخبراء والباحثين ما زالوا غير متأكدين بعد كيف يمكن أن يؤدي فيروس كوفيد-19 إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وتشير الدراسة إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يصيب خلايا القلب ويعطل تنظيم ضغط الدم، أو أن إصابة الكلية الحادة (تراجع سريع، أيام إلى أسابيع، في قدرة الكلية على ترشيح الفضلات الاستقلابية من الدم)، وهي من المضاعفات الشائعة أثناء دخول المستشفى لكوفيد-19، قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم. وأشار التقرير أيضاً إلى أن معظم الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ينتمون إلى مجتمعات ذات وضع اجتماعي واقتصادي منخفض، ما قد يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وربما تكون عوامل الخطر المرتبطة بالفقر قد أدت إلى ارتفاع معدلات ارتفاع ضغط الدم.
ونتيجة لذلك، قال التقرير إن المتابعة طويلة المدى ستكون مفيدة لتتبع ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون مرتبطاً بشكل أوثق بكوفيدـ19. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الآثار المحتملة على صحة القلب على المدى الطويل؟ أما في الوقت الحالي، يمكن للبيانات أن تنبه الأطباء إلى العلاقة بين كوفيد-19 وارتفاع ضغط الدم، ويجب أن تزيد هذه النتائج من الوعي لفحص المرضى المعرضين لخطر ارتفاع ضغط الدم بعد مرض كوفيد-19، لتمكين التعرف المبكر وعلاج المضاعفات المرتبطة بارتفاعه.

من جهته، يقول أستاذ جراحة القلب والصدر الطبيب عامر شيخوني، لـ "العربي الجديد"، إن "الدراسة تركز على التأثير البعيد المدى لمرض كوفيد-19 على ارتفاع ضغط الدم. ولهذا المرض تأثيرات أخرى على التهاب عضلة القلب ونظم دقات القلب، بالإضافة إلى زيادة في حدوث الجلطات في الأوعية الدموية وشرايين الرئة في بعض الحالات الحادة الشديدة التي تحتاج العلاج في المستشفى".
وينصح مرضى القلب أو ارتفاع ضغط الدم باتباع إجراءات الوقاية من كوفيد-19 بحرص وعناية. وإذا حدثت الإصابة، ينصح في الحالات الحادة الشديدة بإعطاء مميعات القلب ومراقبة مستويات الأوكسجين في الدم، ومراقبة ضغط الدم وتخطيط القلب باستمرار في المستشفى. أما في الحالات المزمنة من مرض كوفيد-19 فيجب متابعة مراقبة ضغط الدم فترة ستة أشهر على الأقل بعد الشفاء، بالإضافة إلى متابعة الوظائف العصبية ووظائف الكلية وسيولة الدم، وخصوصاً لدى المرضى الذين تم علاجهم في العناية المشددة، وثبت حدوث جلطات دموية أو رئوية لديهم". 

المساهمون