الأمن المصري يعتقل الأكاديمية عليا مسلم فور عودتها من برلين

12 يوليو 2021
عليا باحثة وأكاديمية متخصصة في تاريخ الحركات الاجتماعية والسياسية المصرية (Getty)
+ الخط -

ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على الباحثة الأكاديمية والمؤرخة عليا مسلم من مطار القاهرة الدولي، يوم الأحد، أثناء عودتها مع زوجها الباحث العمراني يحيى شوكت، وأطفالها الثلاثة، من العاصمة الألمانية برلين، في تكرار لما حدث مع العديد من الباحثين العائدين من الخارج، من المنتقدين لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعليا باحثة وأكاديمية تعمل على تاريخ الحركات الاجتماعية والسياسية المصرية من خلال الذاكرة الشعبية، وجمع قصص وتجارب بناة السد العالي، في أثناء إعدادها رسالة الدكتوراه عام 2012، إذ واصلت جمع القصص والأغاني والوثائق لكتابة تاريخ بناء السد من وجهة نظر من صارعوا لبنائه، ومن هُجِّروا في سبيله من النوبيين.

أما زوجها فهو باحث مسؤول عن ملف الحق في السكن في "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، والتي يصنفها النظام المصري ضمن تيار المعارضة في ملف المجتمع المدني، وله العديد من المقالات المنشورة التي تنتقد سياسات السيسي إزاء تطوير ما يسمى بـ"العشوائيات"، وتأسيس الحكومة خمسة أجهزة معنية بالإسكان والتنمية العمرانية، بخلاف المليارات من الإنفاق العام الموجهة لبرامج هذه الأجهزة.

وتتشابه تفاصيل القبض على الباحثة عليا مسلم، مع تفاصيل القبض على عدد من الباحثين والصحافيين قبلها، من مطار القاهرة أيضًا، فور وصولهم إلى بلدهم.

فهذا السيناريو حدث مع الباحث المصري، أحمد سمير سنطاوي، الذي يعيش في فيينا، وكان قد عاد إلى مصر في 15 ديسمبر/كانون الأول 2020 لقضاء إجازة الشتاء. وفور وصوله إلى مطار شرم الشيخ الدولي، تم استيقافه والتحقيق معه من قبل شرطة المطار، وحاليًا هو مضرب عن الطعام في الحبس، بعدما حوكم بالسجن لمدة 4 سنوات مع تغريمه 500 جنيه، في القضية رقم 774 لسنة 2021 جنح أمن الدولة طوارئ والمقيدة برقم 877 لسنة 2021 حصر نيابة أمن الدولة العليا، وذلك على خلفية اتهامه بنشر أخبار كاذبة في الداخل والخارج.

السيناريو نفسه حدث مع الكاتب الصحافي جمال الجمل، الذي أُلقي القبض عليه، من مطار القاهرة، في أواخر فبراير/شباط الماضي، وكان عائدًا من تركيا، عقب سنوات من الغربة الإجبارية التي فرضت عليه لمعارضته للنظام المصري الحالي، لكنه قرر إنهاءها بقرار شجاع منه بالنزول لمصر، لتمضية بقية عمره في مصر مع أسرته وأولاده.

وكذلك الصحافي هشام عبد العزيز، الذي أُوقف في 20 يونيو/حزيران 2019، بمطار القاهرة، واُقتيد إلى مكتب الأمن الوطني بمطار القاهرة، ثم تم التحقيق معه لمدة 5 ساعات تخللها تفتيش أجهزة المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده. 

كما تم سحب جوازات هشام وعائلته والسماح له بالرحيل بعد أخذ إقرار عليه بالعودة لمقر الأمن الوطني لاستلام الجوازات، وبعدها بساعات تلقى هشام مكالمة هاتفية من ضابط الأمن الوطني بمطار القاهرة طلب منه خلالها الحضور الفوري لاستلام جوازات السفر، وبمجرد وصوله، جرى توقيفه ثم تعريضه إلى الاختفاء القسري لمدة ثلاثة أيام دون تمكينه من التواصل مع أي جهة، تعرض خلالها للتجويع والمعاملة المهينة، ومُنع عنه الماء والطعام ومنع من دخول الحمام، وقام الأمن بأخذ حذائه وتمزيق ثيابه ليعرض على النيابة في حالة مزرية، وما زال محتجزًا حتى الآن.

 
المساهمون