الأمن العراقي يقبض على عصابة "لصوص مقابر"

أعلنت السلطات الأمنية في محافظة كربلاء وسط العراق، اليوم الجمعة، إطاحة عصابة نفّذت سرقات في مقبرة "وادي السلام" الواقعة في محافظة النجف جنوبي البلاد. وأتى هذا الإعلان بعد سلسلة من عمليات العبث والسرقة التي طاولت قبوراً في المقبرة التي تُعَدّ الكبرى عالمياً، وقد شمل ذلك شواهد وقطع زجاج ورخام ومواد مختلفة من القبور.

وبحسب بيان صادر عن قيادة شرطة كربلاء، فإنّه "بعد ورود مناشدات من قبل مواطنين بوجود سرقات لمحتويات مقابرهم، وجّه قائد الشرطة بتشكيل فريق عمل برئاسة مدير قسم مكافحة الإجرام وثلة من الضباط والمنتسبين للقبض على السارقين وإحالتهم إلى العدالة".

أضاف البيان أنّه "بعد جمع المعلومات ومقاطعتها والتحرّي ونصب كمين محكم، تمّ القبض على شخصَين (...) وبعد تدوين أقوالهما، اعترفا صراحة بقيامهما بسرقة مرمر وسماعات صوتية وخزّانات مياه وأبواب وشبابيك". وتابع أنّ أقوالهما دُوّنت قضائياً وأُحيلا إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل بحسب ما ينصّ القانون.

وتُعَدّ السرقات التي تستهدف المقابر في العراق، خصوصاً الكبيرة منها، عمليات معتادة وثمّة عصابات متخصّصة في ذلك.

قضايا وناس

التحديثات الحية

العراق: العثور على مقبرة جماعية جديدة في سنجار

وسبق أن أعلنت مديرية شرطة محافظة النجف، في أكتوبر/ تشرين الثاني 2022، إطاحة عصابة تمتهن سرقة صور الموتى والزجاج والألمنيوم والخشب وصناديق الألمنيوم المثبّتة على القبور، بالإضافة إلى سرقة قطع معدنية أخرى في داخل القبور أو في مسارات مقبرة "وادي السلام".

في هذا الإطار، أفاد أبو علي الغريباوي، وهو أحد حرّاس المقبرة، بأنّ "عمليات السرقة التي تتعرّض لها المقبرة كثيرة، والحراسة المخصصة لها ليست بالمستوى المطلوب، لا سيّما أنّها تمتدّ على مساحة كبيرة جداً". أضاف لـ"العربي الجديد" أنّ "المقبرة تحتاج إلى كاميرات حرارية من أجل مراقبتها ومنع عمليات السرقة"، مؤكداً أنّ "شكاوى كثيرة ترد من قبل الأهالي بشأن سرقات مختلفة تتعرّض لها قبور ذويهم".

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة المحلية في النجف كانت قد وعدت بتنفيذ مشروع لتسييج المقبرة. وأوضحت أنّ المشروع يهدف إلى تحقيق أمرَين، أوّلهما حضاري، إذ إنّها تقع وسط المدينة ولا بدّ من أن تكون واجهة حضارية، لا سيّما أنّ كثيرين من عرب وأجانب يزورون أمواتهم فيها، أمّا ثاني الأمرَين فأمني، إذ إنّ موقع المقبرة يطلّ من جهته الغربية على منطقة بحر النجف المفتوحة ولا بدّ من تحصينها.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قد وافقت على إدراج مقبرة "وادي السلام" في لائحة التراث العالمي، فالمقبرة إلى جانب كونها تعود إلى أكثر من ألف عام تضمّ قبور شخصيات تاريخية ودينية عديدة.