أطلقت الأمم المتحدة، الخميس، نداء لجمع 51.5 مليار دولار لمساعدة 339 مليون محتاج حول العالم خلال العام المقبل.
جاء ذلك في تقرير للمنظمة حمل اسم "اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي لعام 2023" الذي تم إطلاقه اليوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة، إن عدد المحتاجين لمساعدات إنسانية في العام المقبل يصل إلى 339 مليون شخص في 68 دولة، بزيادة نحو 65 مليون شخص عن العام 2022، وفق التقرير.
وأوضح التقرير أن التكلفة التقديرية للاستجابة الإنسانية للعام 2023 تصل إلى 51.5 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 25 في المائة مقارنة باحتياجات العام الجاري.
230 million!
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) December 1, 2022
That’s the number of people humanitarians aim to assist in 2023.
To do that, we are seeking US$51.5 billion - the largest-ever funding request - to meet the needs of the word’s most vulnerable.https://t.co/TUtAenngsF pic.twitter.com/KUmEV3TXR8
والأربعاء، شدد نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في مؤتمر صحافي في جنيف، على أن الاحتياجات الإنسانية "مرتفعة بشكل صادم وتتزايد" بسبب الحرب في أوكرانيا وفيروس كورونا وتغير المناخ.
وأضاف: "أخشى أن يكون عام 2023 مسرّعاً لكل تلك الاتجاهات". ووصف غريفيث النداء الأممي بأنه "شريان حياة" للأشخاص الذين هم على حافة الهاوية.
وأوضح أن العديد من البلدان تعرضت للجفاف والفيضانات القاتلة، من باكستان إلى القرن الأفريقي، إضافة إلى أن الحرب في أوكرانيا "حولت جزءاً من أوروبا إلى ساحة معركة".
وأكد غريفيث أن أكثر من 100 مليون شخص مشردون حاليا في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الدمار الذي خلفته الجائحة بين أفقر دول العالم.
نداء جمع الأموال الذي أطلقته الأمم المتحدة يرسم صورة قاتمة عن الوضع العالمي.
سيواجه 222 مليون شخص في 53 دولة انعداما حادا في الأمن الغذائي في نهاية 2022. هناك 45 مليون شخص في 37 دولة يواجهون خطر الموت جوعا.
2023 سنة التضامن؟
أوضح غريفيث أن "هناك خمس دول تشهد أساسا ما نسميه ظروفا قريبة من المجاعة، يمكننا القول إن "أشخاصا يموتون فيها بسبب النزوح وانعدام الأمن الغذائي ونقص الغذاء".
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه لوكالة "فرانس برس"، إن هذه الدول هي أفغانستان وإثيوبيا وهايتي والصومال وجنوب السودان.
وتتعرض الصحة العامة أيضا لضغوط في العالم، بسبب استمرار انتشار كوفيد-19 وإم بوكس (الاسم الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع على مرض جدري القردة)، وعودة ظهور إيبولا في أوغندا وانتشار العديد من أوبئة الكوليرا حول العالم لا سيما في سورية وهايتي.
كل هذا يأتي في إطار من التغير المناخي الذي يؤدي إلى زيادة المخاطر ونقاط الضعف لا سيما في الدول الفقيرة. من الآن وحتى نهاية القرن، يمكن أن يؤدي الحر الشديد إلى عدد من الضحايا مماثل لذلك الذي يتسبب به السرطان، بحسب الأمم المتحدة.
في 2022، تم تمويل نداء جمع الأموال بنسبة 47% في حين أنه في السابق و"قبل هذين العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، كنا نؤمّن 60-65% من التمويل على المستوى العالمي" كما قال غريفيث. وأوضح أن سخاء المانحين لا يتيح تعويض النمو السريع للاحتياجات، معربا عن أمله بأن يكون "عام 2023 عام التضامن بعد عام 2022 من المعاناة".
(الأناضول، فرانس برس)