الأمم المتحدة تدعو لتسريع إجراءات مكافحة الألغام في يومها العالمي

04 ابريل 2023
الألغام والتلوث بالمواد المنفجرة هما مشكلتان من مشاكل البشرية (Getty)
+ الخط -

تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام في 4 إبريل/نيسان سنوياً، لتوجيه الانتباه إلى مناطق العالم التي لا تزال ملوثة بتلك الذخائر بعد مرور سنوات عديدة، بحيث غيرت أجيال متعاقبة سبل معايشها لتجنب تهديدات تلك الذخائر.

وفي السياق، دعت الأمم المتحدة إلى سرعة اتخاذ الإجراءات المتعلقة بالألغام، مُسلطة الضوء على عقود من التلوث في كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وفيتنام، فضلاً عن توجيه الانتباه إلى التلوث الأخير بالذخائر المنفجرة.

ووفقاً للأمم المتحدة، يُهدّد التلوث بالذخائر المنفجرة الأنفس، ويحد من حرية الحركة وإمكانية الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة، ويحرم المجتمعات من حقوقها، كما أنه يغرس الخوف والاضطراب. وفضلا عن ذلك كله ينشر الرهبة، ويتسبب التلوث طويل الأمد في تأصيل هذا الإرهاب، ويلحق أكثر أضراره وأشدها بالفئات المستضعفة من السكان.

ودعت الحملة المعنونة "لا يمكن تأخير الإجراءات المتعلقة بالألغام"، الجهات الفاعلة في مجال مكافحة الألغام والدول الأطراف في اتفاقية حظر الألغام إلى إكمال إزالة الألغام، سواء كان ذلك التلوث جديداً كما هو الحال في كولومبيا أو ميانمار أو أوكرانيا أو اليمن، أو كان التلوث قديماً كما هو الحال في كمبوديا أو العراق أو فيتنام. فوجود الألغام والتلوث بالمواد المنفجرة هما مشكلتان من مشاكل البشرية.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه "من الضروري بذل جهود عالمية أوسع نطاقا لحماية الناس من الألغام. لنتخذ إجراءات لإنهاء خطر أجهزة الموت، ومساعدة الناس على العودة وإعادة بناء حياتهم بسلامة وأمن".

وتتمثل رؤية الأمم المتحدة في خلق عالم خال من تهديد الألغام الأرضية والمتفجرات الناتجة عن مخلفات الحرب، حيث يعيش الأفراد والمجتمعات في بيئة آمنة تساعد على التنمية وتلبى احتياجات الضحايا.

وتساهم الإجراءات المتعلقة بالألغام في تمكين قوات حفظ السلام التابعة من القيام بدوريات، وقيام الوكالات الإنسانية بتقديم وتوصيل المساعدة، ومساعدة المواطنين العاديين في العيش دون خوف من أن قيامهم بخطوة خاطئة واحدة قد تكلفهم حياتهم.

15 مليون متر مربع في ليبيا ملوثة بذخائر متفجرة

أكثر من 15 مليون متر مربع في أنحاء ليبيا لا تزال ملوثة بذخائر متفجرة، رغم جهود برامج مكافحة الألغام على مدار العقد الماضي.

وذكرت الأمم المتحدة أن "مخلفات النزاع تعيق الوصول الآمن إلى التعليم والرعاية الصحية والتنمية، وتتسبب في القتل أو الإصابة بعد فترة طويلة من توقف القتال، وهو ما يشكل تهديدا يوميا للحياة وسبل العيش".

وكشفت أن "19 شخصا قتلوا خلال سنة 2022 بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب في البلاد، منهم 14 طفلا".

وأضافت: "رغم الجهود المضنية التي بذلها الشركاء في برامج مكافحة الألغام على مدار العقد الماضي، إلا أن أكثر من 15 مليون متر مربع (تبلغ مساحة ليبيا 1.759.540 كيلومتر مربع)، لا تزال ملوثة بالذخائر المتفجرة في جميع أنحاء ليبيا".

وأشارت إلى أنه "خلال عام 2022، أزال الشركاء في ليبيا 27400 ذخيرة متفجرة في طرابلس (غرب)، ومصراتة (شرق طرابلس)، وبنغازي (شرق)، وسرت (شرق طرابلس)".

ووفق بيانها، "اعتبر الممثل الخاص للأمين العام عبد الله باتيلي أن الجهود التي تندرج تحت إجراءات مكافحة الألغام عنصر أساسي في رحلة ليبيا نحو السلام والاستقرار، تضاف إلى الإصلاحات في قطاع الأمن".

وعلى مدى سنوات قُتل مئات في ليبيا جراء انفجار ألغام زرعت خلال حرب شرسة جنوبي طرابلس اندلعت بين عامي 2019 و2020 بين قوات قادمة من الشرق يقودها خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، انتهت بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف وفق اتفاقية تركية روسية.

 

إرث قاتل وموت موقوت يتربص بالسوريين

يعيش ملايين المدنيين في سورية في مناطق موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من قصف النظام وروسيا الذي ما زال مستمراً، ومخلفات المعارك، إذ لا يقتصر خطر المعارك والقصف على الأثر المباشر واللحظي الذي ينجم عنها وما يرافقه من قتل وجرح للمدنيين وتدمير للبنية التحتية، بل إن خطرها يمتد ويبقى لأمد طويل، فأي قذيفة أو صاروخ لم ينفجر، أو لغم، سيكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي لحظة وتسبب كارثة إن لم يتم التعامل معها قبل فوات الأوان.

في عام 2022 كانت مخلفات الحرب واحدة من أكثر أسباب سقوط الضحايا المدنيين في شمال غربي سورية، ووثق الدفاع المدني السوري 32 انفجاراً لمخلفات الحرب أدت لمقتل 29 شخصاً، بينهم 13 طفلاً، وإصابة 31 آخرين، بينهم 22 طفلاً، وامرأة، واستجابت فرقه لأغلب هذه الانفجارات الناجمة عن مخلفات الحرب.

وفي عام 2021، استجابت فرقه لـ32 انفجارا، أدت لمقتل 18 شخصاً، بينهم 5 أطفال، وإصابة 32 آخرين، بينهم 11 طفلاً.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال عام 2020 لأكثر من 60 انفجارا لمخلفات الحرب في شمال غربي سورية أدت لمقتل 32 شخصاً، بينهم 6 أطفال و4 نساء، وإصابة 65 آخرين، بينهم 7 أطفال و13 امرأة.

وفي اليوم الدولي للتوعية بالألغام، أكدت فرق الدفاع المدني التزامها في رفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالألغام والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مجتمعات أكثر أماناً، نظرا لما تشكله من تهديد كبير على حياة السكان، وموت موقوت طويل الأمد، وتؤثر بشكل مباشر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة وعلى حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.

 

المساهمون