الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزة

02 مايو 2024
بحث بدائي عن جثث أو ناجين تحت الأنقاض في غزة، 29 إبريل 2024 (جهاد الشرافي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت في فقدان أكثر من 10 آلاف فلسطيني تحت الأنقاض، مع تحديات كبيرة تواجه الدفاع المدني في انتشال الجثث بسبب نقص المعدات.
- الأمم المتحدة تحذر من التأثير المدمر للحرب وتشدد على الحاجة لخطوط إمداد موثوقة للمساعدات، مع تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى بيت حانون.
- غزة تواجه تحديات بوجود 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة و800 ألف طن من الأسبستوس، مع جهود أممية لتأمين المناطق وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.

الدفاع المدني يواجه تحديات هائلة في ما يخصّ انتشال الجثث

إسرائيل عرقلت أكثر من ربع البعثات الإنسانية المخصّصة لشمال غزة

قطاع غزة يضمّ اليوم نحو 37 مليون طنّ من الركام

نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن الدفاع المدني الفلسطيني أنّ ثمّة أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزة في سياق الحرب الإسرائيلية المستمرّة على القطاع منذ نحو سبعة أشهر. وبيّن المكتب الأممي أنّ الدفاع المدني الفلسطيني يواجه تحديات هائلة في ما يخصّ انتشال الجثث من تحت أنقاض غزة، ولا سيّما وسط نقص في المعدّات والآلات الثقيلة والأفراد، محذّراً من أنّ الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أعوام لانتشال الجثث من تحت أنقاض غزة باستخدام الأدوات البدائية المتوفّرة في الوقت الراهن.

والفلسطينيون المفقودون تحت أنقاض غزة يُقدَّرون اليوم بالآلاف، في إطار البيانات الصادرة بخصوص أعداد ضحايا الحرب المدمّرة المتواصلة لليوم 209، علماً أنّ عدّهم توقّف عند بلوغهم نحو ستّة آلاف، إذ لم يعد من الممكن إحصاؤهم بحسب ما بيّنت أكثر من جهة. وفي سياق متصل، أفادت البيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، بأنّ حصيلة الضحايا في القطاع ارتفعت إلى 34 ألفاً و596 شهيداً، إلى حانب 77 ألفاً و816 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، في سياق الحرب المستمرّة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجدّد العاملون في المجال الإنساني لدى الأمم المتحدة التحذير من التأثير المدمّر المستمرّ للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والحاجة إلى ضمان خطوط إمداد موثوقة لتوفير المساعدات للفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنّ منظمات الإغاثة ما زالت تواجه عدداً من القيود والعراقيل المفروضة على الوصول إلى المحتاجين، من أجل تقديم المساعدة إليهم، في مختلف أنحاء القطاع. ويشير، في هذا الإطار، إلى رفض إسرائيل المهام المخطّط لها أو تأخير القوافل لفترات طويلة عند نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية.

الصورة
دمار في مخيم النصيرات في دير البلح وسط قطاع غزة - 27 إبريل 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
دمار مريع في مخيّم النصيرات وسط قطاع غزة، 27 إبريل 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

وأفاد المكتب الأممي بأنّ السلطات الإسرائيلية عرقلت أكثر من ربع البعثات الإنسانية المخصّصة للفلسطينيين في شمال غزة في إبريل/نيسان الماضي، وقد رُفضت 10 في المائة منها على الفور، مشيراً إلى أنّه يواصل العمل مع الشركاء في المجال الإنساني لتوسيع نطاق عمليات المساعدة كلّما وحيثما أمكن ذلك.

بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنّه تمكّن أخيراً من الوصول إلى بلدة بيت حانون الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة، التي كان قد تعذّر الوصول إليها منذ أشهر. وأضاف البرنامج أنّه استحدث موقعاً للتخزين، الأمر الذي يتيح إحضار مزيد من المواد الغذائية إلى مدينة غزة (شمال) ومناطق أخرى. وإذ أفاد البرنامج بأنّه مستعدّ لزيادة المساعدات الغذائية المخصّصة للشمال، أوضح أنّ تجاوز ستة أشهر من الجوع سوف يتطلب تدفّقات ثابتة من الإمدادات الغذائية.

7500 طنّ من الذخائر غير المنفجرة في غزة

من جهة أخرى، أفادت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام بأنّ "نحو 7500 طنّ من الذخائر غير المنفجرة متناثرة في كلّ أنحاء قطاع غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 14 عاماً لإزالتها". وبهدف التخفيف من المخاطر التي يتعرّض لها المدنيون وفرق الإغاثة، في هذه الأثناء، أصدرت الدائرة نداءات عاجلة للحصول على مساعدة من المجتمع الدولي، من أجل إزالة مخلفات الحرب من المتفجرات، بحسب ما أفاد موقع أخبار الأمم المتحدة الإلكتروني. يُذكر أنّ الدائرة الأممية تنظّم حملات توعية بمخاطر تلك الذخائر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعث رسائل نصية عبر الهاتف، بالإضافة إلى توزيع منشورات على نحو 1.2 مليون شخص في قطاع غزة.

الصورة
أنقاض مباني سكنية في مخيم النصيرات في دير البلح وسط قطاع غزة - 27 إبريل 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
مبانٍ سكنية انهارت فوق رؤوس سكانها وسط قطاع غزة، 27 إبريل 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

تحذير من الأسبستوس وسط أنقاض غزة

كذلك بيّن موقع أخبار الأمم المتحدة الإلكتروني أنّ قطاع غزة يضمّ اليوم نحو 37 مليون طنّ من الركام، الذي من المحتمل أن يحتوي على قرابة 800 ألف طنّ من الأسبستوس والملوّثات الأخرى. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ كلّ أشكال الأسبستوس تُعَدّ مواد مسرطنة للبشر، وقد تتسبّب في الإصابة بسرطانات الرئة والحنجرة والمبيض وغيرها. ويُطلق مصطلح أسبستوس على مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعياً وتُستخدَم لأغراض العزل في داخل المباني، وتُستخدم كذلك في مكوّنات ألواح الأسقف وأنابيب الإمداد بالمياه وبطانيات إطفاء الحرائق ومواد الحشو البلاستيكية والعبوات الطبية وغيرها.

يُذكر أنّ عقب انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، في إبريل/ نيسان الماضي، أفادت بعثة فريق التقييم التابع للأمم المتحدة بأنّ "الشوارع والأماكن العامة امتلأت بالذخائر غير المنفجرة"، في حين عُثر على "قنابل زنة ألف رطل ملقاة على التقاطعات الرئيسية وفي داخل المدارس". وقد أوضحت الأمم المتحدة أنّ جهودها مستمرّة لتأمين المناطق وتجهيزها من أجل عودة السكان إلى خانيونس، بما في ذلك تقييم الأضرار في المرافق التابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورسم خرائط للمناطق عالية الخطورة التي تحتوي على ذخائر غير منفجرة.

المساهمون