قتل شخصان، اليوم الأربعاء، نتيجة انفجار لغم أرضي في ريف محافظة دير الزور، شرقي سورية، فيما تشير تقارير حقوقية إلى أن الألغام حصدت أرواح أكثر من 3300 شخص في سورية منذ عام 2011 وحتى الآن.
وأسفر انفجار لغم أرضي في منطقة الشعفة في بادية البشر بسيارة إلى إصابة قائدها محمد العبد الباشات بجروح، فيما قتل كل من خالد الرشيد العبد الله من عشيرة "البومطر"، وعلي الأحمد الخلف المرابع من عشيرة "البوناصر"، وهما من قرية العنبة.
كما قتل، أمس الثلاثاء، بانفجار لغم أرضي في بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي الشاب ثائر الحنان أثناء خروجه للبحث عن شقيقه وأقارب له فقدوا ببادية دير الزور قبل يومين حين كانوا يرعون أغنامهم. ووفق صفحات محلية، يعتقد أن اللغم من مخلفات تنظيم "داعش".
وفي سياق متصل، ذكر تقرير صدر اليوم في باريس عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، أنها وثقت انتشار الألغام الأرضية ضمن مساحات واسعة في سورية، وهو ما يهدد حياة الملايين، وعرضت خرائط لمناطق انتشار الألغام في العديد من المحافظات السورية، وأشارت إلى توثيق مقتل 3353 مدنياً، بينهم 889 طفلاً، بسبب الألغام المضادة للأفراد في سورية منذ عام 2011 حتى الآن.
وذكر التقرير الواقع في 32 صفحة أن الألغام تنتشر على مساحات واسعة في معظم المحافظات السورية، ما يجعلها خطراً على حياة الأجيال القادمة.
وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، إن الألغام التي زرعتها قوات النظام السوري في مختلف المناطق هي المتسبب الأول في سقوط الضحايا المدنيين، وإن النظام هو المسؤول الوحيد، مع القوات الروسية، عن انفجار الذخائر العنقودية.
وأعرب عبد الغني عن أمله بأن تتم الإفادة من الخرائط التي عرضها التقرير حول انتشار حقول الألغام في سورية والتي استغرق إعدادها جهدا كبيرا، وحث القوى المسيطرة على تسييج الأراضي الملغمة، والعمل بشكلٍ جدي على إزالة الألغام منها.
ويقول التقرير إن النظام السوري استخدم الألغام قبل عام 2011، ولكن استخدامها تضاعف بعد عام 2011 مع تحول الحراك الشعبي إلى صراع مسلح، مشيرا إلى أن النظام السوري عمد منذ نهاية عام 2011 إلى زراعة ألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا، كما أن العديد من أطراف النزاع والقوى المسيطرة استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد.
ورأى التقرير أن سهولة تصنيع الألغام وكلفتها المنخفضة أتاحتا لمجمل أطراف النزاع استخدامها على نحوٍ واسع ودون اكتراث بالإعلان عن مواقعها أو إزالتها، وخاصة في المحافظات التي شهدت اشتباكات وتغيراً في مواقع السيطرة.
ولفت التقرير إلى تسبب الألغام في تشويه المدنيين وتحقيق إعاقات دائمة لديهم، مقدرا أن ما لا يقل عن 10400 مدني تعرضوا للإصابة، وأن عددا كبيرا منهم تعرضوا لبتر في الأطراف ويحتاجون أطرافاً صناعية وسلسلة من عمليات إعادة التأهيل والدعم.
وأكد التقرير أن الألغام تعد عائقا مهما أمام عودة النازحين إلى مناطقهم وممارسة أعمالهم، كما تعيق حركة عمال الإغاثة والدفاع المدني وآلياتهم، موصيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بزيادة المساعدات اللوجستية للمنظمات المحلية والشرطة المحلية العاملة في مجال الكشف عن الألغام وتفكيكها.