الأفوكادو يحمي من أمراض القلب

09 ابريل 2022
ثمرة الأفوكادو مهمة للصحة (ألفريدو استريلا/ فرانس برس)
+ الخط -

حلّل باحثون في جامعة "هارفارد" الأميركية بيانات دراستين أُعدّتا في الولايات المتحدة الأميركية؛ الأولى دراسة اختصاصيي الصحة المستمرة، والثانية دراسة صحة الممرضين، بهدف معرفة تأثير تناول الأفوكادو على صحة الإنسان. وبين عامي 1986 و2016 تابع الباحثون أكثر من 41000 رجل في إطار الدراسة الأولى (تتراوح أعمارهم ما بين 40 و75 عاماً) وأكثر من 68000 امرأة (تتراوح أعمارهن ما بين 30 و55 عاماً) ضمن الدراسة الثانية. وخلصت النتائج التي نشرتها مجلة "science daily" الأميركية إلى أن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كانت أقل بنسبة 16 في المائة لدى الأشخاص الذين تناولوا أكثر من حصتين من الأفوكادو أسبوعياً، والإصابة بأمراض القلب التاجية لدى الأشخاص الذين تناولوا أكثر من حصتين من الأفوكادو أسبوعياً كانت أقل بنسبة 21 في المائة، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يأكلون الأفوكادو أو نادراً ما يتناولونه.
وخضع المشاركون للعديد من الفحوصات الطبية خلال فترة الاختبار، وكان يجب التأكد من عدم إصابتهم بأمراض السرطان أو السكتات الدماغية. وتوجب عليهم تعبئة استبيان حول صحتهم وأسلوب حياتهم. وارتبط استبدال المنتجات الحيوانية مثل الزبدة أو الجبن أو لحم الخنزير المقدد بالأفوكادو بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويحتوي الأفوكادو على ألياف غذائية والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبَّعة (MUFA) (دهون الصحية) وغيرها من المكونات المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية. وخلصت تجارب سريرية أعدت سابقاً إلى أن للأفوكادو تأثيراً إيجابياً على صحة القلب. 
ويرى الباحثون أن هذه هي الدراسة الأولى التي تُبيّن العلاقة الإيجابية بين كثرة تناول الأفوكادو وانخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.   
وتقول المؤلفة الأساسية للدراسة لورينا أس. باشيكو: "تقدّم دراستنا دليلاً إضافياً على أن تناول الدهون غير المشبعة يمكن أن يحسن من نوعية النظام الغذائي، وتعدّ عنصراً مهماً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية". يشار إلى أن الباحثين أخذوا في الاعتبار العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، منها التدخين والوزن والنشاط البدني والأدوية التي يتناولونها.

في هذا الإطار، تقول اختصاصية التغذية نادين نحال إن تناول الأفوكادو يساعد في الوقاية من أمراض كثيرة، وخصوصاً أمراض القلب، إذ تحتوي الثمرة على كميات كبيرة من الدهون المفيدة والمغذية. وتوضح في حديثها لـ "العربي الجديد": "تساعد  الدهون غير المشبعة والأحادية، كحمض الأوليك الذي تحتوي عليه الأفوكادو، في محاربة الدهون الضارة وبالتالي تحسين صحة القلب". كما تشير إلى أن الأفوكادو الذي يحتوي أيضاً على كميات من البوتاسيوم يقوي الرغبة الجنسية والطاقة، ويعد غنياً بحمض الأوليك الأحادي غير المشبع الذي يدعم الدورة الدموية وتدفق الدم ويحسن الوظيفة الجنسية.
وتفيد الدراسة بأن استبدال نصف حصة في اليوم من البيض أو الزبدة أو الجبن أو اللحوم الحمراء المصنعة بالكمية نفسها من الأفوكادو يساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لم تظهر أن استبدال نصف حصة في اليوم من الأفوكادو بنفس الكمية من زيت الزيتون أو المكسرات أو الزيوت النباتية الأخرى له أية فوائد. 

لايف ستايل
التحديثات الحية

كما وجد الباحثون أن تناول الأفوكادو يعزز من جودة النظام الغذائي، وخصوصاً إذا كان ذلك مقروناً بتناول كميات أكبر من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والمكسرات. وهذا يدل على أنه الأفوكادو وحدها لا تكفي للوقاية من أمراض القلب. والأفضل اتباع نظام غذائي صحي شامل ومتوازن. 
صحيح أن الدراسة تتحدث عن نتائج إيجابية لإدخال الأفوكادو إلى النظام الغذائي، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن البعض لا يحب طعم هذه الثمرة، كما أن كلفة شرائها قد تكون مرتفعة بالنسبة لآخرين. في هذا الإطار، ينصح خبراء الصحة بتناول الفول السوداني والكاجو والبندق وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة.

المساهمون