الأطفال الأوكرانيون الهاربون "في بداية المأساة"

19 ابريل 2022
أطفال أوكرانيون في ألمانيا (ينس شلوتر/ Getty)
+ الخط -

في ذروة الحرب الروسية على أوكرانيا، اختارت عائلات كثيرة إرسال أطفالها إلى بر الأمان، وباتت ممزقة في انتظار ما ستؤول إليه الأمور، مع عدم استبعاد الخطر المرتبط باحتمال مقتل أفراد منها، في تجربة سبق أن عايشها الأوروبيون نفسهم خلال الحرب العالمية الثانية، وواجه فيها الأطفال المهرّبون إلى خارج المناطق الخطرة صدمات جعلتهم يعيشون في ألم دائم، رغم اعترافهم بأهمية هذه التجربة المريرة في إبقائهم على قيد الحياة. 
وفيما تتحدث تقارير عن أن أكثر من نصف 4 ملايين لاجئ فروا من أوكرانيا هم من الأطفال، وبعضهم غير مصحوبين بأحد الوالدين أو فرد من الأسرة، لا تُستبعد مواجهة كُثر منهم مصير فقدان وطنهم ولغتهم وعائلتهم، وربما هويتهم بالكامل، بحسب ما يورد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي". 
ويتوقف الموقع عند واقعة أولكسندرا ماكوفي التي تحدثت لصحيفة نيويورك تايمز عن أنها أعدت ابنتها فيرا ماكوفي البالغة من العمر عامين لاحتمال أن تصبح يتيمة، بعدما كتبت اسم طفلتها على ظهرها وتاريخ ميلادها وأرقام هواتف والديها، وعلّقت بالقول: "إذا مت أنا وزوجي، ستعرف فيرا من تكون".

وينقل "سايكولوجي توداي" عن دراسة أعدها ريتشارد غولدشتاين، الأستاذ في قسم الطب الاجتماعي وطب الأطفال بكلية الطب في جامعة هارفارد، والتي جمع فيها معلومات عن 364 طفلاً هاجروا سابقاً تراوحت أعمارهم بين 6 و12 عاماً، أن "كلفة الهجرة مرتفعة للأطفال الذين يرسلون إلى آفاق أفضل في بلد آخر، فهم يظهرون عادة علامات صدمة عبر الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، ومجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية".
وأشارت الدراسة إلى أن جميع الأطفال الذين شملهم الاستطلاع عانوا من اضطرابات ما بعد الصدمة، وبينها إصابتهم بالذهول من الضوضاء العالية أو مشاهدة عسكريين، كما أن معظمهم بدوا غير راغبين، أو حتى غير قادرين على اللعب مع أطفال آخرين. وأظهر أكثر من نصف هؤلاء الأطفال تشاؤماً شديداً بمستقبلهم، وأبدوا اعتقادهم بأنهم لن يكونوا سعداء أبداً.
ويتوقع دانيال جرادينارو، منسق منظمة "الكفاح من أجل الحرية" غير الحكومية التي تعمل على الحدود الرومانية، أن يتعرض معظم الأطفال الأوكرانيين الهاربين إلى تمييز لبقية حياتهم بسبب هذه التجربة، و"قد يؤدي الازدحام في مراكز الإيواء الحالية إلى خلق أو تفاقم ضعف النمو على المدى الطويل. وحتى بعد الوصول إلى ملاذ آمن، يواجه الأطفال اللاجئون غالباً المزيد من المآسي، مثل العنصرية والتمييز والعزلة الاجتماعية".

المساهمون