الأسير الفلسطيني فواز بعارة يعاني من السرطان وأمراض القلب وفقدان البصر

03 اغسطس 2022
الأسير الفلسطيني فواز بعارة (العربي الجديد)
+ الخط -

سأل الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي فواز سبع بعارة (50 سنة) ابنته آية (19 سنة): من هذا الشاب الذي يرافقك؟ كان هذا السؤال كفيلاً بأن تدرك الابنة الشابة أن والدها الأسير المريض تراجعت قدرته على الرؤية كثيراً، حتى إنه لم يعد قادراً على تمييز الأشخاص.
كان الشاب المشارك في الزيارة، الابن الأكبر جعفر، الذي لم يزر والده منذ عامين بسبب وقف الزيارات على خلفية انتشار فيروس كورونا. تقول آية بعارة لـ"العربي الجديد": "ارتبكت. لم أعرف بما أجيبه، هل أقول له كيف لا تعرف ابنك؟ قبل أن يتدخل شقيقي قائلاً: كيفك بابا؟ إن شاء الله تكون بخير".
خلال تلك الزيارة في شهر مارس/آذار الماضي، التي استمرت نحو 45 دقيقة، أكد بعارة لنجليه أنه يعاني من المياه الزرقاء في عينيه، وأنه فقد البصر بنسبة تزيد على 90 في المائة، وأن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي ترفض علاجه.
خلال الزيارة التالية في أوائل يونيو/حزيران الماضي، كانت حالة الأسير فواز أسوأ. تقول شقيقته "أم سمير"، لـ"العربي الجديد": "جاء به عدد من الأسرى محمولاً على كرسي. لم يعد يستطيع السير، وعلمنا منهم أنه تعرض لنوبات متتالية أخيراً، وفقد الوعي عدة مرات بعد تفشي السرطان في جسده. حينها بكيت بحرقة".
اعتقل الاحتلال فواز بعارة في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2004، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد المكرر ثلاث مرات، إضافة إلى 35 عاماً، بتهمة تنفيذ عمليات عسكرية أدت إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى الثانية، وبعد ثلاث سنوات من اعتقاله توفيت والدته بعد حرمانها طويلاً زيارته، لسوء وضعها الصحي، كذلك حُرم لقاء والده الذي أنهك المرض جسده.

وللأسير بعارة زوجة وثلاثة أبناء، هم جعفر (25 سنة) وناصر (24 سنة) وآية (19 سنة)، وكانت الأخيرة في عامها الأول حين اعتُقِل، وقد سرقت سجون الاحتلال من عمره 6 سنوات أخرى خلال الانتفاضة الأولى (1987- 1993).


تقول عائلة بعارة إنه بعد سنوات قليلة على سجنه، بدأ يشكو من أوجاع في رأسه ورقبته وصدره، لتبين الفحوص وجود أورام سرطانية، فخضع لعملية جراحية لاستئصال الغدة اللمفاوية، أصيب على إثرها بخلل في حواس البصر والسمع والتذوّق، فلم يعد يسمع بأذنه اليسرى، وفقد جزءاً من نظر العين اليسرى أيضاً، وأُصيب قصور في قدمه اليسرى، كذلك حُرم نعمة التذوق، ولاحقاً ظهر أنه يعاني من ضعف في عضلة القلب، وأجريت له عملية قسطرة، وتركيب بطارية قلب.

تقول شقيقته: "يجب على كل الأحرار والشرفاء التدخل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن فواز لسوء وضعه الصحي، أو على الأقل إنهاء المماطلة في تقديم العلاج اللازم له". وتقول ابنته آية: "بالمختصر، ما بدنا أبوي يرجع لنا في كيس أسود".

ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فإن 23 أسيراً يواجهون الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة، وهم من بين 600 أسير مريض، من بينهم 200 أسير يواجهون أمراضاً مزمنة، وبحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة.
ووفق النادي، فإن أغلب من أُصيبوا بالسرطان والأورام، واجهوا ظروف اعتقال مشابهة، فأغلبهم تعرضوا لعمليات تحقيق قاسية، ومنهم من تعرض لإصابات برصاص الاحتلال قبل الاعتقال، أو في أثناء اعتقاله، وحُجزوا في العزل الانفرادي لسنوات، وأغلبهم احتُجزوا لفترات طويلة في سجون الجنوب مثل النقب، وعسقلان، ونفحة، وإيشل.

 تتعمد إدارة السجون إعلام الأسير بإصابته بعد أن يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة، وشكّلت جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) السبب المركزيّ في استشهاد 73 أسيراً من بين 229 شهيداً للحركة الأسيرة، وكان آخرهم الأسيرة سعدية مطر (68 سنة).

المساهمون