صعّدت الحركة الفلسطينية الأسيرة، اليوم الأحد، خطابها ضدّ إجراءات إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى التضييق على الأسرى، مؤكّدة أنّ كلّ السجون سوف تغلَق يوم غدٍ الإثنين، على أن يُنفَّذ إضراب بعد غدٍ الثلاثاء.
وفي البيان رقم 6 تحت "انتفاضة السجون"، أكّد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أنّه "في ظل هذا العدوان نستمرّ نحن إخوانكم الأسرى وأبناؤكم من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي في انتفاضة السجون، الرافضة لهذا العدوان الغاشم على حقوقنا الأساسية لليوم السادس عشر، وذلك عبر إغلاق الأقسام في كافة السجون يوم الإثنين، وإضراب ليوم واحد في قلاع الأسر يوم الثلاثاء، وسنستمر في رفضنا وبكل الأدوات ومهما كلف ذلك من ثمن، حتى تتراجع إدارة السجون عن هذه الإجراءات التنكيلية الحاقدة".
وقال الأسرى: "نتواصل معكم من زنازين العتمة في سجون العدو الصهيوني؛ الذي سعى للتضييق علينا في أبسط حقوقنا الأساسية بالخروج إلى ساحات السجن، ومنعنا من التعرّض لأشعة الشمس التي نحافظ بها على أجسادنا، وذلك عبر منعنا من الخروج لها إلا لساعة واحدة يومياً، في محاولة للتغطية على فشله الذريع في منع تحرّر أسرى نفق الحرية، وللتنكيل بنا إشباعا لساديّته، وإرضاءً لشارعه الحاقد المتطرّف".
وأكّد الأسرى أنّ انتفاضة السجون انطلقت ولن تتوقف إلا بوقف السجّان عدوانه أو حريتهم التامة، فيما دعوا أبناء الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في الوقفات التضامنية غداً الإثنين أمام مقرّات اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كذلك دعوا طلاب كلّ الجامعات إلى تنظيم أكبر عملية حشد، والانطلاق في مسيرات إلى نقاط التماس في كلّ محافظات فلسطين.
أضاف الأسرى: "نوجّه تحيّتنا إلى أبناء شعبنا في بيتا وكفر قدوم ومسافر يطا والشيخ جرّاح وبيت دجن والنبي صالح، المرابطين على أرضهم والمدافعين بأجسادهم عن حقّنا الأبدي في هذه الأرض، وندعوهم لنصرتنا وتخصيص فعاليات هذا الأسبوع دعماً وإسناداً لانتفاضتنا". وطالبوا الفصائل الفلسطينية كافة بـ"تجسيد الوحدة الوطنية التي يجسّدها الأسرى في قلاع الحرية وفي ساحات المواجهة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
وقد أكّد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي أنّ الأسرى مستمرون في خطواتهم النضالية التي أعلنوا عنها في كلّ السجون، والتي تتمثّل اليوم في الاعتصام في ساحات السجون أو ما يُسمّى بـ"الفورة" ورفض العودة إلى الغرف، احتجاجاً على إجراءات إدارة السجون التي أقرّتها أخيراً.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ إجراءات إدارة السجون تقع من ضمن توصيات اللجنة التي شُكّلت في أعقاب عملية "نفق الحرية"، إذ إنّ إدارة السجون تراجعت كعهدها عن الاتفاق المتمثل بوقف إجراءاتها التنكيلية المضاعفة والتضييقات بحق الأسرى. وقد شكّل الأسرى من كلّ الفصائل لجنة طوارئ وطنية لإدارة المواجهة الراهنة، وتوافقوا على برنامج نضالي تدريجي حتى تحقيق مطالبهم. وأشار النادي إلى أنّ الأسرى ماضون في خطواتهم النضالية، التي سوف تكون مرهونة بردّ إدارة السجون على مطالبهم، وأبرزها وقف ما أقرّته من إجراءات تنكيلية وعقابية.
من جهة أخرى، يواصل المعتقلون الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعددهم نحو 500، مقاطعتهم محاكم الاحتلال لليوم الواحد والخمسين على التوالي، وذلك في إطار مواجهتهم لتلك السياسة الممنهجة والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم تحت شعار "قرارنا حرية".
وفي هذا الإطار، قال نادي الأسير إنّ "المعتقلين الإداريين ومنذ بداية المقاطعة باشروا في خطوات تصعيدية منها مقاطعة مقابلة ضباط مخابرات الاحتلال (الشاباك)، وإرجاع وجبات الطعام، ومؤخّراً مقاطعة المرضى للدواء، وذلك في إطار خطة عمل ستشمل كافة السجون في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري".
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي بلغ 96 أمراً، من بينها 51 أمراً جديداً و45 أمر تمديد، علماً أنّ من بين المعتقلين الإداريين أربعة قصّر، اثنان منهم تجاوزوا سنّ الطفولة في داخل السجن، وأسيرة شابة هي شروق البدن.