قال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، اليوم الثلاثاء، إنّ السلطات الأردنية تحاول قدر المستطاع تسهيل الأمور على المسافرين إلى الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أيمن الصفدي، على تواصل مع الجانبين، الأميركي والإسرائيلي، لتسهيل حركة المسافرين الفلسطينيين.
وأضاف الفراية في تصريحات للصحافيين، خلال تفقّده صباح اليوم جسر الملك حسين (الكرامة أو اللنبي) الذي يقع على بعد حوالى خمسين كلم من العاصمة عمّان، للاطلاع على سير العمل والازدحام هناك، أنّ ثمة مشاكل لوجستية على الجانب الإسرائيلي بشأن جسر الملك حسين، حيث إن المعبر من الجانب الآخر يفتح الساعة 8 صباحاً، وقدوم المسافرين إليه يبدأ مبكراً، ما ينتج منه اكتظاظ.
مشاكل لوجستية
وأوضح أن "المشكلة اللوجستية تتعلق بالقدرة المنخفضة جداً للجانب الإسرائيلي في استقبال المسافرين، وهذا ما يمنع عبورهم جميعاً، معتبراً أن هذه المشكلة ليست عذراً، ويجب أن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها في استيعاب المسافرين الفلسطينيين المتوافدين من الأراضي الأردنية عبر الجسر.
وأشار إلى أنّ الجانب الإسرائيلي يستوعب 80 حافلة فقط على مدار 24 ساعة، بمعدل 4 آلاف مسافر، بينما يوجد على الجسر نحو 7 آلاف، ما يضطر بعض المسافرين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى العودة إلى عمّان.
وتابع: "لم يصلنا شيء رسمي من الجانب الإسرائيلي عن فتح جسر الملك حسين على مدار الساعة، ونطالب بتطبيقه على أرض الواقع إذا كان متاحاً"، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية تسعى لتوفير بيئة مريحة للمسافرين في أثناء وجودهم على المعبر، للحيلولة دون الاصطفاف وتشكيل الازدحامات على شبابيك التذاكر.
اكتظاظ وطول ساعات الانتظار
ولفت الفراية إلى أنه سيوجَد حل لمشكلة الاكتظاظ على جسر الملك حسين قريباً، من خلال تفويج عدد مسافرين بالقدر الذي يستوعبه الجانب الإسرائيلي، حيث سيُنظَّم شراء "تذاكر الدور" مسبقاً من عمّان وضمن عدد محدود يقدَّر بـ4500 مسافر فقط، على أن لا يذهب إلى المعبر إلا حامل هذه التذكرة.
وتأتي هذه الزيارة في ظل شكاوى من اكتظاظ المسافرين وطول ساعات الانتظار، بسبب الزيادة غير المسبوقة في أعداد المسافرين، ذلك بسبب عدة عوامل، منها انقطاع السفر لمدة عامين بسبب أزمة كورونا، وعطلة المدارس، وعودة المغتربين، وفترة الصيف.
وشهد جسر الملك حسين الحدودي مع الأراضي الفلسطينية، عبور 155 ألف مسافر منذ مطلع شهر يوليو/تموز الحالي ولغاية الأحد، وفق تصريحات لمدير إدارة أمن الجسور رأفت المعايطة.
وتوقّع المعايطة أن "ترتفع أعداد المسافرين من 270 ألفاً إلى 300 ألف مسافر بنهاية الشهر المقبل، فيما أشار إلى أن الجسر شهد عبور نحو مليون مسافر منذ مطلع العام الحالي.
خيام مجهزة ومستشفى متنقل
مدير الأمن العام الأردني وجّه بداية الأسبوع الحالي بإقامة 3 خيام مجهزة ومكيفة لاستقبال المسافرين عبر جسر الملك حسين، مع وضع مستشفى متنقل بسعة 12 سريراً ومركبة إسعاف للتخفيف عن المسافرين.
وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، الأحد، إنّ تعليمات صدرت عن مدير الأمن العام بضرورة توفير الإمكانات اللازمة للتخفيف عن المسافرين، ولما يشهده الجسر من حركة نشطة خلال هذه الأيام تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة.
واشتملت التعليمات أيضاً، على توفير المياه الباردة وتثبيت مركبات إسعاف وطواقمها، ومضاعفة عمل كوادر الجسر خلال أوقات العمل الرسمي، لتسهيل مرور المسافرين بأسرع وقت ممكن.
هذا ونقلت مواقع محلية أردنية عن مصدر رسمي لم يعلن اسمه، قوله إن "سبب الاكتظاظ عند جسر الملك حسين، عدم التزام إسرائيل الترتيبات المتفق عليها مع الأردن، التي تقضي بأن يفتح الجسر لمرور المسافرين ما بين الساعة السابعة صباحاً والتاسعة مساءً.
وأضاف أن "إسرائيل لا تلتزم هذه المواعيد، واعتمدت معياراً آخر هو السماح بمرور 80 حافلة فقط، ما سبب ازدحاماً شديداً، وخصوصاً في الفترة الحالية التي تشهد ازدياداً كبيراً في أعداد المسافرين"، مؤكداً أن "الأردن أبلغ إسرائيل ضرورة التزام ساعات العمل المتفق عليها بغضّ النظر عن الأعداد لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها العابرون، خصوصاً في الوقت الحالي الذي يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة".