الأردن: ارتفاع كبير بجرائم القتل الأسرية في النصف الأول من عام 2023

17 يوليو 2023
تشدد "تضامن" على أهمية الالتزام بالقانون لحماية المرأة من العنف الأسري (أرشيف/Getty)
+ الخط -

رصدت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" تنامي عدد جرائم القتل الأسرية التي وقعت في البلاد، خلال النصف الأول من عام 2023، والتي جرى توثيقها بناءً على تصريحات الأمن العام ومرصد "تضامن" الدوري، وبلغت 15 جريمة قتل أسرية ونتجت عنها 16 ضحية منها 12 أنثى و4 ذكور.

وأشارت "تضامن" في تقرير أصدرته، اليوم الاثنين، إلى أن الجرائم التي وقعت داخل الأسرة في النصف الأول من عام 2023 أعلى بكثير من التي وقعت خلال النصف الأول من عام 2022 والتي كانت 6 جرائم فقط.

وبينت "تضامن" أن عدد الجرائم الواقعة على النساء والفتيات أعلى وضعفا الجرائم الواقعة على الذكور، وأن هناك فئة من الضحايا تخضع للابتزاز والخوف من المعتدين أو تكبلها قيود أسرية واجتماعية تمنعها من الإبلاغ عن العنف أو طلب المساعدة مما يعني استمرار العنف وتفاقمه لدرجة قد تصل حد القتل في بعض الحالات.

ولفتت إلى أن بعض البنى الثقافية والاجتماعية قد تفاقم حالة العنف من خلال حالة الصمت التي تتصدر الموقف في حال وقوع عنف داخل الأسرة، وتشدد "تضامن" على أهمية الالتزام بالقانون من حيث إلزامية التبليغ للجهات ذات العلاقة بالاستناد لقانون الحماية من العنف الأسري.

تضامن: الجرائم التي وقعت داخل الأسر في النصف الأول من عام 2023 أعلى بكثير من التي وقعت خلال النصف الأول من عام 2022

وأضافت أن الجرائم الواقعة على النساء والفتيات والتي أدت إلى مقتلهنّ تدل على تعرضهنّ لسلسلة من حلقات العنف الأسري، حيث إن طريقة الجريمة والأدوات المستخدمة من قبل الجاني تشير إلى وجود حالات عنف أسرية سابقة وفي ذات الإطار، هناك عدد من الجرائم تعرضت لها الضحية من قبل الجاني بواسطة الضرب والركل، واستخدام الأدوات الحادة، والبرابيش(خراطيم المياه) وغيرها من الأدوات؛ ومن ثم تفاقمت حالة العنف لتصل للقتل أو التشويه الجسدي والنفسي والعاطفي.

ومن أبرز الجرائم التي جرى رصدها، في 9 مارس /آذار الماضي، وحسب تصريحات أمنية، زوجة توفيت في محافظة العاصمة عمان تحديدًا في منطقة الجويدة، بسبب تعرضها للضرب على يد زوجها مما أدى إلى إصابات راضّة وكدمات ضرب باليد، وركلات بالقدم، وكذلك تعرضها للضرب "بالبربيش (خرطوم المياه) والأدوات الحادة مثل العصا وغيرها".

وتشير أفعال جرمية أخرى إلى استخدام القوة الجسدية من قبل الذكور تجاه الإناث، واستخدام الأدوات الحادة مثل الخنجر والسكين والعيارات النارية، مثال الجريمة التي وقعت في محافظة إربد في 9 مايو/أيار عندما أقدم شاب أربعيني على قتل شقيقته العشرينية بواسطة طعنها بخنجر بمنطقة الرقبة مما أدى إلى وفاتها على الفور.

تضامن: عدد الجرائم الواقعة على النساء والفتيات أعلى وضعفا الجرائم الواقعة على الذكور

وتلفت "تضامن" إلى أن من أبشع الجرائم التي وقعت، قتل أب أربعيني في 12 مايو/أيار ابنته العشرينية في محافظة المفرق بواسطة الحرق بعد سكب مادة البنزين عليها وهي نائمة.

ولا تقتصر جرائم القتل الأسرية عند هذا الحد من القتل المروع فهناك بعض الجرائم نُفذت أمام الأطفال؛ ففي 22 مايو/ أيار قتل رجل زوجته بعشرين طعنة أمام أطفالهما في العاصمة عمان، مستخدما سكينا لتقطيع جسدها حسب ما تم ذكره، وذلك بسبب رفضها العودة إلى بيته.

وترى "تضامن" أن جرائم القتل الأسرية ليست شأنا أسريا بل هي إخلال بأمن وسلامة المجتمع ككل، ومحاربتها مسؤولية مجتمعية بمشاركة الجانب الرسمي والأهلي ومنظمات المجتمع المدني وكل ذي علاقة، وأن مشكلة العنف والعنف الأسري تحديدًا لا تقتصر على إزهاق الأرواح للضحايا بل هي تعصف بكامل كيان الأسرة وأفرادها وتنسحب آثارها الثقيلة والمدمرة على مدار حياة بقية أفراد الأسرة والمحيطين بالضحايا.

وطالبت "تضامن" بوضع خطة وطنية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات، وسياسات، وتشريعات، وبرامج، وخدمات، للحد من دائرة العنف وخاصة ضد المرأة والطفل، بالإضافة إلى التأكيد على التنفيذ الجيد والفاعل واحترام سلطة وسيادة القانون لمنع الإفلات من العقاب تحت أي مسمى أو ذرائع قد يلجأ إليها البعض وعلى رأسها إسقاط الحق الشخصي في جرائم العنف الأسري مع تغليظ العقوبات وضمان الخضوع لبرامج إعادة التأهيل للضحايا والجناة مع الأخذ بالاعتبار طبيعة برامج التدخل لكلا الطرفين.

من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر تحقيقية توقيف أم عشرينية، أمس الأحد، عذبت طفلها البالغ من العمر 8 سنوات بوحشية في محافظة الكرك (جنوب البلاد) بعدما سكبت الماء الساخن على رأسه وجسده، وعمدت إلى ربط قدميه لعدة أيام بجنزير (سلسلة) من الحديد وترك صحن الطعام أمامه دون أن يتمكن من سد جوعه وعطشه.

وبحسب المصدر، كانت الأم الموقوفة قد تزوجت بعمر 14 عاما بإجبار من زوج والدتها، بعد وفاة والدتها، وزوج الفتاة يكبرها بأكثر من 25 عاما، وهو عاطل عن العمل ومن متعاطي المواد المخدرة.

وقال المصدر إن الطفل المعذب يعاني من إصابات بحروق سلقية من الدرجة الثانية، تشمل الرأس ومقدمة العنق، والظهر والصدر، والأطراف العلوية، فيما تبين أن على الحروق علامات التهابية نتيجة عدم معالجتها.

المساهمون