أفادت منى سيف الإسلام، شقيقة الناشط السياسي المصري علاء عبد الفتاح، اليوم الخميس، بأنّه اعتُدي على الأخير بالضرب في سجنه، في حين كان مكبّلاً لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وكتبت في تدوينة أنّ "علاء في خطر، نائب مأمور سجن طرة شديد الحراسة 2 تعدّى عليه بالضرب، ورغم منع المأمور له فضل يحاول يوصل لعلاء عشان يضربه تاني رغم إن علاء كان متكلبش".
وكانت ليلى سويف، والدة الناشط السياسي، قد ذهبت لزيارته، اليوم الخميس، وهذه هي الزيارة الوحيدة للأسرة في خلال شهر مايو/أيار الجاري، علماً أنّ الزيارات تُعَدّ الوسيلة الوحيدة للاطمئنان على علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام في سجنه لليوم الحادي والأربعين على التوالي.
وروت سيف الإسلام تفاصيل الزيارة في تدوينتها نفسها: "ماما لسة خارجة من الزيارة وصوتها قلقان، علاء غضبان. علاء حاول يطلع تريض وقالهم التريض حقي فالنتيجة كانت إن نائب مأمور السجن تعدى عليه وضربه. المأمور صده، لكن نائب المأمور ظل يحاول يضرب علاء ثانية مع ملاحظة إن علاء كان متكلبش -في الأصفاد-. علاء حالياً أي حركة في السجن له ولأي أحد تتم وهم متكلبشين، علاء في خطر حقيقي.. النهاردة اليوم 41 في إضرابه عن الطعام، وفيه ضابط جديد بيخرق القانون وبيمارس عنف تجاهه (نائب المأمور) وبيحاول يعتدي عليه رغم محاولة منعه من الضابط المسؤول عنه (المأمور)، يعني إيه أصلاً".
وقد بدأ علاء عبد الفتاح إضرابه عن الطعام في الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، اعتراضاً على ظروف سجنه المزرية ومنعه من قراءة الكتب والصحف والمجلات أو حتى الحصول على جهاز راديو، فضلاً عن رفضه لكلّ إجراءات القمع والتنكيل التي يتعرّض لها في سجن العقرب شديد الحراسة 2.
Dear @DavidLammy
— Mona Seif (@Monasosh) May 12, 2022
4 days ago I wrote to you about the critical situation of my brother @alaa
We've been waiting for an urgent consular visit to him in prison since December
We just found out he was assaulted by an officer this week
Today is day 41 in his hungerstrike #SaveAlaa
ويواصل علاء عبد الفتاح إضرابه عن الطعام، في حين لم تستجب أيّ من السلطتَين المصرية والبريطانية لمطلبَين سبق أن تقدّم بهما بصفته مواطناً مصرياً حاصلاً على الجنسية البريطانية. المطلب الأوّل كمواطن مصري يتمثّل في انتداب قاضي تحقيقات للتحقيق في كلّ الشكاوى والبلاغات المتعلقة بلّ الانتهاكات التي تعرّض لها منذ يوم خطفه في سبتمبر/أيلول من عام 2019 وحتى يومنا هذا.
أمّا المطلب الثاني كمواطن بريطاني، فيتمثّل في زيارة من القنصلية البريطانية له في سجنه للتداول في المسارات القانونية المتاحة أمامه وتمكينه من التنسيق مع محامي الأسرة في إنكلترا لاتّخاذ الإجراءات القانونية الممكنة أمام القضاء البريطاني الخاصة ليس فقط بما تعرّض له من انتهاكات بل بكلّ الجرائم ضدّ الإنسانية التي شهدها طوال مدّة سجنه.
تجدر الإشارة إلى أنّه، في زيارة منى سيف الإسلام الأخيرة لشقيقها في سجنه، حمّلها رسالة لوالدتهما نصّها: "لو حصل حاجة أنا محتاجك تعرفي إنّي راضي عننا، راضي عن كلّ حاجة العائلة عملتها وراضي على إننا خاصة في وسط جنان السنتين إللي فاتوا تمسّكنا بالمعنى وبإننا نعمل حاجة بجد وتدوم".
ويُعَدّ علاء عبد الفتاح أحد أبرز رموز الثورة المصرية، وهو مبرمج ومدوّن، كان متزوجاً من المدونة والناشطة منال حسن، ابنة مؤسس "مركز القاهرة لحقوق الإنسان" بهي الدين حسن، وله ابن اسمه خالد تيمّناً بشهيد الطوارئ خالد سعيد. وابنه أبصر النور فيما كان والده معتقلاً في فترة حكم المجلس العسكري. ففي عام 2011، كان علاء عبد الفتاح رمزاً لقضية المحاكمات العسكرية للمدنيين التي خرج منها ليمثل أمام المحكمة مرّة أخرى في قضية التظاهر أمام مجلس الشورى في نوفمبر/ تشرين الثاني من 2013، التي تُعَدّ الوقفة الاحتجاجية الأولى الرافضة لقانون التظاهر والداعية إلى إلغائه، وقد طُبّق القانون عليها. كذلك، كان قد سُجن في عام 2006 في فترة حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، على خلفية تضامنه مع اعتصام قضاة "تيار الاستقلال في مصر".