تسود حالة من الاحتقان، اليوم الإثنين، منطقة الرديف، جنوب غرب تونس، بسبب انقطاع المياه لنحو 3 أيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وأغلق محتجون مؤسسات إدارية، كالمعتمدية والبلدية، للتعبير عن غضبهم وتوجيه رسائل لوم إلى السلطات الجهوية بالجهة، مؤكدين أنّ "الحق في الماء يعلو فوق كل المطالب والاستحقاقات الأخرى من تنمية وتشغيل".
وقال عضو تنسيقية الحركات الاجتماعية بالحوض المنجمي، بوبكر العكرمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "المواطنين خرجوا صباح اليوم للتعبير عن غضبهم وأغلقوا البلدية والمعتمدية"، مبيناً أنّ "العطش دفع عدداً من الأهالي للاحتجاج، فالماء انقطع على جميع السكان منذ 3 أيام في الرديف وعدة مناطق أخرى، كبرج العكارمة، ولكنه بدأ في العودة تدريجياً منذ قليل وبنسق بطيء، وبالتالي لم يعد إلى جل المناطق".
وأوضح العكرمي أن هناك "معتمديات، خاصة المرتفعة في الجهة، لم يعد إليها الماء بعدُ، كحي سيدي عبد القادر وأولاد يحي"، مبينا أن "أغلب القنوات جافة ونخشى انقطاع الماء المتكرر"، مشيرا إلى أنّ "الأسباب عديدة ومتشعبة لهذا الانقطاع المتكرر، خاصة في ظل استنزاف المياه في مغسلة الفسفاط، كما أن حالات انقطاع المياه صيفا تتواتر وتستمر لعدة أسابيع، ما يجعل معاناة السكان كبيرة".
وبيّن المتحدث أنّ "منطقة برج العكارمة تُعاني العطش، وهناك بوادر لثورة عطش تلوح في الأفق"، مشيرا إلى أنهم "كتنسيقية وطنية للحركات الاجتماعية سيصدرون بياناً تنديدياً حول هذه المسألة، وهناك تحركات أخرى منتظرة، فموضوع العطش يتصدر المطالب الاجتماعية".
ولفت إلى أنّ "انقطاع الماء مشكلة تعاني منها المنطقة صيفاً، وتم التنبيه في عدة مناسبات إلى ضرورة حل إشكال انقطاع التزود بالمياه، وذلك قبل حلول الصيف، إلى جانب الدعوة للاستعداد للمسألة والعمل عليها، ولكن كثيرا ما كان يتم تجاهل مطالبنا، وأغلب الردود التي تصلنا غير مقنعة"، مبينا أن "مسألة غياب الماء في الحوض المنجمي ستتكرر".
وأكد أنه "لا يمكن التطبيع مع العطش، ولا يمكن العيش دون ماء، وبالتالي لا بد من حلول جذرية لهذه المسألة قبل مزيد من احتقان الوضع جنوبا".