إصابة العشرات من الشرطة البريطانية واعتداء على مسجد في ساوثبورت

31 يوليو 2024
تصدي الشرطة لعنف وشغب في ساوثبورت، 30 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

أصيب قرابة 40 ضابط شرطة خلال مواجهات اندلعت، مساء أمس الثلاثاء، في ساوثبورت شمال غربي إنكلترا، خلال التصدي لتظاهرة شغب شملت اعتداء على مسجد في البلدة التي شهدت عملية طعن متعددة، أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال، وإصابة آخرين قبل يومين.

وجرت محاولة الاعتداء على المسجد في أعقاب مسيرة دعا إليها أنصار اليمين المتطرف للاحتجاج على جريمة قتل الأطفال يوم الاثنين، والتي لم تتضح دوافع منفذها البالغ من العمر 17 عاماً، والذي جرى اعتقاله، فيما استبعدت الشرطة أن تكون الدوافع "إرهابيّة".

وانتشرت دعوات بين أنصار اليمين المتطرف للمشاركة في الاحتجاج، بعد تناقل أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن منفذ جريمة قتل الأطفال مسلم، فيما قالت الشرطة إنه من جنوب كارديف من ويلز. وبدأت المواجهات بعد أن شرع أنصار اليمين المتطرف برشق عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات، كما أحرقوا سيارة للشرطة واستهدفوا شرطياً بالمفرقعات.

وقالت خدمة الإسعاف في شمال غرب البلاد، إن تسعة وثلاثين ضابط شرطة أصيبوا بجروح، ونقل 27 منهم إلى المستشفى. وأفادت شرطة ميرسيسايد أن ثمانية ضباط أصيبوا بجروح خطيرة بما في ذلك الكسور والجروح وكسر الأنف وارتجاج في المخ. وأصيب ضباط آخرون بإصابات في الرأس وأخرى خطيرة في الوجه، وفقد أحدهم وعيه.

كما أصيبت ثلاثة كلاب بوليسية، اثنان بجروح في الساق بسبب إلقاء الطوب عليهما، وثالثة تعاني من حروق في ساقها الخلفية. وفي أعقاب أعمال الشغب، أصدرت الشرطة أمراً لمدة 24 ساعة بموجب المادة 60 يمنح الضباط سلطات أكبر للتوقيف والتفتيش، وأمر تفريق بموجب المادة 34، ويسمح لها بمصادرة أي عنصر، بما في ذلك المركبات المستخدمة لارتكاب سلوك معاد للمجتمع، فضلاً عن القدرة على إخبار الناس بمغادرة المنطقة.

وقال رئيس الحكومة البريطاني كير ستارمر، إن أولئك الذين قاموا بأعمال شغب في ساوثبورت ليلة الثلاثاء "سيشعرون بالقوة الكاملة للقانون" بعد إحراق مركبات الشرطة وإلقاء صواريخ المفرقعات على الضباط. ووصف ستارمر المحتجين بأنهم "اختطفوا وقفة احتجاجية للضحايا بالعنف والبلطجة"، و"أهانوا المجتمع وهو حزين".

وكان من المقرر أن يبدأ الاحتجاج في الساعة 8 مساءً، لكن الشوارع بدأت تمتلئ قبل ذلك الوقت، حيث تحولت المشاهد بسرعة إلى العنف بحسب ما نقلته الشرطة. وتحصن المتظاهرون في شارع جانبي، وسحبوا صناديق القمامة من حانة ووحدة صناعية لتوفير المزيد من الصواريخ لرميها على الشرطة.

وهاجم آخرون مسجداً قريباً، وألقوا الطوب عبر النوافذ، وفي وقت لاحق، مع حلول الظلام، قامت مجموعة من الرجال بتمزيق ممر للسيارات لتسليح أنفسهم بالحجارة لرميها على الشرطة، بينما حاولت مجموعة أخرى على الجانب الآخر من الطريق اقتحام متجر على الزاوية.

وقالت الشرطة إن العنف يُعتقد أنه شمل أنصار رابطة الدفاع الإنكليزية، وهي حركة يمينيّة متطرفة معروفة بمعاداتها للمسلمين. وقالت شاهدة عيان لبرنامج راديو 4 توداي على "بي بي سي"، إن "أعمال الشغب" كانت "بقيادة أشخاص من خارج البلدة".

إدانة للعنف والرعب في ساوثبورت

واعتبر النائب عن بلدة ساوثبورت باتريك هيرلي، أن "البلطجية" هم المسؤولون عن أعمال العنف التي أدت إلى إصابة 39 ضابط شرطة، ووصف أعمال العنف القريبة من المسجد بأنها "مروعة". وأضاف هيرلي أنه من "المستهجن" أن يجد رجال الشرطة البريطانية الذين كانوا في اليوم السابق يعتنون بالضحايا المصابين أنفسهم "يتعرضون للرشق بالطوب من قبل هؤلاء البلطجية" الذين "اختطفوا حزن البلدة والعائلات".

وشهدت بلدة ساوثبورت يوم الاثنين، عملية طعن مروعة استهدفت ورشة رقص للأطفال، أسفرت عن مقتل ثلاث فتيات هن أليس داسيلفا أجيار، تسع سنوات، وبيبي كينج، ست سنوات، وإلسي دوت ستانكومب، سبع سنوات. كما أصيب ثمانية أطفال آخرين بجروح طعن وترك خمسة في حالة حرجة، إلى جانب بالغين أصيبا بجروح خطيرة أيضاً.

في صباح يوم الأربعاء، تحدث المجلس الإسلامي البريطاني عن الفتيات الثلاث اللاتي قُتلن، قبل أن يدين "المشاهد المروعة لمثيري الشغب من اليمين المتطرف وهم يركضون خارج مسجد". ووصف ما حدث بأنه ردة فعل عنيفة معادية للإسلام بدأت بإشاعة كاذبة على الإنترنت.

وقالت الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، زارا محمد: "في وقت المأساة الكبرى والخسارة والحداد، يجب أن نقف بحزم ضد قوى الكراهية والانقسام الساخرة. هذا لا يمثل بريطانيا المتنوعة وشعب ساوثبورت".

وأدانت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، المعلومات المضللة على الإنترنت في وقت سابق. وقالت إنه أمر "مروع" أن يواجه ضباط الشرطة في ساوثبورت هجمات من "البلطجية في الشوارع الذين لا يحترمون المجتمع الحزين"، مضيفة "إنه عار تام".