إصابات متزايدة لأطفال سورية بسوء التغذية

16 مارس 2023
زاد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد عام 2022 (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -

لا تنفع محاولات سوزان لتهدئة ابنتها البالغة من العمر ثلاثة أشهر، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أن بكاءها زاد أخيراً، وقد أخبرها الطبيب بأنه ناجم عن جوع، ووصف لها حليباً اصطناعياً، إلا أن أحوال زوجها المادية لا تسمح لها بشراء الحليب، تضيف أنها تحاول الاعتماد على ماء الأرز والنشاء لتغذيتها، إلا أنها تستمر بالبكاء، وتخشى إصابتها بسوء التغذية.   من جهته، يقول والد سامر، الذي يبلغ من العمر ست سنوات، والنازح من ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد"، إن بنية جسد طفله أصغر من أقرانه، وقد أرّقه الأمر، ليخبره الطبيب بأنه مصاب بسوء تغذية أثر على نمو عظامه. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قد حذرت في بيان، أمس الأربعاء، من أن سنوات الحرب والنزاع الطويلة التي عاشتها سورية تركت ملايين الأطفال في خطر الإصابة بسوء التغذية. وقال البيان: "استمرت الأعمال العدائية بلا هوادة في عدة أجزاء من البلاد وخصوصاً في شمال غرب سورية، ولا تزال الانتهاكات الجسيمة بحقوق الأطفال مستمرة. وبحسب التقديرات، فإن أكثر من 609.900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم الذي ينجم عن نقص التغذية المزمن، ويسبب أضراراً بدنية وعقلية للأطفال قد لا تعالج، الأمر الذي يؤثر على تعليمهم وإنتاجيتهم في وقت لاحق من مراحل حياتهم.

وزاد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد عام 2022، والذين ترواح أعمارهم ما بين ستة أشهر و59 شهراً، بنسبة 48 في المائة، مقارنة بالأعداد المسجلة عام 2021. وتقول المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خُضُر: "بعد سنوات من الصراع، وزلزالين كارثيين، أصبح مستقبل ملايين الأطفال معلقاً بخيط رفيع. إنها مسؤوليتنا الجماعية أن نؤكد للأطفال أن مستقبلهم هو أولويتنا أيضاً"، تضيف أن العمل الإنساني من أجل الأطفال في سورية أصبح أكثر إلحاحاً بعد الزلزال، إذ زادت حاجة التمويل الفورية المنقذة للحياة إلى 172.7 مليون دولار، وذلك لمساعدة 5.4 ملايين شخص، منهم 2.6 طفل، من المتضررين بالزلزال.

المساهمون