"أونروا" تعلن بدء إرسال مساعدات لمحافظتي غزة والشمال منذ أسبوع

02 يناير 2024
المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة لا تلبي احتياجات السكان (Getty)
+ الخط -

أعلن متحدث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، اليوم الثلاثاء، بدء إدخال مساعدات لمحافظتي غزة والشمال في القطاع منذ أسبوع، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الهدنة المؤقتة التي استمرت أسبوعاً، وانتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2023.

وفي تصريح لـ"الأناضول"، قال أبو حسنة: "بدأنا إدخال المساعدات الإنسانية إلى محافظتي غزة والشمال، منذ نحو أسبوع لأول مرة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية في 1 ديسمبر الماضي". وأضاف أن "متوسط أعداد الشاحنات التي تدخل يومياً منذ نحو أسبوع يقدّر بحوالي 5-7 شاحنات، محمّلة بمواد غذائية".

"أونروا": المساعدات لا تلبي شيئاً من احتياجات السكان

وأكد متحدث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن هذه المساعدات "لا تلبّي شيئاً من احتياجات سكان محافظتي غزة والشمال"، لافتاً إلى أن "عشرات الآلاف منهم يتضوّرون جوعاً". كما بيّن أن المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة بشكل عام "لا تلبّي 7 بالمائة من احتياجات السكان من جميع المستلزمات الغذائية والإغاثية".

وفي السياق، قال أبو حسنة إنه "جرى تعليق إدخال المساعدات ليوم واحد الأسبوع الماضي، جراء تعرّض القافلة لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي". وتابع: "لكننا مستمرون بإدخال هذه المساعدات في الأيام المقبلة، وسنحاول أن نزيد الكمية".

وأشار أبو حسنة إلى أنه "لا بديل أمام الوكالة الأممية إلا مواصلة إدخال المساعدات رغم تعرض قوافلها لإطلاق النار".

والسبت، قالت "أونروا"، في بيان مقتضب، إن حافلاتها "تعرضت لإطلاق النار"، لكنها ستواصل العمل، مؤكدة أنه "لا يمكننا التراجع". وأضافت آنذاك: "جرى إدخال المساعدات لمناطق شمال قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، لكننا توقفنا بالأمس بعد إطلاق النار على طواقمنا".

بدوره، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عودة "أونروا" للعمل في محافظتي غزة والشمال "قراراً متأخراً، لكنه صحيح وجريء".

وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، لـ"الأناضول": "منذ أن أعلنت الأونروا استجابتها لمطالب جيش الاحتلال وخرجت من محافظتي غزة والشمال، وتوجهت للعمل فقط نحو محافظات جنوب وادي غزة؛ ونحن نطالبهم بضرورة التراجع عن تلك الاستجابة".

وأوضح أن إسرائيل أرادت من وراء مطالبها تلك "تأزيم الواقع الإنساني في المحافظتين، في إطار خطتها الرامية لتهجير سكانها إلى الجنوب".

ودعا الثوابتة "أونروا" إلى "عدم الاستجابة إلى التهديدات الإسرائيلية حتى لو جرى إطلاق النار على قوافلها التي تتجه نحو الشمال". وطالبها أيضاً بـ"مضاعفة حجم مساعداتها إلى المناطق الشمالية من القطاع لتتناسب مع حاجة الناس الهائلة لها بشكل عاجل ومكثف، في ظل الحديث عن مجاعة ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء".

واعتبر الثوابتة منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لمحافظتي غزة والشمال "كارثة وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".

ومنذ بداية الحرب البرية على القطاع، تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على مدينة غزة، وتمنع التنقل منها وإليها، ضمن حصار تفرضه على القطاع منذ 2006، وشددته منذ بداية الحرب الأخيرة.

وأشار المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن "حكومة غزة أطلقت عشرات التحذيرات الإنسانية بشأن الأوضاع في القطاع، خاصة في محافظتي غزة والشمال، حيث الوضع كارثي وسيئ بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال". وناشد بضرورة "فتح جميع المعابر، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم (جنوب)، بشكل فوري وعاجل لتوسيع نطاق العمل الإغاثي، وتسريع وصول المواد الأساسية والغذائية والتموينية إلى الأسواق والمحال التجارية".

في 12 ديسمبر 2023، أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم (التجاري) لأول مرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لتفتيش شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع عبر معبر رفح البري.

وقال الثوابتة إن "السكان بحاجة سريعة للإنقاذ والإغاثة ولتلبية احتياجات المياه والصرف الصحي وإعادة تأهيل البنية التحتية ووحدات تحلية المياه". وأشار إلى أهمية "إعطاء الأولوية لتوفير الملابس الدافئة والبطانيات، وغيرها من المواد الشتوية للسكان بالتزامن مع اشتداد فصل الشتاء".

إلى جانب ذلك، طالب الثوابتة بإدخال "الوقود إلى قطاع غزة، حيث يعد العمود الفقري لإنجاح عمليات الإغاثة الإنسانية بشكل كامل لأهالي القطاع". وتابع: "توفير الغذاء والماء والدواء، وكذلك إزالة آثار الكارثة الإنسانية الحقيقية ومحاولة تجاوزها؛ يحتاج إلى توفير الوقود وبشكل مستمر ووافر".

ولفت إلى أن "التقديرات الأولية تشير إلى حاجة القطاع لنحو مليون لتر من الوقود يومياً، لتجاوز تداعيات الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب". وحمّل الثوابتة "المجتمع الدولي والولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال".

"أونروا": مراكزنا تأوي 4 أضعاف طاقتها من النازحين بغزة

من جهة أخرى، أعلنت "أونروا"، الثلاثاء، أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء التابعة لها في مناطق وسط وجنوبي قطاع غزة هرباً من الغارات الإسرائيلية في مناطق سكنهم يعد "أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية".

وأضافت الوكالة، في بيان، أن "متوسط عدد النازحين في ملاجئ أونروا التي تقع في مناطق الوسط والجنوب أكثر من 12 ألف نازح، وهو أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية"، موضحة أن إجمالي "أعداد النازحين الذين يلتجئون لـ155 منشأة تابعة لها بلغ نحو 1.4 مليون نازح".

وبيّنت أن "حوالي 400 ألف شخص آخرين يعيشون بالقرب من هذه الملاجئ"، لافتة إلى أنهم "يحصلون على الخدمات التي تقدمها أونروا"، مشيرة إلى تعرض نحو "60 منشأة تتبع لها لإصابات مباشرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، و68 منشأة أخرى لأضرار جانبية". ولفتت إلى أن التقديرات الأولية تفيد "بمقتل ما لا يقل عن 314 نازحاً، كانوا يلتجئون في مراكزنا، فضلاً عن إصابة ألف و129 آخرين".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية، فر مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف في مناطق سكنهم، في أرقام قدرها المكتب الإعلامي الحكومي بنحو 1.9 مليون نازح من أصل 2.3 مليون فلسطيني يسكنون القطاع.

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر إغلاق المعابر الواصلة بين قطاع غزة والعالم الخارجي، فيما يجري فتح معبر رفح بشكل جزئي لدخول مساعدات محدودة، وخروج عشرات المرضى والمصابين، وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.

وسمحت إسرائيل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، ضمن هدنة استمرت أسبوعاً بين الفصائل بغزة وإسرائيل، جرى التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية أميركية، تخللتها صفقة تبادل أسرى.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 22 ألفاً و185 شهيداً، و57 ألفاً و35 إصابة، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول)

المساهمون