كشفت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّ المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في فبراير/ شباط الجاري انخفضت بنسبة 50% مقارنة بما كانت عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي، مع استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة لليوم 146.
ويأتي ذلك وسط حملة تُشَنّ على وكالة أونروا، حُرمت خلالها من مساهمات مالية كانت تقدّمها دول أساسية، وذلك على خلفية اتهامات لم تقدّم إسرائيل أيّ دليل أو شكوى مكتوبة حولها حتى الآن. لكنّ تلك الادعاءات كانت كافية لتهديد عمل الوكالة الأممية التي يتّكل عليها الفلسطينيون في قطاع غزة بمعظمهم، ولا سيّما أنّها المشغّل الأوّل فيه، بالإضافة إلى أنّها تقدّم الخدمات الطبية لهؤلاء وتوفّر التعليم للأطفال، وغير ذلك من الأمور الحياتية الأساسية.
وأوضحت وكالة أونروا، في تقريرها الدوري الأخير الذي يتناول الوضع في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، أنّها "غير قادرة على الوصول بأمان إلى شمال القطاع ولا إلى أجزاء من جنوبه". وأضافت أنّ "قوافل المساعدات ما زالت تتعرّض لإطلاق النار والسلطات الإسرائيلية تمنع الوصول (وصول الفلسطينيين في القطاع) إليها".
🔹Unable to reach north #Gaza & parts of south Gaza safely. Aid convoys reportedly continue to come under fire & denied access by Israeli Authorities
— UNRWA (@UNRWA) February 28, 2024
🔹50% reduction in supplies entering compared to January
🔹44% of @UNRWA schools directly hit or damagedhttps://t.co/L0pkBwbnzI pic.twitter.com/MQ59S6jIku
كذلك، أفادت الوكالة الأممية بأنّ "44% من مدارس أونروا أُصيبت أو تضرّرت بصورة مباشرة" في القصف الإسرائيلي على القطاع.
في سياق متصل، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنّها ما زالت تتسلّم تقارير تفيد بأنّ القوات الإسرائيلية تطلق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية في مدينة غزة ، شمالي القطاع.
يُذكر أنّ العدوان الذي تشنّه آلة الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة متواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتقترب حصيلة الشهداء من 30 ألفاً، إذ إنّ وزارة الصحة في غزة أعلنت، قبل ظهر اليوم الأربعاء، أنّها سجّلت 29 ألفاً و954 شهيداً، في حين بلغ عدد الجرحى 70 ألفاً و325 جريحاً، إلى جانب أكثر من سبعة آلاف مفقود.
وكان المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني قد نشر، مساء الأحد الماضي، تدوينة أوضح فيها أنّ المرة الأخيرة التي تمكّنت في خلالها وكالته من إيصال مساعدات غذائية إلى شمالي قطاع غزة كانت في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبحسب نتائج فحوص خاصة بسوء التغذية أجرتها أخيراً منظمات شريكة في مجموعة التغذية (تابعة للأمم المتحدة)، ثمّة زيادة كبيرة في نسبة سوء التغذية الحاد العام لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستّة أشهر و59 شهراً.
وقد وصل سوء التغذية الحاد العام إلى 16.2%، وهي نسبة تتخطّى العتبة الحرجة التي تحدّدها منظمة الصحة العالمية عند 15%.
"Children who have signs of malnutrition will start treatment & weekly follow ups"
— UNRWA (@UNRWA) February 28, 2024
As high risk malnutrition grips children aged 6 months - 5 years and continues to rise, @UNRWA teams are providing fortified nutritional supplements in our health clinics across the📍#GazaStrip pic.twitter.com/0kNtphvkCR
وبيّنت وكالة أونروا، في تقريرها الأخير نفسه، أنّ الغارات الجوية المتزايدة في رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، بما في ذلك المناطق السكنية، فاقمت المخاوف التي من شأنها أن تزيد من عرقلة العمليات الإنسانية التي تأتي في الأساس فوق طاقتها. وشرحت أنّ نحو 1.5 مليون شخص يسكنون اليوم في رفح، أي ستة أضعاف عدد السكان مقارنة بما كانت عليه الحال قبل السابع من أكتوبر، فيما قدّرت عدد النازحين في القطاع بـ1.7 مليون.
يُذكر أنّه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أي بعد شهر واحد وعشرة أيام فقط من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت وكالة أونروا أنّ الفلسطينيين في شمال قطاع غزة صاروا "على حافة المجاعة ولا ملاذ يأوون إليه" في ظلّ الحرب المتواصلة.
(الأناضول، العربي الجديد)