قالت الحكومة الأوكرانية، السبت، إن القوات الروسية التي تستهدف مدينة ماريوبول الساحلية، قصفت مسجداً يؤوي عشرات الأشخاص، بينهم أطفال، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات نتيجة قصف المسجد.
غير أن رئيس جمعية مسجد سليمان في ماريوبول، اسماعيل حاجي أوغلو، أكّد عبر محطة "خبر ترك"، بعد ظهر السبت، أن "الحيّ تعرّض لإطلاق نار لكن المسجد لم يُستهدف".
وقال عبر انستغرام: "الروس يقصفون المنطقة التي تقع على بعد كيلومترين من المسجد، وسقطت قنبلة على بعد 700 متر من المسجد. 30 مدنيًا تركيًا تواجدوا داخل المسجد، منهم أطفال، ويوجد 86 تركيًا في مدينة ماريوبول حتى الساعة تحاول جمعية المسجد جمعهم، والجمعية حاولت أربع مرات إجلاء الأتراك من خلال تشكيل قافلة، لكن الروس لم يسمحوا بالمرور عبر الحواجز. سنحاول مرّة خامسة".
وقالت السفارة الأوكرانية في تركيا، إن مجموعة من 86 مواطناً تركياً، من بينهم 34 طفلاً، كانوا من بين الأشخاص الذين التمسوا الأمان في مسجد السلطان سليمان القانوني وزوجته روكوسولانا.
وشهدت ماريوبول بعض أكبر البؤس من الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث أحبطت القذائف المتواصلة المحاولات المتكررة لجلب الطعام والماء وإجلاء المدنيين المحاصرين.
وأمس الجمعة، تجاوز عدد قتلى ماريوبول 1500 في 12 يوماً من الهجوم، حسب مكتب رئيس البلدية، الذي أكد أن القصف أجبر أطقم العمل على التوقف عن حفر الخنادق من أجل مقابر جماعية، وبالتالي "لا يجري دفن الموتى".
Mariupol'de Rus saldırısı sonrası ölen Ukraynalı siviller toplu mezarlara gömülüyor#Mariupol #RusyaUkrayna pic.twitter.com/oPexY6HfuD
— Cerrah_Turk (@CerrahTurk) March 12, 2022
وأثارت غارة على مستشفى للولادة في المدينة، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، غضباً دولياً، ومزاعم بارتكاب جرائم حرب.
قصفت القوات الروسية أكثر من عشرة مستشفيات منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتعرضت مستشفيات، من بينها مركز لعلاج السرطان، وعيادة لطب العيون في مدينة ميكولاييف الساحلية (جنوب)، لقصف ليل الجمعة السبت، وقال رئيس المستشفى، دميترو لاغوشيف: "قصفوا مناطق مدنية ليس فيها أي أهداف عسكرية. يوجد مستشفى هنا ودار أيتام وعيادة لطب وجراحة العيون".
ولم يكن في مركز السرطان أي مرضى أو طواقم صحية وقت الضربات، لكن عدداً غير معروف من المرضى كانوا في عيادة العيون. وقالت مسؤولة العيادة كاسيميرا ريلكوفا: "أمضينا الليل في القبو، الجميع كانوا يرتجفون. المرضى كانوا مذعورين".
وأفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية بأنه انتُشِلَت جثث خمسة أشخاص من مبنى سكني أصيب بقصف في خاركيف، هم امرأتان ورجل وطفلان.
والتُقطت صور جديدة بالأقمار الصناعية لقصف مدفعي على مناطق سكنية بين الروس والعاصمة، وأظهرت الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولجيز" ومضات ودخاناً من فوهات المدافع الكبيرة، بالإضافة إلى الحفر المخلّفة عن القذائف، وحرق منازل في بلدة موشون، خارج كييف.
في قرية مدمرة شرق العاصمة، تسلق قرويون الجدران المهدمة، وعلّقوا شرائط معدنية في بقايا قاعة مسبح ومطعم ومسرح دمرتها القنابل الروسية. وقال إيفان ميرزيك (62 سنة)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خلق هذه الفوضى، معتقداً أنه سيكون مسؤولاً هنا".
في درجات الحرارة التي تنخفض إلى ما دون درجة التجمد، ينشر القرويون بسرعة غلافاً بلاستيكياً أو خشباً رقائقياً مسمراً فوق نوافذ منازلهم المحطمة.
ظهر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل مصور لتشجيع شعبه على مواصلة القتال، وقال إن السلطات تعمل على إنشاء 12 ممراً إنسانياً، وتحاول ضمان وصول الغذاء والدواء والأساسيات الأخرى إلى الناس في جميع أنحاء البلاد.
واتهم زيلينسكي روسيا باختطاف عمدة مدينة ميليتوبول، ووصف الاختطاف بأنه "مرحلة جديدة من الإرهاب".
واستهدفت غارات جوية روسية لأول مرة دنيبرو، وهي مركز صناعي رئيسي في الشرق، ورابع أكبر مدينة في أوكرانيا، ويقطنها نحو مليون شخص.
في صور نشرتها وكالة الطوارئ الأوكرانية في أعقاب الغارات، كان رجال الإطفاء يقاومون النار في مبنى مشتعل، وتناثر الرماد على ركام ملطخ بالدماء، وتصاعد الدخان فوق خرسانة مهشمة، حيث كانت مباني قائمة في السابق.
في غضون ذلك، قال المسؤول السياسي للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تلقت تقارير موثوقة عن استخدام القوات الروسية للقنابل العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان. تنشر هذه القنابل متفجرات أصغر على مساحة واسعة، وهي محظورة في المدن والبلدات بموجب القانون الدولي.
(أسوشييتد برس)