استمع إلى الملخص
- **التحديات الأمنية وتأثيرها على جهود الإغاثة**: القصف المستمر يعوق إدخال اللقاحات ويمنع منظمات الإغاثة من إيصال الإمدادات الحيوية، مما يعقد تلقيح أكثر من 600 ألف طفل.
- **الأبعاد الإقليمية لشلل الأطفال**: شلل الأطفال يمكن أن ينتشر خارج غزة، والتحدي الأساسي هو "المشكلة الأمنية". دعت سايح إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
حذّرت رئيسة قسم سياسة المساعدات الإنسانية في منظمة "أنقذوا الطفولة" الدولية، ألكسندرا سايح، من أن يؤدي شلل الأطفال إلى "إعاقة جماعية" إذا لم يُعالج المرض الذي بدأ يتفشى في غزة. وأشارت إلى أهمية إطلاق حملة لقاحات واسعة النطاق، ووقف إطلاق النار عقب اكتشاف أول حالة شلل أطفال في غزة بعد 25 عاما.
وأكدت أن الحالة الأولى لشلل الأطفال التي ظهرت في 16 أغسطس/ آب الحالي كانت "نتيجة مباشرة للإخفاق في إيصال المواد الأساسية إلى غزة وتدمير البنية التحتية، نتيجة للحظر المنهجي الذي تفرضه إسرائيل على المساعدات الإنسانية". ولفتت إلى اكتظاظ مراكز الإيواء التي يلجأ إليها الناس، وتفشي أمراض وبائية مختلفة، لا سيما التهاب الكبد الوبائي (أ)، في الأشهر القليلة الماضية، وآخرها مرض شلل الأطفال.
شلل الأطفال في غزة ومخاطر التفشي
وذكرت مسؤولة منظمة "أنقذوا الطفولة" التي تتخذ من لندن مقرا لها أن المفاوضات مستمرة لإدخال لقاحات شلل الأطفال إلى غزة، و"لكن بسبب القصف لا يستطيع العاملون في مجال الرعاية الصحية تقديم هذه اللقاحات"، مشيرة إلى خطورة نقل الفيروس لعدد أكبر من الأطفال في حال تأخر اللقاحات. وقالت: "في كل ساعة تتأخر اللقاحات، سنرى أطفالا معرضين للخطر. يمكن أن يسبب فيروس شلل الأطفال شللا كاملا في غضون ساعات قليلة".
الاحتلال الإسرائيلي يمنع منظمات الإغاثة بشكل "منهجي" من إيصال الإمدادات الحيوية لعلاج أطفال غزة
وأضافت: "من المقرر تلقيح أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة، وما زلنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار". مردفة: "إذا لم يُسمح بذلك، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة جماعية للأطفال". كما نبهت إلى الصعوبات المختلفة في تلقيح الأطفال في غزة، منها "نزوح الأطفال المستمر مع أهاليهم لإنقاذ أنفسهم".
شلل الأطفال عابر للحدود
وأوضحت سايح خطورة الوضع بقولها: "إذا كان هناك وباء واسع النطاق، فإن الأطفال خارج الحدود سيتأثرون أيضا"، مشيرة إلى أن "عدم وجود مكان آمن في غزة سيجعل عملية إعطاء اللقاح صعبة". وقالت: "شلل الأطفال لا يعرف حدودا. وإذا كان هناك وباء واسع النطاق، فلن يؤثر على الأطفال في غزة فقط، بل أيضا على الأطفال خارج حدود غزة وفي المنطقة"، لافتة إلى أن التحدي الأساسي الذي تواجهه منظمات الإغاثة الدولية في المنطقة هو "المشكلة الأمنية"، مضيفة: "لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، ولا يوجد مكان آمن لعمال الإغاثة. في الأشهر العشرة الماضية وصل إلى غزة أكثر من 280 من عمال الإغاثة، معظمهم من الفلسطينيين".
وأكدت أن منظمات الإغاثة تُمنع بشكل "منهجي" من إيصال الإمدادات الحيوية، وأن منظمة "أنقذوا الطفولة" تنتظر منذ أربعة أشهر تسليم الإمدادات الطبية الحيوية إلى المنطقة لعلاج الأطفال، موضحة أن الاحتلال الإسرائيلي رفض إدخال كثير من المعدات من أجهزة تنقية المياه والمولدات وأجهزة الأشعة السينية إلى القطاع عبر نقاط العبور في الأشهر القليلة الماضية، معربة عن دهشتها من صور الإصابات في غزة، والأضرار التي لحقت بأجساد الأطفال بسبب الأسلحة المتفجرة، قائلة: "عملت في جميع أنحاء العالم. وهذا أمر مرعب حقا. لا يُقتل الأطفال فحسب، بل يُقتلون بأبشع الطرق الممكنة، حيث يتم تمزيقهم إربا". وأضافت: "يُضطر الأهالي إلى جمع أشلاء أطفالهم. وكل ذلك يتم باستخدام أسلحة من مصادر أجنبية". وأكدت أنه لهذا السبب دعا كثير من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة أنقذوا الأطفال، الحكومات إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن اكتشاف أول حالة شلل أطفال في قطاع غزة يوم 16 أغسطس الجاري. وقال وزير الصحة ماجد أبو رمضان: "إن اكتشاف حالة واحدة لشلل الأطفال في قطاع غزة يعني أنه قد يتكون هناك مئات الحالات التي لم تُكتشف بعد".
كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق إزاء ظهور حالة شلل أطفال في غزة بعد 25 عاما، وأشارت إلى أن تسلسل الجينوم أكد أن الفيروس مرتبط بـ "فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني"، الذي اكتُشف في عينات بيئية جُمعَت من مياه الصرف الصحي بغزة في حزيران/ يونيو الماضي.
(الأناضول، العربي الجديد)