أمطار غزة تُغرق الخيام وتمنح العطشى قطرات للحياة

06 فبراير 2024
حذرت أونروا من موت عدد أكبر من أهالي غزة، بسبب نقص المياه (محمد عابد/فرنس برس)
+ الخط -

تجمّع صغير لمياه راكمتها الأمطار في شارع طيني شماليّ قطاع غزة، بات مصدر الشرب الوحيد لأسرة الفلسطيني تامر كسكين، في ظل المجاعة والنقص الحادّ بمياه الشرب، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ أكثر من 120 يوماً.

في لحظة عطش شديد عاشها الطفل عبد السلام كسكين، لم يجد أمامه سوى تجمّع لمياه الأمطار ليروي عطشه، قرب منزله المدمر في حيّ "المخابرات" الذي دمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية منازله وبنيته التحتية.

مشهد الطفل الفلسطيني، كان ملفتا، وهو يجلس على ركبتيه ويحني رأسه أمام تجمع المياه الصغير ليشرب

مشهد الطفل الفلسطيني كان لافتاً، وهو يجلس على ركبتيه ويحني رأسه أمام تجمّع المياه الصغير قبل أن تغوص يداه الصغيرتان برفق شديد فيه، ويخرجهما تحملان كمية قليلة من المياه العكرة ليرتشفها سريعاً قبل أن تتساقط قطراتها بنية اللون.

يقول عبد السلام، بعد أن جفف يديه من المياه الطينية: "أسير منذ ساعة كاملة من مخيم جباليا الذي نزحنا إليه وصولاً إلى منطقة المخابرات، لنتفقد منزلنا بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة قبل أيام"، مضيفاً: "وصلنا إلى هنا متعبين للغاية، واكتشفنا أن منزلنا دمرته الدبابات الإسرائيلية".

ويتابع: "كنت أشعر بعطش شديد والمياه المتوافرة في المدينة ملوثة بشكل عام، فشربت من تجمّع مياه الأمطار هذا. قد تكون مياه الأمطار أفضل من تلك التي نحصل عليها من الآبار التي تمتزج مياهها بالصرف الصحي"، شارحاً: "شربت بيدي القليل من المياه حتى أستطيع العودة إلى المخيم، فمنزلنا مدمر ولا يمكننا العيش هنا".

الأمطار تروي عطش سكان غزة

المشهد لم يكن وليد صدفة، فوالد عبد السلام، تامر كسكين (50 عاماً) يعمل منذ أيام على الاستفادة من مياه الأمطار ليحولها إلى مصدر شرب رئيسي لأفراد أسرته، قائلاً: "بركة مياه الأمطار أقوم بتصفيتها من الأتربة والشوائب ليشرب أطفالي منها، هذه ليست المرة الأولى".

ويضيف: "لا تتوافر لدينا مياه، وعلينا الوقوف في طوابير طويلة للحصول على غالون واحد (18 لتر) من المياه المالحة"، موضحاً: "أنا أفضّل مياه الأمطار، فمذاقها عذب أكثر من تلك المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي التي نحصل عليها من الآبار".

ويشرح كسكين طريقة استفادته من مياه الأمطار، قائلاً: "أحضر وعاءً صغيراً أجمع فيه مياه الأمطار وأقوم بتصفيتها بقطعة قماش من الأتربة والشوائب ليشرب أطفالي وزوجتي".

ويتابع: "مياه الأمطار أغرقت خيامنا، ولكنها روت ظمأ أطفالي أيضاً، لا نملك الكثير من الخيارات حتى نعيش، ومياه الأمطار أحد الخيارات القليلة هذه الأيام حتى نروي بها عطشنا".

من جانبها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، من "موت عدد أكبر من سكان قطاع غزة بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، وانتشار الأمراض"، مضيفة عبر منصة إكس: "سلّمت فرقنا نحو 20 مليون لتر من المياه لسكان غزة، لكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات".

وتوقعت أونروا "موت عدد أكبر من أهالي غزة، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، وانتشار الأمراض"، مختتمة بالقول إن "الظروف غير إنسانية، ويكافح سكان غزة من أجل البقاء دون أي من الأساسيات".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الثلاثاء "27 ألفاً و585 شهيداً و66 ألفاً و978 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وسبّبت "دماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون