أمراض نسائية صامتة... تعرّفوا إلى أبرزها وطرق علاجها

03 فبراير 2024
تنجم هذه الأمراض عن تغييرات هرمونية وجسدية وعوامل نفسية واجتماعية (Getty)
+ الخط -

تعاني النساء من أمراض عدة تبدأ من مرحلة المراهقة إلى النضج وصولاً إلى انقطاع الحيض، تسبب لهن آلاماً متفاوتة ونوبات رعب مختلفة، وحالات من التوتر العاطفي، واضطرابات قد تؤثّر بشكل كبير في حياتهنّ اليومية ونمط عيشهن، ما يتطلب منهن الاستشارة الطبية قصد التشخيص وتقديم العلاج المناسب.

أمراض صامتة

غالباً ما توصف هذه الأمراض النسائية بالصامتة، لعدم قدرة كثيرات على البوح بها، أو خجلهن من التطرق لأعراض معينة، رغم تأثيراتها سواء على المدى المتوسط أو الطويل في صحتهن.

وتنجم هذه الأمراض عن تغييرات هرمونية وجسدية، بالإضافة إلى عوامل نفسية واجتماعية بعضها عام عند معظم النساء، والبعض الآخر يختلف باختلاف المراحل العمرية أو عند الانتقال إلى مراحل الحمل والولادة، انتهاء بانقطاع الدورة الشهرية، ويساعد كشفها في التعامل معها والمساهمة في التغلب عليها أو التخفيف من حدتها.

فما أبرز هذه الأمراض التي قد تعاني منها النساء؟ وما أعراضها؟ ومضاعفاتها؟ وطرق علاجها؟

  • اضطرابات الدورة الشهرية

تؤكد الدكتورة مايسة سلمان، رئيسة قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى الأمان في قطر في مقابلة مع موقع "صحتك"، أنّ اضطرابات الدورة الشهرية تعد أحد أبرز الأمراض التي تصيب النساء. على سبيل المثال، تشمل متلازمة ما قبل الحيض أعراضاً مثل تورم الثدي والتوتر العاطفي، والتي يمكن أن تؤثّر بشكل كبير في نوعية حياة المرأة. كما يمكن أن تواجه النساء الألم الحيضي، الذي يمكن أن يكون شديداً. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي اضطرابات مثل تكيّس المبايض وانقطاع الحيض إلى مشكلات تتطلب التقييم والعلاج.

الصورة
اضطرابات الدورة الشهرية أحد أبرز الأمراض التي تصيب النساء (Getty)
اضطرابات الدورة الشهرية أحد أبرز الأمراض التي تصيب النساء (Getty)

وتضيف للموقع، أن المراهقات يتعرضن لتغييرات هرمونية وجسدية طبيعية أثناء هذه المرحلة. وفي حالة عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لفترات طويلة، يجب على المرأة استشارة طبيبة في الأمراض النسائية لاستبعاد أي مشكلة صحية.

أما بالنسبة لاستخدام المسكنات خلال العادة، فتشدد على احترام الجرعة الموصَى بها، واستشارة الطبيبة إذا كان الألم مفْرطاً. وتتابع "فيما يخص استخدام حبوب تنظيم الدورة، يجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيبة، وذلك بناءً على احتياجات كل مريضة". بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد البرنامج الغذائي الصحي في التخفيف من أعراض التقلبات الهرمونية. 

  • نوبات الرعب المهبلية

بحسب سلمان، فإن نوبات الرعب المهبلية، والمعروفة أيضاً باسم "التشنج المهبلي"، حالة نسائية تصاحب التقلبات الهرمونية وتسبب ألماً، ولكن علاجها يعتمد على حالة المريضة.

وتوضح لموقع "صحتك" أن تشخيص عدوى المهبل بوجود أعراض مثل الحكة الشديدة والانتفاخ والإفرازات المهبلية غير الطبيعية. أما الألم بعد ممارسة الجنس، فيمكن أن يكون ناتجاً عن التهابات أو تشنجات، ويحتاج إلى تقييم طبي دقيق لتحديد السبب.

الصورة
تؤثر الآلام الشديدة على حياتهن اليومية (Getty)
تؤثر الآلام الشديدة على حياتهن اليومية (Getty)
  • سكري الحمل

يعرّف سكري الحمل بأنه فرط الغلوكوز في الدم عن المستوى الطبيعي ولكنه لا يصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويزداد احتمال حدوث المضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة. يُشخّص المرض عن طريق عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

الصورة
يحتاج سكري الحمل إلى مراقبة طبية دقيقة (Getty)
يحتاج سكري الحمل إلى مراقبة طبية دقيقة (Getty)

ووفقاً لسلمان، فإن سكري الحمل يحتاج إلى متابعة دورية ومراجعة في الأمراض النسائية، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي ومراقبة مستوى السكر بانتظام.

  • نزيف الحمل

يعدّ النزيف خلال فترة الحمل، من الأمراض النسائية التي تصيب بعض النساء، وقد يكون خلال الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل علامة على مشكلات صحية خطيرة، بحسب ما توضحه رئيسة قسم أمراض النساء والولادة في مستشفى الأمان في قطر.

وتوصي مايسة سلمان النساء الحوامل بضرورة الاتصال بالطبيبة فوراً لتلقي الرعاية وتحديد السبب، والحصول على العلاج المناسب.

كما تعتبر حمض الفوليك عنصراً أساسياً للمرأة الحامل للحدّ من مخاطر تشوهات الجنين. يجب تناوله قبل الحمل وخلاله، لأنه يلعب دوراً مهماً في تطور الجهاز العصبي للجنين. وتوصي بتناول مكملات حمض الفوليك بجرعات مناسبة تحت إشراف الطبيبة قبل الحمل وفي الأشهر الأولى منه.

  • الإجهاض المتكرر

تشير تعريفات طبية متعددة إلى أن الإجهاض المتكرر هو حدوث 3 عمليات إجهاض متتالية قبل الأسبوع العشرين من الحمل، إذ يؤثر على ما يقارب 1 إلى 2% من النساء.

يكون الإجهاض المتكرر مؤلماً نفسياً وجسدياً، بحسب ما أبرزت الطبيبة مايسة سلمان لـ"صحتك"، ويتطلب التشخيص والعلاج العناية الخاصة بالمرأة، بالإضافة إلى اتباع خطة العلاج المناسبة لكل مريضة، ويمكن للنساء المتأثرات بهذه المشكلة البحث عن الدعم النفسي والنصائح الطبية المناسبة.

  • اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية والضغوط النفسية بعد الولادة. وعادة ما يحصل خلال ما بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة، ولكنه قد يصل إلى سنة بعد ولادة الطفل، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

وتشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، الشعور بالحزن وهبوط الهمّة، عدم القدرة على التمتع بالأشياء المبهجة، التعب أو نقص الطاقة، ضعف التركيز أو مدة الانتباه، انخفاض مستوى احترام الذات والثقة بالنفس، النوم المتقطع حتى عندما يكون الطفل نائماً، تغير الشهية.

الصورة
حالة تحدث عادة (Getty)
تشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة الشعور بالحزن وهبوط الهمّة (Getty)

وتوضّح سلمان "أنه يمكن علاج اكتئاب ما بعد الولادة بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي"، ويجب على النساء الباحثات عن العلاج استشارة خبراء الصحة النفسية.

  • انقطاع الطمث

يعرف انقطاع الطمث، أو انقطاع الدورة الشهرية، بأنه غياب الحيض وعدم حدوثه في موعده المحدد والمعروف لدى المرأة. بالرغم من أن انقطاع الحيض يعد أمراً طبيعياً، فإنه قد يسبب لدى بعض النساء حالة من التوتر النفسي، وارتفاع درجات الحرارة، وصداع متناوب، والتعرق ليلاً..

وتوضح الطبيبة مايسة سلمان أن متوسط عمر انقطاع الطمث يكون في سن الـ 51 تقريباً، وهذا يعتمد على العوامل الوراثية والصحية لكل امرأة. من المهم أن تفهم المرأة أن هذه المرحلة طبيعية وتتطلب بعض الاهتمام بالصحة العامة، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام.

وتوصي بزيارة طبيبة الأمراض النسائية بشكل دوري، اعتماداً على العمر والحالة الصحية، ففي مرحلة المراهقة، قد تحتاج الفتيات إلى زيارة سنوية للتقييم، ومناقشة مشكلات صحية تشمل التغييرات الهرمونية. أما بعد الزواج، يمكن أن تتغير مواعيد الزيارة بناءً على الحالة الصحية، ويبقى الهدف هو الحفاظ على الصحة النسائية والوقاية من المشكلات الصحية. 

المساهمون