توصلت دراسة حديثة لشركة "إيرفينتي" البريطانية الخاصة بتحليل البيانات الطبية أن أكثر من مليار جرعة من لقاحات فيروس كورونا تم هدرها على مستوى العالم.
وفق تقديرات الشركة التي نُشرت أمس الثلاثاء، فقد تم توفير 14 مليار جرعة لقاح على مستوى العالم حتى الآن، مع إهدار 1.1 مليار منها، وقامت الشركة بتتبع البيانات الصحافية والإخبارية حول إهدار اللقاحات حول العالم، وتبين أن الدول أهدرت هذه الكميات على الرغم من الحاجة الملحة للتطعيم.
Our latest analysis shows the number of COVID-19 vaccines which are likely to have been wasted since the global roll out began is estimated to be 1.1 billion.
— Airfinity (@Airfinity) July 12, 2022
Read the full press release here: https://t.co/bQKXuLog4o pic.twitter.com/FuyX0f3ewj
لم يتم تحديد نوعية التطعيمات التي تم إهدراها، وقد تمكنت الشركة من الإشارة إلى أن أكثر من 25 مليون جرعة من لقاح سبوتينك الروسي لم يتم استخدامها إلى حين انتهاء صلاحيتها، كما تبين أن 19 مليون جرعة خاصة بلقاح أسترازينكا تم إهدارها أيضاً.
يقول مدير التحليلات في "إيرفينتي"، الدكتور مات لينلي، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للشركة: "على الرغم من بذل الدول قصارى جهدها لتجنب الهدر، إلا أنها لم تنجح فعلياً في اتباع سياسة واضحة لتوزيع الجرعات".
تختلف أسباب هدر اللقاحات، بحسب الدكتور مات لينلي، إذ إن جزءا منها ربما يكون منتهي الصلاحية، فيما جزء آخر بات غير صالح للاستخدام بسبب إجراءات التبريد والتخزين، أو حتى بسبب إهمال الطواقم الطبية.
فجوة كبيرة
لطالما شكلت مسألة هدر اللقاحات هاجساً لدى خبراء الصحة، فقد أوصى التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) الدول بالسعي إلى معدل هدر أقصى يبلغ 25 في المائة للسنة الأولى، مع خفض تدريجي إلى 15 في المائة بحلول العام الثالث. بالنسبة للقاحات في قوارير ذات جرعة واحدة أو جرعتين، يكون الحد الأقصى المسموح به للهدر 5 في المائة.
علقت جوليا كوسجي، مستشارة السياسات لمنشئي الصحة العالمية، على هذه البيانات بالقول: "إن إهدار لقاح فيروس كورونا كان مدفوعاً بالاستجابة العالمية غير المتكافئة لإدارة أزمة الوباء، بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية".
وأضافت: "تم تطوير هذه اللقاحات بتمويل عام غير مسبوق، ولذا كان لا بد من أن تكون منافعه عالمية تطاول جميع الدول، لكن السياسات الاحتكارية حالت دون ذلك".
وقد درات معركة عنيفة في الفترة الماضية بين الدول الفقيرة والنامية، قادتها كل من الهند وجنوب أفريقيا مع الدول الغنية وشركات التصنيع، بهدف الحصول على براءات الاختراع لتصنيع اللقاحات، لكن قيوداً عديدة حالت دون ذلك، ما أدى إلى تحكم فئة صغيرة من الدول باللقاحات.
AstraZeneca and Pfizer/BioNTech saved over 12 million lives in the first year of vaccination.
— Airfinity (@Airfinity) July 13, 2022
New analysis by Airfinity shows the @AstraZeneca and @Pfizer/@BioNTech_Group vaccines saved the most lives in the first year of the global vaccination campaign.https://t.co/8FctQDBhi1 pic.twitter.com/WgvzcWbJAd
في جانب آخر، نشرت "إيرفينتي" تقريراً آخر، يسلط الضوء على فوائد اللقاحات خلال العام الأول من بدء التطعيم، إذ تبين أن لقاحات أسترازينكا وفايزر تمكنت من إنقاذ أكثر من 12 مليون شخص من حملة التطعيم العالمية. تظهر البيانات أن أسترازينكا أنقذ 6.3 ملايين شخص، فيما تمكن لقاح فايزر من إنقاذ نحو 5.9 ملايين شخص.