وصل أكثر من ألف مهاجر خلال الساعات الأخيرة إلى إيطاليا، فيما ينتظر مئات آخرون على متن سفن إنسانية، في وقت تستعدّ البلاد لانتخابات نيابية يُرَجّح أن يهيمن اليمين المتطرّف على نتائجها في سبتمبر/ أيلول.
وأنقذت سفينة تجارية وخفر السواحل، السبت، أكثر من 600 شخص كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط على متن قارب صيد قبالة كالابريا في أقصى جنوب إيطاليا. وتم نقلهم إلى عدة موانئ في صقلية.
ووجدت السلطات على متن القارب خمس جثث لمهاجرين ماتوا في ظروف لم تتضح بعد.
The #SeaWatch3 has now 428 people on board, rescued from 4 overcrowded boats within 12 hours yesterday. More details in the thread ⬇️ (1/5) pic.twitter.com/GaVwwke47e
— Sea-Watch International (@seawatch_intl) July 24, 2022
في جزيرة لامبيدوزا، وصل نحو 522 شخصا من أفغانستان وباكستان والسودان وإثيوبيا والصومال، خصوصاً ليل السبت الأحد، على متن خمسة عشر قاربا مختلفا أبحروا من تونس وليبيا.
ووفق وسائل الإعلام الإيطالية، فإن مركز الاستقبال في هذه الجزيرة الأقرب إلى أفريقيا منه إلى إيطاليا مكتظ. ويضم حاليا نحو 1200 شخص، علماً أن سعته من 250 إلى 300 شخص، حسب وكالة "أنسا".
والمهاجرون الذين يتمكّنون من الوصول إلى سواحل لامبيدوزا أو صقلية يسافرون على متن زوارق قديمة ومكتظة، في ظروف صحية سيّئة، غالبا بدون سترات نجاة ومع القليل من الطعام، وتحت أشعة الشمس الحارقة.
ولفتت صحيفة "لا سيسيليا" La Sicilia إلى أن آخر المهاجرين الذين وصلوا إلى لامبيدوزا وصلوا على متن سفن فيها عشرات أو حتى مئات الأشخاص، أو على متن قوارب مطاطية صغيرة.
#OceanViking performed a 2nd rescue operation in intl waters off Libya. 108 people, including many women & children were found crammed on an unseaworthy rubber boat.
— SOS MEDITERRANEE (@SOSMedIntl) July 24, 2022
The survivors are exhausted after spending hours at sea under the sun.
195 survivors are now on our vessel. pic.twitter.com/ybah3Zpprv
ووصلت ليلًا جثث أربعة تونسيين، منهم امرأة، إلى شاطئ كالا بيسانا في جزيرة لامبيدوزا بعد عبور جزء البحر الفاصل بين تونس والجزيرة. في غضون ذلك، اعترض خفر السواحل سفينة طولها 13 مترًا غادرت مدينة الزاوية في ليبيا وعلى متنها 123 باكستانيا وبنغلادشيا ومصريا وسودانيا.
أخطر طريق للهجرة في العالم
وتستمر المنظمات غير الحكومية المعنية بالإنقاذ البحري بإنقاذ مئات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
Another 16 people were taken on board the #SeaWatch3. @alarm_phone reported the case and the #IMARA of @r42sailrescue stabilized the situation until our ship arrived.
— Sea-Watch International (@seawatch_intl) July 24, 2022
With 444 guests on board, the Sea-Watch 3 is now heading north, hoping to get a port of safety assigned soon! pic.twitter.com/QO4ITbX6lg
وأكدت الأحد منظمة "سي ووتش" Sea-Watch الألمانية التي تساعد في إنقاذ مهاجرين في عرض المتوسط أنها نفّذت أربع عمليات إنقاذ السبت. وقالت على حسابها على تويتر: "على متن سي واتش 3، لدينا 428 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وامرأة حامل في الشهر التاسع، ومريض يعاني من حروق شديدة".
وقالت سفينة أوشن فايكينغ OceanViking التابعة لمنظمة SOS Mediterranee غير الحكومية، إنها أنقذت 87 شخصا، بينهم 57 قاصرا غير مصحوبين بذويهم، كانوا على متن "قارب مطاطي مكتظ في خطر في المياه الدولية قبالة ليبيا".
ووصل 34 ألف مهاجر عبر البحر إلى إيطاليا بين الأول من يناير/ كانون الثاني و22 يوليو/تموز، بالمقارنة مع 25500 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، و10900 في 2020، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.
وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة أن وسط البحر الأبيض المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم. وقدّرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد من قضوا والمفقودين في هذه المنطقة بـ990 منذ بداية العام الحالي.
تتزامن هذه الزيادة الموسمية في عدد المهاجرين إلى إيطاليا خلال فصل الصيف هذا العام مع اضطراب المشهد السياسي الإيطالي، خصوصا بعد استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي التي نجمت عن عدم تعاون أطراف عديدة في حكومته.
إثر ذلك، حلّ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا البرلمان، وحدّد موعد إجراء انتخابات نيابية في 25 سبتمبر/أيلول، يُرجّح أن يفوز بها اليمين واليمين المتطرّف بالأغلبية.
وصباح الأحد، ندّد رئيس حزب "ليغا" Lega الإيطالي المناهض للمهاجرين ماتيو سالفيني، عبر تويتر، بوصول "411 مهاجرا سريا خلال بضع ساعات إلى لامبيدوزا".
وتابع: "في 25 سبتمبر/أيلول، سيتمكن الإيطاليون أخيرا من اختيار التغيير، لإعادة الأمن والشجاعة ومراقبة الحدود".
(فرانس برس)