أكتوبر ليس وردياً في سجون مصر حيث سرطان الثدي معاناة إضافية

14 أكتوبر 2024
في عيادة سجن القناطر للنساء في مصر، 27 ديسمبر 2020 (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه السجينات المصابات بالسرطان في مصر، مثل رضوى ياسر، تحديات صحية خطيرة بسبب نقص الرعاية الطبية في السجون، مما يستدعي الإفراج الفوري لتلقي العلاج الضروري.

- أطلقت منظمة "بلادي جزيرة الإنسانية" حملة "أرواح سجينات في خطر" لتسليط الضوء على معاناة السجينات السياسيات المصابات بأمراض خطيرة، حيث رصدت أكثر من 32 حالة، مع التركيز على عشر نساء مصابات بأورام سرطانية.

- تدعو المنظمات الحقوقية السلطات المصرية للإفراج عن السجينات المصابات بالسرطان لتلقي العلاج، محذرة من أن استمرار احتجازهن دون رعاية طبية يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان.

بينما يحتفل العالم بشهر "أكتوبر الوردي"، تعاني عشرات السجينات في مصر من السرطان، ولا سيّما سرطان الثدي، من دون الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. وكان شهر أكتوبر/ تشرين الأول قد خُصّص للتوعية بمرض سرطان الثدي الذي يُعَدّ أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء، بناءً على مبادرة عالمية تحت عنوان "أكتوبر الوردي" أُطلقت في هذا الشهر من عام 2006.

وبعيداً عن فعاليات "أكتوبر الوردي" في مصر، تكثر الاستغاثات الحقوقية المطالبة بالإفراج عن النساء المصابات بالسرطان في السجون المصرية ومقار الاحتجاز المختلفة بالبلاد، مع التنديد بالإهمال الطبي الجسيم الذي يطاولهنّ. وعلى سبيل المثال، دعت لجنة العدالة - كوميتي فور جستس إلى الإفراج الفوري عن رضوى ياسر سيد محمد برعي، البالغة من العمر 22 عاماً، التي تقبع في السجن منذ 21 أغسطس/ آب 2021، على ذمّة القضية رقم 2976 لسنة 2021 المعروفة إعلامياً بقضية "غروب مطبخنا"، خصوصاً بعد تدهور صحتها على خلفية سرطان الثدي الذي أصابها.

وتعاني رضوى، وفقاً للجنة العدالة من "تدهور شديد في حالتها الصحية نتيجة إصابتها بسرطان الثدي"، الأمر الذي "يستدعي خضوعها لجلسات العلاج الكيميائي بشكل عاجل وإجراء الجراحات الضرورية للحفاظ على حياتها". يُذكر أنّ رضوى كانت، قبل احتجازها، ناشطة مجتمعية وحقوقية عُرفت بمشاركتها في دعم المحتاجين، وقد وسّعت نشاطها ليشمل مساعدة أسر السجناء السياسيين بعد إلقاء القبض على والدها سيد محمد السيد. فهو أمضى ثماني سنوات في الحبس الاحتياطي على ذمّة قضية "كتائب حلوان" قبل تبرئته أخيراً، بحسب لجنة العدالة.

وفي الفترة التي سُجن فيها والدها، عملت رضوى على توفير الدعم المادي والمعنوي لأسر السجناء، من خلال تحضير الأطعمة والزيارات ومساعدة الجمعيات الخيرية في تنظيم دعم مادي وكذلك معنوي لهذه الأسر، وفقاً لما بيّنته لجنة العدالة التي حذّرت من أنّ "حالة رضوى ياسر الصحية تشكّل خطراً جسيماً على حياتها، إذا لم يتمّ الإفراج عنها سريعاً لتلقّي العلاج اللازم". أضافت اللجنة أنّ سرطان الثدي "يُعَدّ من الأمراض الخطرة التي تتطلب رعاية طبية متواصلة وعلاجاً كيميائياً منتظماً، وهو أمر يصعب توفيره في ظروف الاحتجاز غير الملائمة".

وشدّدت اللجنة الحقوقية على أنّ استمرار احتجاز رضوى، من دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالتها، يمثّل "انتهاكاً صريحاً لحقّها في الحياة والصحة، ويزيد من خطر تدهور حالتها بشكل قد يكون غير قابل للتدارك". وحمّلت لجنة العدالة "السلطات المصرية، ممثلة بوزارة الداخلية ومصلحة السجون، المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على حياة رضوى ياسر"، مطالبة تلك الجهات بـ"الالتزام بواجباتها القانونية والإنسانية تجاه السجناء، بما في ذلك تقديم الرعاية الصحية الضرورية لهم".

أضافت لجنة العدالة أنّ الإفراج الفوري عن رضوى أمر ضروري، وذلك من أجل تمكينها من تلقّي العلاج اللازم لمواجهة سرطان الثدي الذي تعاني منه، مع التأكيد على أنّ "التأخير في اتّخاذ هذا الإجراء قد يُعرّض حياتها للخطر، ويُعَدّ خرقاً واضحاً لحقوق الإنسان التي تكفلها القوانين الوطنية والدولية".

في سياق متصل، أطلقت منظمة "بلادي جزيرة الإنسانية" أخيراً حملة "أرواح سجينات في خطر"، للإضاءة على حالات سجينات يعانينَ من مرض سرطان الثدي أو من "أورام الثدي" بحسب تعبير المنظمة. وهي تعرّف عن نفسها بأنّها تدافع عن الحقوق المدنية والسياسية، وتعمل على الحدّ من الانتهاكات ضدّ النساء والأطفال خصوصاً.

وقد جاءت الحملة لتسلّط الضوء على السجينات السياسيات المريضات في السجون المصرية، إذ رصدت المنظمة الحقوقية ما يزيد عن 32 سجينة سياسية مريضة في السجون، علماً أنّ هؤلاء يعانينَ من 24 مرضاً أو مشكلة صحية، وسط ظروف احتجاز سيئة ورعاية صحية متردّية.

وتناولت منظمة "بلادي جزيرة الإنسانية" في حملتها عشر نساء يعانينَ من أورام سرطانية مختلفة في السجون المصرية، خصوصاً من سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً. بسمة رفعت عبد المنعم محمد ربيع من بين هؤلاء النساء اللواتي يعانينَ من سرطان الثدي في السجون المصرية، وقد أُلقي القبض عليها في مارس/ آذار 2016، وأُدرجت على ذمّة القضية رقم 314 لسنة 2016 حصر أمن الدولة العليا، المعروفة إعلامياً بقضية "اغتيال النائب العام".

بدورها تعاني ناهد نبيل حافظ حسن من سرطان الثدي في السجون المصرية، بحسب المنظمة التي توضح أنّ إلقاء القبض عليها جرى في 28 فبراير/ شباط 2020، وهي ما زالت تعاني، فيما هي محبوسة على ذمّة القضية رقم 1780 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا.

المساهمون