شارك عشرات الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة في وقفة احتجاجية للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض للعام السادس عشر على التوالي وسط غياب أي آفاق لرفعه أو تحسين الأوضاع المعيشية في ظل تكرار جولات التصعيد والحروب.
ورفع الأطفال المشاركون في الوقفة التي دعت إليها ناشطات نسويات، اليوم الأربعاء، لافتات وشعارات باللغتين العربية والإنكليزية دعت إلى رفع الحصار الإسرائيلي بشكلٍ فوري وعاجل، وتدخل المجتمع الدولي في توفير حياة كريمة لأطفال غزة أسوة بأطفال العالم.
وردد الأطفال هتافات "أوقفوا حصار غزة" و"من حقنا العيش بكرامة" و"أوقفوا الحروب"، إلى جانب رفعهم الأعلام الفلسطينية وارتداء الفتيات المشاركات في الوقفة الزي الفلسطيني، إضافة لرفع بعض الشعارات والعبارات باللغة الإنكليزية التي أشارت للحرب والحصار.
في السياق، قالت الطفلة بنان نصر الله في كلمتها عن أطفال غزة إن الحروب الإسرائيلية المتكررة منذ عام 2008 وحتى العام الجاري جعلت ظروف الحياة المعيشية في القطاع غير ممكنة وغير مستقرة نظرًا للتداعيات التي تترتب عليها من تفاقم للفقر ومعدلات البطالة.
وأضافت أنه من حق أطفال غزة أن يعيشوا كباقي أطفال العالم بدون سماع أصوات الانفجارات بين عام وآخر، وأن يتم تأمين حياة معيشية واقتصادية تراعي ظروفهم وظروف عائلاتهم التي أنهكها الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام السادس عشر على التوالي.
ودعت الطفلة الفلسطينية المجتمع الدولي والأمم المتحدة للنظر إلى حال أطفال غزة الذين عادة ما يتم استهدافهم في كل جولة تصعيد أو حرب إسرائيلية، وإلى أن يكون هناك تدخل حقيقي يوقف الحرب الإسرائيلية، مطالبة بأن تعيش هي وجميع الأطفال حياة مطمئنة خالية من أصوات الانفجارات.
وخلال سنوات الحصار الإسرائيلي على غزة لم يسلم الأطفال من تداعياته، حيث تعرض الكثير من الأطفال للقتل إما عبر الاستهداف المتكرر بالقصف الإسرائيلي أو عبر المنع من السفر للأطفال المرضى، وفقًا لجمعية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
أما الطفل طارق عماد، فتحدث هو الآخر عن فقدان الكثير من الأطفال حياتهم جراء تعمد الاحتلال الإسرائيلي قصف البيوت والشقق الآمنة خلال جولات التصعيد والحروب التي شنها منذ عام 2008 وحتى الآن، وهو ما يستدعي تدخل دول العالم لوقف الحروب.
وقال عماد لـ"العربي الجديد"، إن المطلوب رفع الحصار الإسرائيلي كي يمارس أطفال غزة حياتهم أسوة بباقي أطفال العالم دون أي قلق أو خوف من اندلاع حرب جديدة في أي لحظة كما حصل خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الأطفال يعيشون حالة خوف دائمة.
وأشار إلى حاجة الأطفال لأن تكون حياتهم مستقرة وهادئة بعيدًا عن أصوات القصف والانفجارات التي اعتادوا على سماعها خلال السنوات الماضية، موضحًا أن الأطفال يبحثون عن عام دراسي هادئ تتوفر فيه كافة احتياجاتهم علما أنه لم تبق سوى أيام معدودة لانطلاق العام الدراسي الجديد.
في الأثناء، أكدت الناشطة النسوية سهير حجازي أن الأجيال الفلسطينية منذ عام 2006 وحتى اليوم عاصرت عددًا غير محدود من الحروب وجولات التصعيد لا سيما الأطفال، وهو ما انعكس بالسلب على الأوضاع الاقتصادية والصحية والمعيشية لهم ولعوائلهم.
وقالت الناشطة حجازي، وهي إحدى القائمات على الفعالية، لـ"العربي الجديد"، إن العالم مدعو لرفع الحصار الإسرائيلي وتشغيل ميناء غزة البحري ليكون منفذًا لغزة إلى العالم الخارجي يعمل من خلاله آلاف الأشخاص وينهي معاناة عشرات الآلاف من العاطلين من العمل.
وترى أن أطفال غزة دفعوا فاتورة كبيرة من الحصار الإسرائيلي وما زالوا يدفعون نتيجة لاستمراره وغياب التحرك الجدي من قبل دول العالم لوضع حد للحصار بالرغم من جميع التقارير الحقوقية المحلية والدولية التي أكدت أن السلوك الإسرائيلي مخالف للقانون الدولي.